«معاناة مستمرة» خدمة الكهرباء في عدن كيف تؤثر على حياة الأسر يومياً

الكهرباء في عدن تعيش أزمة حادة تتسبب في معاناة كبيرة للسكان الذين باتوا عاجزين عن تحمل الحر الشديد داخل منازلهم نتيجة الانقطاع المستمر للكهرباء لأيام متتالية، مما اضطر العشرات من الأسر إلى الابتعاد عن منازلهم واللجوء إلى السواحل والعراء بحثاً عن نسيم البحر البارد. هذا الظرف يفاقم من معاناتهم خاصة مع غياب حلول فعالة من الجهات المعنية.

تدهور الكهرباء في عدن وتأثيره على حياة السكان

يشير المواطنون في عدن إلى أن الكهرباء أصبحت رفاهية نادرة بسبب الانقطاعات التي تستمر لأكثر من 12 ساعة يومياً، وهو ما يجعلهم يعيشون أيامهم وسط حرارة خانقة لا تحتمل داخل منازلهم، حيث أصبحت معظم الأسر غير قادرة على تشغيل المراوح أو استخدام أي وسائل تبريد كهربائية ما زاد من صعوبة الحياة اليومية. الكثير منهم اضطروا إلى الخروج ليلاً إلى السواحل والقضاء أوقاتهم في الهواء الطلق فيما يشبه حالة نزوح مؤقت ناجمة عن عدم قدرة المنازل على توفير بيئة ملائمة للعيش، فبحسب أحد السكان في خور مكسر، لم يكن أمامهم خيار سوى النوم تحت السماء بحمولة قليلة من الأغطية الخاصة بهم، لتخفيف وطأة الحر الذي لم يسلم منه حتى الأطفال.

السواحل كمأوى بديل وسط أزمة الكهرباء في عدن

أصبحت السواحل في عدن ملاذاً أخيراً للعائلات التي فقدت الأمل في حلول الكهرباء، حيث لجأ السكان إلى استخدام مواد بسيطة مثل الأقمشة والحبال لبناء خيام بدائية تحميهم من البعوض وتوفر لهم حد أدنى من الراحة، وهذا المشهد يعكس حجم المعاناة التي يعيشها المواطنون في نقاط عدة مثل الشيخ عثمان وخور مكسر وغيرها من المناطق، إذ تعاني الكثير من الأسر من ارتفاع درجات الحرارة ويغيب عنها الدعم المالي لشراء مولدات الطاقة أو الوقود اللازم لتشغيلها. نعرض فيما يلي تفاصيل أهم المشكلات التي تواجه الأسر جراء انقطاع الكهرباء:

  • عدم القدرة على تشغيل المراوح بسبب نقص الكهرباء
  • معاناة الأطفال من الحر الشديد داخل المنازل
  • اللجوء إلى العراء والسواحل للحصول على هواء بارد
  • نقص المياه الصالحة للشرب بسبب تعطل المضخات الكهربائية

الأزمة الحقيقية للكهرباء في عدن بين غياب المسؤولية والدعم

تنقسم الأزمة التي تعيشها الكهرباء في عدن إلى جوانب فنية وإدارية وسياسية، حيث أشار المهندس عبد الرحمن صالح، العامل السابق في شركة الكهرباء، إلى أن المشكلة الأساسية هي نقص التمويل اللازم لصيانة المحطات وضمان توفير الوقود، إضافة إلى سوء إدارة القطاع بشكل عام، وهو ما أدى إلى تدهور الخدمة بشكل كبير هذا العام. يعاني السكان انعدام الاستجابة من قبل الجهات المختصة رغم النداءات المتكررة، ويطالبون بضرورة تدخل حكومي فوري لتأمين الدعم المالي والتقني اللازم. لمزيد من التوضيح، نوضح جدولاً يبين الفرق بين أسباب الانقطاع وحلول الدعم الممكنة:

العاملالوضع الحاليالحلول المقترحة
التمويل والصيانةنقص التمويل وتأخر الصيانةتوفير دعم مالي مستدام للحفاظ على المحطات
توفير الوقودنقص الوقود اللازم للتشغيلضمان توريد منتظم للوقود من الحكومة المركزية
الإدارةسوء إدارة القطاع الكهربائيإعادة هيكلة الإدارة وتدريب الكوادر المختصة
الدعم الفنيقلة الدعم الفني والتقنيتوفير تقنيات حديثة وتحسين البنية التحتية

تفاقمت أزمة الكهرباء في عدن بشكل لم يعهده السكان من قبل، الأمر الذي دفعهم لتوجيه نداءات إنسانية عاجلة للمنظمات والجهات المعنية لتوفير الاحتياجات الضرورية مثل المياه النظيفة والمراوح الشمسية التي قد تساعد في تخفيف معاناة الحر، فضلاً عن إيجاد حلول جذرية وفورية لإنهاء هذه الأزمة.

يبقى مشهد الأسر التي تهرب من حرارة منازلها إلى العراء والسواحل شاهداً على حجم المأساة التي يعيشها سكان العاصمة المؤقتة، فغياب الكهرباء لا يعكس فقط مشكلة فنية، بل يكشف عن تراكم مشكلات شاملة بين تدهور البنية التحتية والإهمال الحكومي، ما يجعل حياة الكثير من الناس بين نار الحر وعدم وجود بدائل حقيقية.

ولأن حرارة الجو في عدن لا هوادة لها، يتحول البحر إلى ملاذ وحيد يحتمي به السكان العزل، حاملين آمالهم الصغيرة في أن تتحرك الجهات المسؤولة لتقديم الدعم والحد من هذه المعاناة التي تتفاقم يوماً بعد يوم.