«تحقيق مهم» انفجار ميناء بندر عباس هل وراءه عمل تخريبي أم حادث عادي

ارتفعت حصيلة ضحايا انفجار ميناء رجائي في محافظة هرمزغان جنوب إيران إلى 65 قتيلًا على الأقل، وسط أجواء من الغموض والتكهنات حول أسباب الحادث، مع استمرار التحقيقات التي لم تقدم حتى الآن تفسيرات واضحة أو معلنة بشأن الجهة المسؤولة عن الكارثة، مما يزيد من الحذر والقلق في الأوساط الرسمية والشعبية حول مستقبل الأوضاع الأمنية والسياسية في المنطقة.

فرضية وجود عمل تخريبي وراء انفجار ميناء رجائي

في ظل غياب تفسير رسمي يوضح سبب الانفجار، بدأت فرضية العمل التخريبي تبرز بقوة في الساحة السياسية والإعلامية الإيرانية، حيث أشار النائب في البرلمان محمد مهدي شهرياري إلى احتمال أن يكون الانفجار نتيجة استخدام طائرات مسيرة صغيرة أو تسلل عناصر معادية إلى الميناء، مؤكدًا أن هذه الفرضيات تعتبر أساسية ويجب التعامل معها بجدية تامة، خاصة في ظل التوترات الإقليمية المتصاعدة التي تشهدها إيران.

خلل في معايير السلامة يتكرر في انفجار ميناء رجائي

إلى جانب فرضية التخريب، أشير إلى وجود خلل مزمن في تطبيق معايير السلامة داخل المنشآت الإيرانية، وهو الأمر الذي أرجع إليه كثير من الخبراء أسباب الكوارث المتكررة في البلاد، حيث شبه شهرياري حادث انفجار الميناء بحريق برج بلاسكو الذي حدث في طهران عام 2017، مبينًا أن عدم الالتزام بالإجراءات الوقائية مقارنة بالدول الأخرى يعزز فرص وقوع مثل هذه الكوارث المؤلمة ويبرز حاجة ملحة لمراجعة هذه المعايير.

معلومات أولية تكشف عن وجود مواد خطرة في انفجار ميناء رجائي

تشير التحقيقات الأولية إلى وجود مواد خطرة داخل الحاويات التي تعرضت للانفجار في الميناء، لكن لم تصدر السلطات الإيرانية توضيحات رسمية دقيقة بشأن طبيعة هذه المواد أو مصدرها، فيما تتحدث بعض التقارير عن وصول مواد كيميائية تستخدم في صناعة وقود الصواريخ الباليستية، غير أن السلطات نفت هذه الأنباء دون تقديم بدائل توضيحية، مما يزيد من الغموض ويثير التساؤلات حول الإجراءات الأمنية المتبعة في المنافذ الحيوية.

• مراقبة حاويات الميناء بشكل دوري ومستمر
• تعزيز معايير السلامة المهنية وتأهيل الكوادر العاملة
• اعتماد تقنيات متطورة للكشف عن المواد الخطرة
• دراسة جدوى أمنية عاجلة لكل العمليات المينائية
• تفعيل آليات التعاون الدولي لمراقبة الشحنات الحساسة

أبعاد سياسية وتوترات إقليمية في انفجار ميناء رجائي

يرتبط انفجار ميناء رجائي بأبعاد سياسية ليس فقط محلية بل إقليمية أيضًا، حيث ألمح شهرياري إلى احتمال ارتباط الحادث بالتوقيت الحساس للمفاوضات النووية بين طهران وواشنطن، متسائلًا عن وجود محاولة لتعطيل هذه المحادثات من خلال خلق أزمات أمنية، كما تناولت التحليلات وجود اتهامات ضمنية لإسرائيل التي قد ترى فرصة في مثل هذه الأحداث لتعطيل تقدم إيران في الملفات الأمنية والسياسية، مما يضيف بعدًا جديدًا للأحداث ويعقد المشهد الأمني في المنطقة.

طالب عدد من نواب البرلمان الإيراني بعقد جلسة برلمانية مغلقة لبحث تداعيات الانفجار وتأثيره المحتمل على الوضع الأمني ومستقبل المفاوضات النووية، مع تقييم شامل للوضع الأمني في الموانئ والمنشآت الحيوية التي يجب حمايتها وتعزيز إجراءاتها الوقائية فورًا، في حين تتزايد ضغوط الرأي العام مطالبًا الحكومة بالكشف الشفاف والسريع عن النتائج الحقيقية للتحقيقات.

تستمر التحقيقات وسط غموض وغياب واضح للشفافية مما يربك المشهد الداخلي، ويزيد من حجم التساؤلات المطروحة حول الجهة التي تقف وراء انفجار ميناء رجائي، مما يدفع السلطات إلى ضرورة الإسراع في تقديم تفسير واضح وتدابير وقائية تمنع تكرار مثل هذه الأحداث التي تضع أمن البلاد ومصالحها الحيوية في مهب الخطر فعلًا.