«تمويل قسري» إتاوات الحوثيين في صنعاء هل تهدد الاستقرار وتجبر السكان على الدفع؟

كشفت حملة جبايات الحوثي القسرية في صنعاء عن تصعيد غير مسبوق يستهدف التجار وملاك العقارات بهدف تمويل مراكزها الصيفية الطائفية، بالإضافة إلى دعم المقاتلين في جبهات القتال، حيث يفرض عناصر الجماعة مبالغ مالية تحت ذرائع مختلفة كالاحتفال بعيد الأضحى ودعم المراكز التعبوية، مما يفاقم أعباء الناس الاقتصادية ويزيد من حدة الأزمة المعيشية في ظل الحرب.

تفاصيل حملة جبايات الحوثي في صنعاء وتأثيرها على التجار

تتجلى حملة جبايات الحوثي القسرية في العاصمة صنعاء بإجبار أصحاب المحال والوحدات العقارية على دفع مبالغ مالية، إذ يستخدم الحوثيون ذرائع متعددة لفرض هذه الأموال مثل دعم المراكز الصيفية التعبوية وقافلة عيد الأضحى، وهذه الأموال تستغل في تمويل نشاطاتهم الطائفية وحشد موارد لتقديم الدعم المالي لمقاتليهم، ويستغلون هذه المراكز لتجنيد الأطفال وتعبئتهم بأفكارهم المتطرفة، محولين إياهم إلى جبهات الحرب لتعويض النقص الحاصل في الصفوف القتالية، مما ينذر بانتهاك حقوق الطفولة وزيادة تفاقم الأزمة الأمنية والاجتماعية في مناطق سيطرتهم.

أسباب تصعيد حملة جبايات الحوثي في صنعاء المالية

رغم اعتماد الحوثيين سابقًا على موارد مختلفة، إلا أن الحصار الأميركي وتشديده على إيران كان وراء تراجع الإيرادات المالية للميليشيا، بسبب توقف إمدادات الوقود والغاز الإيراني التي كانت تمثل أكثر من ثلاثة مليارات دولار سنويًا؛ إضافة إلى الضربات الجوية المركزة على ميناء رأس عيسى في الحديدة استهدفت الشبكات اللوجستية وخفضت حركة السفن التجارية، الأمر الذي قاد الجماعة إلى زيادة جباياتها من التجار وأصحاب العقارات لتغطية خسائرها المالية واحتياجاتها المتنامية، وهذا التصعيد يعكس أزمة مالية عميقة تواجهها، كما ذكرته المصادر المحلية المطلعة من داخل صنعاء.

ردود الفعل الاجتماعية والاقتصادية على جبايات الحوثي في صنعاء

أثارت جبايات الحوثي القسرية حملة واسعة من السخط والاستياء في أوساط سكان صنعاء، خاصةً بين التجار وأصحاب العقارات الذين يعانون أصلاً من ظروف اقتصادية صعبة؛ فالعبء المالي الإضافي يضاعف من معاناتهم ويزيد من اليأس والضغط المعيشي في ظل استمرار الحرب، ويرى المجتمع أن هذه الجبايات تمثل استنزافًا خطيرًا للموارد ويهدد صمود الأسر والمشاريع الاقتصادية الصغيرة والمتوسطة، وهنا قائمة بأبرز تداعيات هذه الممارسات على المجتمع في صنعاء:

  • زيادة الفقر والبطالة بين السكان المحليين
  • تقلص فرص العمل والتجارة بسبب ارتفاع التكاليف
  • تدهور الوضع الاقتصادي للأسر والعائلات
  • ارتفاع معدلات التوتر والاحتقان الاجتماعي داخل المدينة
  • إضعاف قدرة السكان على مواجهة المتطلبات المعيشية الأساسية
العاملالتأثير على حملة الجبايات
الحصار الأمريكي على إيرانتوقف إمدادات الوقود والغاز وإضعاف الموارد المالية للحوثيين
الضربات الجوية على ميناء رأس عيسىتعطيل شبكات الاتصالات وتقليل حركة السفن التجارية
الظروف الاقتصادية في صنعاءزيادة معاناة التجار والمواطنين بسبب الجبايات القسرية

تُؤكد هذه المعطيات أن حملة جبايات الحوثي في صنعاء ليست مجرد عملية مالية عابرة؛ بل تعكس الواقع المضطرب للجماعة في مواجهة الضغوطات الخارجية والداخلية، كما تؤثر بشكل مباشر على حاضر ومستقبل المجتمع المدني، مما يعكس حجم التحديات التي تواجه سكان العاصمة الذين يبحثون عن أفق للخلاص وسط هذه السياسة القسرية.