السغروشني يؤكد أن التحول الرقمي في التعليم يحتاج إلى جهود جماعية وتعاون شامل

في عصر الرقمنة، أصبح التعليم أحد المحاور الأساسية للتحول الرقمي في المغرب. أكدت الوزيرة غيثة السغروشني خلال مشاركتها في اجتماع التحالف العالمي للتعليم بمقر اليونسكو في باريس أن هذا التحول يتطلب رؤية متكاملة تجمع بين الفاعلين المختلفين في القطاع. ومع ذلك، يواجه هذا الطموح مجموعة من التحديات التي يجب التعامل معها بحكمة واستراتيجية واضحة.

## التحديات الرئيسية في التحول الرقمي للتعليم

أشارت السغروشني إلى أن أولى التحديات تتمثل في المواءمة الاستراتيجية بين الابتكار الرقمي واحتياجات النظام التعليمي. غالبًا، لا تتطابق وتيرة الابتكار أو منطق السوق مع متطلبات الخدمة العمومية للتعليم. التحدي الثاني يتمثل في دمج مساهمات القطاع الخاص كالشركات التكنولوجية والمؤسسات الناشئة ضمن خطط التنمية التعليمية. تحسين هذا التكامل يستدعي وجود أطر واضحة تسمح بتحويل هذه المساهمات إلى حلول فعالة ومبتكرة تلبي الاحتياجات الميدانية.

## مبادرات لتعزيز التعليم الرقمي في المغرب

لمواجهة هذه التحديات، أطلقت الحكومة المغربية عددًا من المبادرات، من أبرزها الشبكة الوطنية لمعاهد الذكاء الاصطناعي “جزاري”، التي تهدف إلى تعزيز الجسور بين التعليم العالي ومنظومة الابتكار. كما تم اعتماد برامج شاملة مثل “مدارس يو كود” والمختبر الرقمي التابع لوزارة التربية الوطنية لتأكيد اندماج التكنولوجيا في التعليم. بالإضافة إلى ذلك، يعد برنامج “جوب إن تيك” مثالاً بارزًا في تمكين الشباب بتحقيق طموح ترسيخ المهن الرقمية وتنمية الكفاءات الوطنية.

## أهمية التشبيك وتعزيز الربط بين القطاعات

أوضحت السغروشني أن نجاح التحول الرقمي في التعليم يعتمد على التعاون بين جميع المؤسسات العمومية والربط بين المنظومة التعليمية والقطاعات الأخرى كالصحة والحماية الاجتماعية. كما دعت إلى دعم الأطر التعليمية بمهارات رقمية لمواكبة الأدوات التكنولوجية، وتقليل الفجوة بين البحث العلمي والتطبيق في الميدان. تعزيز هذا النهج من شأنه تسريع عملية الانتقال نحو تعليم رقمي شامل ومستدام.

يذكر أن التحالف العالمي للتعليم، الذي أطلقته اليونسكو سنة 2020، يساهم بشكل كبير في تقليل الفجوة الرقمية وتعزيز قدرات التربويين والطلاب، مما يمهد الطريق لتحولات تعليمية عميقة تخدم مستقبل الأجيال القادمة.