السلام الحقيقي في اليمن لا يتحقق بفرض حلول سياسية دون معالجة جذور الحرب، فالتجاهل المستمر لجذور الصراع يهدد بإعادة إنتاج المعاناة وتكرار الحرب في المستقبل؛ فالأمم المتحدة رغم محاولاتها فرض تسويات سياسية، أخفقت في إقناع الحوثيين بتنفيذ قراراتها، وعلى رأسها القرار 2216 الذي يطالب بانسحابهم من المؤسسات الحكومية وتسليم سلاح الدولة وإطلاق المختطفين، لكنها تواصل السير على ذات النهج الفاشل، وتريد إلزام اليمنيين به.
لماذا فشل الحلول السياسية في اليمن دون معالجة جذور الحرب؟
تُعاني اليمن حربًا مدمرة امتدت لأكثر من عقد، إلا أن السلام الحقيقي لا يمكن أن يتحقق بتجاهل أصل المشكلة، بل يتطلب معالجة جذورها بعمق؛ الصراع الحالي ليس صراعًا سياسيًا عاديًا على السلطة، بل هو مواجهة بين اليمنيين وجماعة عرقيّة مسلحة تؤمن بأحقيتها الحصرية في الحكم وامتلاك رقاب اليمنيين، وتستخدم العنف المفرط بكل أشكاله، من قتل وتهجير وتجهيل، إلى الإخفاء القسري وزراعة الألغام، علاوة على تفجير المنازل وتجنيد الأطفال من أجل تحقيق أهدافها.
تُظهر الوقائع أن الحوثيين لا يحترمون الاتفاقيات ولا التعهدات، حتى تلك التي رعتها الأمم المتحدة مثل اتفاق ستوكهولم، مما يزيد من صعوبة بناء أي تسوية سياسية فعلية. الأمم المتحدة نفسها لم تستطع حماية موظفيها المختطفين من قبل الحوثيين، مما يضع علامات استفهام حول قدرتها على ضمان تنفيذ الاتفاقات المتعلقة بحقوق اليمنيين وحمايتها.
مخاطر السلام السياسي في اليمن دون معالجة جذور الصراع العرقي والطائفي
إن النجاح الشخصي لأي مبعوث أممي، مثل هانس غروندبرغ، لا يجب أن يكون على حساب كرامة اليمنيين، الذين ينشدون سلامًا دائمًا قائمًا على العدالة والمساواة؛ كيف يمكن تحقيق السلام مع جماعة تعتبر الحكم حقًا دينيًا وسلاليًا محصورًا بها فقط؟ هذه الجماعة تتبع خطابًا منهجيًا يمارس الفصل العنصري والإبادة الثقافية بحق معارضيها، مما يصعب بناء دولة عادلة معها.
تنطوي مخاطر السلام المزعوم على قبول واقع قهر جماعة تؤمن بتفوقها العرقي، وهو ما يرفضه اليمنيون، خصوصًا في ظل سيطرة جماعة مصنفة إرهابية تمارس الفصل العنصري داخل مؤسسات الدولة. لذلك، لا يمكن بناء مؤسسات دولة حقيقية دون حلول حقيقية لمعالجة هذه القضايا، وهذا يتطلب إشراك قوى وطنية حقيقية تعمل وفقًا لمبادئ المواطنة والعدالة.
- الانصياع الصارم لقرار 2216 وتنفيذه بالكامل.
- إطلاق جميع المختطفين وإعادة المعتقلين دون قيد أو شرط.
- ضرورة تسليم السلاح للدولة وضمان سيادة القانون.
- محاربة الفكر العنصري وتفكيك خطاب التفوق العرقي.
- تحقيق العدالة التصالحية مع ضمانات حقيقية للمستقبل.
ضمانات السلام الحقيقي في اليمن: المواطنة المتساوية والحقوق الإنسانية
السلام الذي يحتضنه اليمن لا يجوز أن يُبنى على تنازلات تلغي الحقوق الأساسية لليمنيين؛ فالمادة الأولى من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان تؤكد أن “الناس يولدون أحرارًا ومتساوين في الكرامة والحقوق”، وهي ركيزة ضرورية لاستقرار الدول وتعايش المجتمعات. إذن، لا يمكن قبول تسوية سياسية تقبل الفصل العنصري أو تدعم “خرافة الولاية” التي كانت سببًا في إشعال الحرب.
لا يمكن ضمان المواطنة المتساوية والعدالة الاجتماعية دون تجريم الفكر العنصري الذي تتبناه الجماعة المسلحة، وهذا يُعد مدخلاً أساسيًا لتحقيق سلام مستدام يعترف بحقوق الجميع ويخدم مستقبل اليمن. على الأمم المتحدة والمجتمع الدولي أن يعيدوا نظرهم في طريقة التعامل مع الواقع اليمني، خصوصاً في ضوء فشل المساعي السابقة وأهمية حماية حقوق اليمنيين وضمان احترام كرامتهم.
العقبة الرئيسية | التحدي المطروح |
---|---|
عدم تنفيذ القرار 2216 | رفض الحوثيين الانسحاب وتسليم السلاح وإطلاق المختطفين |
ضعف حماية موظفي الأمم المتحدة | اختطافهم من قبل الحوثيين، وعدم القدرة على حماية الاتفاقيات |
الخطاب العنصري والسيطرة الطائفية | العقبة الأساسية أمام بناء دولة عادلة ومؤسسات متساوية |
قال الرئيس الأمريكي رونالد ريغان ذات مرة إن السلام ليس من قبيل الصدفة، بل هو مسؤوليتنا جميعًا، ويجب أن نبنيه بالشجاعة وحمايته للأجيال القادمة؛ وهذا ما ينطبق على اليمن، حيث لا يمكن أن يبنى السلام دون النجاح في معالجة أسباب الحرب الحقيقية، وإلغاء مفاهيم التفوق العرقي التي تهدد أمن واستقرار البلاد، تمامًا كما تعامل العالم بحزم مع الأنظمة والعقائد العنصرية في التاريخ.
«طقس مشمس» وارتفاع الحرارة في الإمارات اليوم السبت 3 مايو 2025
«عرض مميز» خفض أسعار تذاكر كأس العالم للأندية يكشف عن مفاجآت كبيرة للجماهير
«متابعة دقيقة» غرف عمليات كفر الشيخ تراقب الملاحة البحرية وسط تقلبات الطقس
شوف الجديد: طائرة الخليج تستضيف الهلال في مواجهة قوية وحماسية
«زيادة طفيفة» أسعار النفط ترتفع بعد تمديد محادثات ترامب وأوروبا بشأن التجارة
«دعم سريع» موعد نزول المكرمة الملكية 100 دينار الأردن وكيف تستفيد فوراً
تعرّف على أسعار الحديد والأسمنت اليوم السبت 7 يونيو 2025 وحركة سوق حديد عز
مسلسل المؤسس عثمان الموسم السادس الحلقة 190: تصاعد الأحداث ومفاجآت غير متوقعة