كارثة غير مسبوقة: الفيضانات تضرب أوروبا وتؤثر على 400 ألف شخص بعام 2024

تقرير جديد يكشف عن تأثير الوقود الأحفوري على أوروبا في عام 2024

تعدّ أوروبا من بين القارات الأكثر تأثرًا بتغير المناخ، حيث كشف تقرير جديد أن القارة شهدت خلال عام 2024 أحوالًا مناخية قاسية جعلتها تمر بأكثر 12 شهرًا حرارة على الإطلاق. وقد ارتبط ذلك بالأضرار التي سببها الوقود الأحفوري وعواقبه البيئية، ما أدى إلى معاناة مجتمعات عدة من الكوارث المناخية المتفاقمة.

تأثير الوقود الأحفوري على المناخ في أوروبا

أبرز التقرير الذي أصدرته خدمة كوبرنيكوس لتغير المناخ الأوروبية بالتعاون مع المنظمة العالمية للأرصاد الجوية، أن العواصف والفيضانات التي اجتاحت أوروبا العام الماضي أثرت على مئات الآلاف من السكان ومزقت آلاف المنازل وشبكات الطرق. كانت الفيضانات في سبتمبر/أيلول وأكتوبر/تشرين الأول بمثابة كوارث مدمرة أدت إلى مئات الوفيات ودمّرت المدن والأرياف، لتُظهر حجم الخطر الذي يفرضه تغيّر المناخ الناتج عن استهلاك الوقود الأحفوري.

ووفق التقرير، ذكر العديد من الخبراء أن العالم يشهد تزايدًا شديدًا في تكرار الأحداث المناخية المتطرفة نتيجة الارتفاع المستمر في درجات حرارة الكوكب. بينما لفتت سيليست ساولو، المديرة العامة للمنظمة العالمية للأرصاد الجوية، إلى أن العدد المتزايد للأيام التي اتسمت بضغط حراري قوي خلال العام الماضي يعكس تغير نمط المناخ الأوروبي بشكل صارخ.

الكوارث المناخية المرتبطة بالاحتباس الحراري

العام الماضي كان شاهدًا على موجات حرّ طويلة وحرائق غابات مدمّرة أثرت على البيئة والمجتمعات الأوروبية. وأفاد التقرير أن جنوب شرق أوروبا عانى من أطول موجة حرّ تم تسجيلها، والتي استمرت لمدة 13 يومًا متتالية في شهر يوليو/تموز، مما تسبب بخسائر كبيرة وأضرار بيئية ضخمة. وشهدت البرتغال، على وجه الخصوص، حرائق غابات اجتاحت أكثر من 110 آلاف هكتار في أسبوع واحد، في واحد من أسوأ سيناريوهات التغير المناخي في القارة.

الفترة الزمنية عدد الأيام المتأثرة
يوليو 2024 13 يومًا متتالية
الفيضانات الأوربية ما يزيد عن 30% من شبكات الأنهار

الحاجة الملحّة للعمل المناخي في أوروبا

يعكس الوضع في أوروبا حاجة مُلحّة للتعامل مع تغير المناخ، إذ كشف التقرير عن تأثير الظواهر الطبيعية المتطرفة على الأنظمة البيئية والبشرية. الاتحاد الأوروبي يعكف على خفض انبعاثات الغازات الدفيئة بنسبة 90% بحلول عام 2040 والوصول إلى الحياد الكربوني بحلول عام 2050، وهي أهداف طموحة تتطلب مزيدًا من الجهود لتحقيقها. وقد أشار متخصصون إلى أهمية وضع حد لاستهلاك الوقود الأحفوري.

إذا استمر التباطؤ في إجراءات مواجهة التغير المناخي، فإن الآثار السلبية لن تتوقف عند الانحباس الحراري، بل ستلحق أضرارًا بمختلف القطاعات الحيوية. لذلك، يجب أن يكون التعاون الدولي محوريًا لتجنب مستقبل ملتهب بالكوارث المناخية.