«تحول مفاجئ» العلاقات العراقية السورية ماذا تعني التطورات الجديدة للخلافات السياسية

الكلمة المفتاحية: المحادثات بين العراق وسوريا

المحادثات بين العراق وسوريا تحظى بأهمية خاصة في ظل الحاجة الملحة لتقوية التعاون بين البلدين في المجالات الأمنية والسياسية والتجارية، حيث استقبل وفد عراقي رفيع المستوى برئاسة رئيس جهاز المخابرات حميد الشطري الرئيس السوري أحمد الشرع في لقاء هو الثاني من نوعه وسط خلافات سياسية داخلية في العراق حول طبيعة العلاقة مع سوريا، خاصة في ظل توتر بين رئيس الحكومة محمد شياع السوداني والإطار التنسيقي.

تحديد المحادثات بين العراق وسوريا على القنوات الأمنية: ماذا تعني الرسائل الخفية

المحادثات بين العراق وسوريا اقتصرت على القنوات الأمنية لأسباب متعددة؛ أولها أن بغداد ترى في قضية الأمن وق protección الحدود وحربها على تنظيم داعش واحدة من أهم الملفات، ثانيًا، هناك صدام سياسي داخلي بين رئيس الوزراء السوداني والإطار التنسيقي، الذي يعد أكبر التكتلات السياسية الداعمة للحكومة العراقية، وبالتالي يحاول السوداني من خلال هذا النهج إرسال إشارة واضحة بأن التعاون مع سوريا سيظل محدودًا على الجانب الأمني فقط، متجنبًا أي تطبيع سياسي قد يستفز الإطار التنسيقي.

يجسد ذلك رؤية بغداد الحالية التي ترتكز على أهمية حماية الحدود والأمن، ويتضح أن الأطراف السياسية في العراق تحرص على عدم الانزلاق إلى تبادل سياسي واسع مع دمشق في هذا الوقت الحساس، حيث التوترات السياسية المحلية تلقي بظلالها على العلاقات الخارجية.

الخلافات الداخلية وتأثيرها على مسار المحادثات بين العراق وسوريا

تتجسد الخلافات الداخلية في المعارضة الصريحة من الإطار التنسيقي لتطبيع العلاقة مع سوريا، إذ يرى أن هذا القرار لا يعبر عن إرادة عراقية حقيقية، بل هو نتاج ضغوط إقليمية ودولية، مبررًا موقفه بوصف الرئيس السوري أحمد الشرع بـ “قاتل العراقيين” و”إرهابي”، في إشارة إلى الخلافات العميقة بين الطرفين.

يرفض الإطار التنسيقي أي تقارب مع دمشق بسبب المواقف السورية المعادية للحشد الشعبي العراقي وحلفاء العراق في المنطقة، وهذا يشكل عائقًا كبيرًا أمام تحقيق توافق وطني حول العلاقة مع سوريا ويعمق من الانقسامات السياسية في العراق.

المحادثات بين العراق وسوريا: أهم الاتفاقات الأمنية والتجارية

أسفرت المحادثات بين العراق وسوريا عن عدة اتفاقات بارزة في المجالين الأمني والتجاري، حيث تم الاتفاق على:

  • تعزيز حماية المراقد الدينية الشيعية في دمشق، خصوصًا منطقة السيدة زينب
  • تعزيز حماية البعثة العراقية في سوريا
  • نشر قوات مشتركة على الحدود لتأمينها بشكل أفضل
  • التنسيق الاستخباراتي لتتبع خلايا تنظيم داعش
  • فتح الحدود البرية لاستئناف التبادل التجاري بين البلدين
  • استئناف الرحلات الجوية بين مطاري بغداد الدولي ودمشق الدولي

هذه الخطوات تعكس رغبة مشتركة في تجاوز التحديات السياسية وتأمين الاستقرار والتعاون المشترك بين العراق وسوريا رغم وجود خلافات داخلية.

الاتفاق التفاصيل
حماية المراقد تعزيز الأمن حول المراقد الدينية في دمشق
التعاون الأمني نشر قوات مشتركة وتبادل معلومات استخباراتية
التبادل التجاري فتح الحدود البرية واستئناف الرحلات الجوية
التنسيق السياسي تجنب التطبيع السياسي لتخفيف الخلافات الداخلية

المحادثات بين العراق وسوريا وتحضيرات القمة العربية الأمنية

تأتي المحادثات بين العراق وسوريا مع اقتراب موعد القمة العربية التي ستُعقد في بغداد خلال الشهر المقبل، حيث كشف المسؤولون عن تقديم مسودة خطة أمنية من قبل رئيس جهاز المخابرات العراقي تهدف إلى تأمين حياة الرئيس السوري أثناء حضوره القمة، وهذه الخطوة تحظى بدعم واضح من رئيس الوزراء السوداني الذي يسعى إلى دفع العلاقات نحو تعزيز الأمن والتعاون، رغم المواقف المعارضة من بعض القوى السياسية.

يدلل ذلك على حرص العراق على تهيئة الظروف الأمنية المناسبة لإقامة حوار أوسع مع سوريا ضمن محيط إقليمي متغير، مع محاولة تفادي زيادة التوترات الداخلية التي قد تعرقل هذه الجهود.

المحادثات بين العراق وسوريا تعكس حساسية المرحلة السياسية التي تمر بها المنطقة، إذ تسعى بغداد بدقة إلى الموازنة بين متطلبات الأمن ومصالحها السياسية، مع محاولة إرساء جسور تعاون رغم الانقسامات الداخلية العميقة التي تحيط بهذه العلاقة.