شوف الجديد.. حرب ترامب التجارية ممكن تغيّر موازين النظام العالمي!

تأثير الرسوم الجمركية الأمريكية على الاقتصاد العالمي بات محور اهتمام المنظمات الدولية، التي حذّرت من تداعياتها السلبية على حركة التجارة العالمية واستقرارها. تأتي هذه التحذيرات بعد التصعيد الذي قاده الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عبر فرض رسوم جمركية على العديد من الدول، ما أثّر على التوازن التجاري وأثار مخاوف بشأن مستقبل العولمة الاقتصادية.

تأثير الرسوم الجمركية الأمريكية على التجارة الدولية

أعلنت منظمة التجارة العالمية أن القرارات الجمركية التي اتخذتها الولايات المتحدة تعد تهديدًا مباشرًا للنظام التجاري العالمي، إذ تسبّبت الحرب التجارية في إبطاء نمو التجارة العالمية إلى معدّلات منخفضة للغاية، حيث يمكن أن تصل النسبة إلى 2.2% فقط وفقًا للتقديرات الأخيرة. ويعتمد ذلك على تأثير الحمائية الاقتصادية التي تحد من تدفق البضائع والخدمات بين الدول، مما ينعكس سلبًا على الاستثمارات والشراكات الاقتصادية وخاصة تلك المعتمدة على التصدير إلى السوق الأمريكي.

الصين وردود الفعل العالمية

تمثل الصين أحد أبرز الأطراف المتضررة من هذه القرارات، حيث بلغت نسبة صادراتها إلى الولايات المتحدة حوالي 20% من إجمالي صادراتها. ومع ذلك، لم تقف الصين مكتوفة الأيدي أمام هذه السياسات، وردّت بخطوات اقتصادية مضادة تهدف إلى حماية اقتصادها والمحافظة على استقرارها؛ ما رفع من حدّة التوترات بين واشنطن وبكين. من ناحية أخرى، أبدت الاقتصادات الكبرى، التي تعتمد على الصادرات للولايات المتحدة بنسبة تصل إلى 70-80%، قلقها البالغ من تداعيات الحرب التجارية، لأنها تفرض ضغوطًا إضافية على القطاعات التصديرية فيها.

موقف النظام الرأسمالي في ظل التحديات الجديدة

ما أثار الجدل بشكل كبير هو تصريحات الرئيس ترامب التي سلّطت الضوء على فشل الولايات المتحدة في بعض المجالات مثل الذكاء الاصطناعي والاتصالات؛ مما دفعه للجوء إلى سياسات حمائية قد تعيد تشكيل النظام الرأسمالي. يرى الخبراء أن هذه التحركات تشير إلى تغييرات هيكلية في النظام الاقتصادي العالمي، حيث باتت الحمائية تهدد مبدأ الانفتاح الاقتصادي وتؤثر على قطاعات مثل السياحة والتكنولوجيا وحتى التعليم العالي في الولايات المتحدة، الذي يعتمد بشكل كبير على استقطاب العقول من جميع أنحاء العالم، بما في ذلك العالم العربي.