«احتفال تاريخي» الكنيسة تفرح بتجليس الأنبا كاراس أسقفًا على إيبارشية مطروح والخمس مدن الغربية وسط حضور رسمي وشعبي

تجليس الأنبا كاراس أسقف مطروح والخمس مدن الغربية شهد مساء الاثنين 14 يوليو 2025 احتفالًا مهيبًا في كنيسة السيدة العذراء مريم بمرسى مطروح، جرت فيه مراسم التنصيب الرسمي بعد رسمه أسقفًا من قبل البابا تواضروس الثاني والمجمع المقدس، ليخلف نيافة الأنبا باخوميوس الذي خدم إيبارشية مطروح لأكثر من خمسة عقود بمحبة والتزام روحاني. حضر الاحتفال عدد من الأساقفة، قيادات الكنيسة، وممثلو الأجهزة التنفيذية والشعبية والأمنية، إضافة إلى تشريف من الأزهر الشريف ووزارة الأوقاف ودار الإفتاء المصرية.

حضور شعبي ورسمي بارز في تجليس الأنبا كاراس أسقف مطروح والخمس مدن الغربية

احتضنت كنيسة السيدة العذراء مريم بمرسى مطروح حضورًا غير مسبوق في مراسم تجليس الأنبا كاراس أسقف مطروح والخمس مدن الغربية، حيث عمت مظاهر الفرح بالزغاريد والاحتفالات القبطية الأصيلة، ما عكس عمق الترابط بين الكنيسة وشعبها في المنطقة. حضر اللواء خالد شعيب، محافظ مطروح، وعدد من المسؤولين البارزين منهم نائب المحافظ الدكتور إسلام رجب، ومدير أمن مطروح اللواء حاتم حداد، ورئيس جامعة مطروح الدكتور مصطفى النجار، بالإضافة إلى القيادات التنفيذية والدينية. وكان للممثلين من الأزهر الشريف، ووزارة الأوقاف، ودار الإفتاء دور بارز في التجمع، بحيث جسد اللقاء مشهدًا يعكس وحدة الصف الوطني والتلاحم بين أبناء مصر من مختلف الطوائف.

طقس التجليس في الكنيسة القبطية ودلالته في إيبارشية مطروح والخمس مدن الغربية

طقس التجليس يُعد من الطقوس الرسمية الهامة في الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، إذ يُنصب الأسقف الجديد على كرسي إيبارشيته بعد أن يُرسم بيد البابا والمجمع المقدس، وهو طقس يحمل رمزية الاستلام الروحي والإداري لمسؤولية رعاية الإيبارشية. بفعالية التجليس، يبدأ الأنبا كاراس ممارسة سلطاته الرعوية مباشرة، حاملاً إرثًا روحيًا متجددًا لخدمة مطروح والخمس مدن الغربية، وخطًا مستمرًا من العمل الكنسي والتعليم والخدمات التي أسسها سلفه الأنبا باخوميوس خلال أكثر من خمسة عقود. هذا الانتقال ممهد لبناء مستقبل رعوي متين في إيبارشية مهمة تتميز بتاريخ كنسي طويل.

كلمة المحافظ وتكريم الأنبا باخوميوس في مناسبة تجليس الأنبا كاراس أسقف مطروح والخمس مدن الغربية

قدّم اللواء خالد شعيب، محافظ مطروح، التهنئة الحارة للأنبا كاراس بمناسبة تجليسه أسقفًا على مطروح والخمس مدن الغربية، مبرزًا أنه “خير خلف لخير سلف” في إشارة إلى الأنبا باخوميوس الذي ترك أثرًا لا يُمحى في ربوع الإيبارشية. وأكد المحافظ على وحدة المصريين من مسلمين ومسيحيين، واصفًا إياهم بــ “نسيج وطني واحد” ينبض بالمحبة والتكاتف. تعكس كلمته روح المحبة والوفاق التي سادت هذا الحدث الكنسي الهام، مما يدل على عمق العلاقة بين الكنيسة والمجتمع المدني في المحافظة.

خدمة الأنبا باخوميوس وإرثه الروحي في إيبارشية مطروح والخمس مدن الغربية

يُعد نيافة الأنبا باخوميوس من أبرز الشخصيات الكنسية التي خدمت مطروح والخمس مدن الغربية بقلب نابض للحكمة والرؤية، حيث أعلن عن رحيله في مارس الماضي بعد حياة نسجت بأكثر من سبعين عامًا من العطاء، منها نحو 54 عامًا قضاها في رعاية إيبارشية عريقة. أسس خلال مسيرته علاقات متينة بين الكنيسة والدولة والمجتمع، ووضع أسس الرعاية والإرشاد والتعليم التي ساهمت في بناء منظومة كنسية قوية. يظل الأنبا باخوميوس منارة مضيئة تنير دروب الخدمة الرعوية في المنطقة.

• صلاة العشية كبداية للاحتفال
• مراسم التنصيب الرسمية للأنبا كاراس على الكرسي الإيبارشي
• حضور ممثلي المؤسسات الدينية والأمنية والتنفيذية
• تأكيد وحدة الصف الوطني بين أبناء مطروح من مختلف الطوائف
• استمرار نهج الخدمة الروحية والتعليمية التي أسسها سلفه

لا شك أن تجليس الأنبا كاراس أسقف مطروح والخمس مدن الغربية لا يمثل مجرد طقس ديني بل يشكل ركيزة أساسية لاستمرارية الخدمة الروحية التي تلمس حياة الجميع في المحافظة، معبرة عن وحدة وطنية تعززها البركة الإلهية والمحبة الحقيقية بين أبناء مصر بمختلف انتماءاتهم. هذا الحدث التاريخي يعكس بوضوح مدى التأثير الإيجابي للكنيسة القبطية في دعم نسيج المجتمع وتعزيز قيم المحبة والتلاحم داخل الوطن العزيز.