«القوة الحقيقية» الهوية الوطنية اليمنية كيف تحمي اليمن من التشتت والانقسام؟

التمسك بالهوية اليمنية في ظل الصراعات الحوثية هو الطريق الوحيد للوحدة الوطنية واستعادة الدولة الجامعة التي تحفظ لجميع أبناء اليمن حقوقهم وتاريخهم المشترك، خصوصًا بعد سنوات من الانقسام والتشتت والحروب التي قسمّت وطننا ومزّقت النسيج الاجتماعي.

أهمية التمسك بالهوية اليمنية في مواجهة الصراعات الحوثية

في خضم الصراعات الحوثية التي تعصف باليمن، برز التمسك بالهوية اليمنية كحاجز حيوي ضد محاولات التشظي والتجزئة التي تسعى إليها الميليشيات الحوثية. خلال العقد الماضي، شهد اليمن انهيارًا في المعايير الوطنية وتقدمًا مقلقًا للهوية الطائفية التي فرضتها هذه الميليشيات، مما أدى إلى تراجع مفهوم الدولة الجامعة لصالح خطاب الكراهية والصراع السلالي والمناطقي التي أفرغت الدولة من محتواها الحقيقي. الهوية اليمنية التاريخية والثقافية التي جمعت أطيافًا متعددة عبر عصور طويلة تعرضت اليوم إلى تهديد كبير من مشروع يعتمد على التمزق والفوضى، حيث تعيش مكونات الشعب حالة انقسام عميق بسبب الخطابات المقيتة التي تحاول تقسيم المجتمع وتحويل المواطنين إلى رعايا طائعين للسلطة الحوثية.

الهوية اليمنية بين التاريخ والحاضر: ضرورة وجودية لتعزيز السلام والاستقرار

تُعد الهوية اليمنية امتدادًا حضاريًا وتاريخيًا وجغرافيًا متجذرًا في واقع شعبنا، ولنا عبر القرون الطويلة مثال في التعايش السلمي بين مختلف الفئات والطبقات في إطار ثقافة جامعة. لقد كشف الانقسام الناجم عن الحرب عن حقيقة أن الهوية الوطنية ليست خيارًا بل ضرورة لحفظ وحدة الدولة، ولولا تراجعها لما سمح للقادة الحوثيين بتطويع مؤسسات الدولة لخدمة مصالح سلطوية على حساب الجميع. اليوم، تُتيح الظروف فرصة حقيقية لتحقيق السلام والاستقرار وبناء مستقبل مشرق لشباب اليمن، بعيدًا عن أوهام الصمود والمقاومة التي لا تخدم سوى تجذر الفوضى. نحن قوة التغيير وأصحاب القرار في تشكيل وطن يجمع شتات أبنائه ويرسم معالم الغد الذي نرنو إليه.

كيف يعزز التمسك بالهوية اليمنية التنوع ويقود لبناء دولة حديثة؟

التمسك بالهوية اليمنية لا يعني افتئاتًا أو تهميشًا للتنوع الثقافي أو الاجتماعي؛ بل على العكس يؤدي إلى إعادة الاعتبار لهذا التنوع ضمن إطار جامع يحفظ الحقوق ويبعد العصبيات أو الامتيازات الوراثية التي تدمر نسيج المجتمع. بناء اليمن بمفهومه الحديث لا يمكن أن يتحقق على أنقاض المشاريع السلالية والمناطقية التي تمرّغت في غبار الصراعات الضيقة. في رؤيتنا لليمن الذي نريد، تعود الهوية الجامعة لترتقي بقيمة الإنسان وتعزز المواطنة المتساوية التي تحترم اختلافات المجتمع وتكفل الحقوق دون تمييز، مع مؤسسات تستند إلى الكفاءة والإنصاف وتطبق القانون دون محاباة أو ولاءات.

  • التمسك بالهوية الوطنية هو السبيل لوحدة الصف ووقف النزيف الاجتماعي
  • استعادة الدولة كمؤسسة جامعة تعتمد على المواطنة والعدالة
  • تعزيز التنوع والحقوق ضمن إطار هوية يمنية جامعة بعيدة عن العصبية
  • بناء مؤسسات على أساس الكفاءة والقانون وليس الولاء والانتماءات الضيقة

في كل ما سبق، يتجلى أن بناء دولة يمنية موحدة لا بد أن يستند إلى هوية كبيرة تحمي الجميع، وتجعل من أبناء الوطن شركاء في المصير والقرار؛ هي هوية يمنية أصيلة، لا تسمح لتجزئة الوطن أن تبلع داخله المستقبل المنشود.