كارثة إنسانية تلوح: معركة الفاشر تشتد والجيش يتقدم وسط عزلة حميدتي

وسط تصاعد الأزمات السياسية والعسكرية في السودان، تدخل الحرب بين القوات المسلحة السودانية وميليشيا الدعم السريع عامها الثالث، حيث تتواصل المعارك في أم درمان ودارفور وبعض المناطق الأخرى، مما يفاقم من الأوضاع الكارثية التي يعاني منها السكان. وأعلنت القوات السودانية تحقيقها انتصارات ميدانية جنوب غربي أم درمان، حيث سيطرت على مناطق استراتيجية وصادرت معدات عسكرية وأموال مزوّرة، مما يعزز من نفوذ الجيش أمام ميليشيا الدعم السريع التي لا تزال تسيطر على بعض الجيوب.

الوضع العسكري وتأثيره على أزمة السودان

يواصل الجيش السوداني تقدمه في العديد من المناطق، وهو ما يعتبر تحولًا مهمًا في مسار الحرب لا سيما مع السيطرة شبه الكاملة على ولاية الخرطوم باستثناء بعض الجيوب التابعة للمتمردين. وتحتدم المواجهات في دارفور وخاصة في مدينة الفاشر، حيث يشهد الإقليم حشودًا عسكرية وعمليات استنفار قد تؤدي إلى معركة حاسمة في المنطقة. تأتي هذه التطورات بالتزامن مع تحذيرات أممية ودولية من جرائم تطهير عرقي قد تُرتكب، مما يسلط الضوء على الحاجة إلى تدخل دولي لوقف النزاع.

تشكيل حكومة موازية وتعقيد الأزمة السياسية

وفي خضم الأزمة، أعلن قائد ميليشيا الدعم السريع، حميدتي، تشكيل حكومة موازية في السودان، وهي خطوة قوبلت بشكوك محلية ودولية واسعة. وأكد وزير الخارجية السوداني أن هذه الحكومة لن تحصل على اعتراف دولي واسع، مشددًا على أنها ستزيد من تعقيد الأوضاع السياسية في البلاد ولن تسهم في إنهاء النزاع. بينما يبدو أن المجتمع الدولي مدعو أكثر من أي وقت مضى إلى التدخل لفتح قنوات تفاوض حقيقية لإيقاف الحرب.

التبعات الإنسانية الكارثية للحرب

تسبب النزاع في السودان بأزمة إنسانية خانقة، حيث تشير إحصاءات الأمم المتحدة إلى أن نحو ثلثي السكان، ما يعادل أكثر من 30 مليون شخص، بحاجة إلى مساعدات عاجلة. يعاني أكثر من نصف السكان من انعدام الأمن الغذائي، فيما نزح داخليًا نحو 13 مليون شخص، إضافةً إلى عبور 3.8 ملايين لاجئ إلى الدول المجاورة. وفيما تتحمل الدول المحيطة بالسودان أعباء إضافية، تتزايد المطالبات بضرورة كف دعم أي ميليشيات مسلحة والإسراع بتهيئة الظروف لتحقيق الاستقرار.

نوع الأزمة عدد المتضررين
حاجة للمساعدات الطارئة 30 مليونًا
نزوح داخلي 13 مليون شخص
لاجئون إلى دول مجاورة 3.8 ملايين

يظل التحرك العاجل والمسؤول من المجتمع الدولي ضرورة ملحّة للحد من معاناة الشعب السوداني، مع أهمية وقف تدفقات الدعم للميليشيات المسلحة وتعزيز الجهود الإنسانية لإنقاذ الملايين من الوقوع في كارثة أكبر.