اليوان الصيني يشهد تداولًا متزايدًا في الأسواق العالمية مع تراجع الاعتماد على الدولار الأمريكي نتيجة التوترات التجارية بين القوى الكبرى، إذ أصبحت الصين تسعى بقوة لتعزيز نفوذ عملتها على الساحة المالية الدولية لتشكل بديلًا موثوقًا وجذابًا، مستغلة الفرص في جنوب شرق آسيا والإقليم الأكبر بهدف إعادة ترتيب موازين القوى المالية الراهنة.
تطور اليوان في التداولات العالمية ودوره في إعادة تشكيل النظام المالي
اليوان الصيني يبرز كقوة مالية متنامية بعدما تزايدت عمليات التداول الدولية به، خاصة في الفترة التي شهدت صدامات تجارية بين الصين والولايات المتحدة، إذ استغلت الصين هذه البيئة لتقليل سيطرة الدولار، التي تعدّ أحد أركان الهيمنة الاقتصادية الأمريكية، لتكسب ثقة العالم بشكل تدريجي، وهذا واضح من الارتفاع الكبير في التعاملات المالية العابرة للحدود باستخدام اليوان الذي يشير إلى ازدياد قبوله في الأسواق. وقد صاحبت هذه الحركة تحركات سياسية واقتصادية متماسكة، منها زيارات الرئيس شي جين بينج المتكررة لدول آسيا مع رسالة صريحة بأن العالم يمكن أن يتنفس خارج مظلة الدولار.
شبكة الدفع باستخدام اليوان تساعد في تعزيز النفوذ المالي الصيني
الصين تبني جسورًا مالية متينة من خلال شركة “تشاينا يونيون باي” التي وسّعت خدماتها في دول مثل فيتنام وكمبوديا حيث قدمت أنظمة دفع تعتمد على رمز الاستجابة السريعة، مما يسهل عملية التداول النقدي للسياح والشركات الصغيرة ويقلص الاعتماد على العملات الأجنبية، وخاصة الدولار، ليصبح اليوان الخيار الأول في المعاملات. حاليا، تغطي شبكة “يونيون باي” أكثر من ثلاثين دولة خارج الصين، مما يبرهن على حجم النفوذ المتزايد ومدى انتشار العملة الصينية، ويضمن نموها السريع في الأسواق الخارجية. وتتسم هذه الاستراتيجية بكونها:
- تعزز قابلية وصول اليوان في الأسواق الجديدة
- تقلل حواجز الاعتماد على الدولار في التعاملات اليومية
- تسهل استخدام اليوان في التجارة عبر الحدود
- تمنح الصين أدوات عملية لتثبيت مكانة عملتها وطنياً وعالمياً
مبادلات العملة والاتفاقيات الدولية تقوّي مكانة اليوان كعملة رئيسية
الصين لم تقتصر على تطوير أنظمة الدفع فقط بل وقعت أيضًا اتفاقات مبادلات العملة باليوان مع البنوك المركزية لدول مثل الأرجنتين وباكستان، فبلغت قيمة المبادلات 4.3 تريليون يوان خلال فبراير، ما يعادل نحو 591.2 مليار دولار أمريكي، وهو رقم قياسي يدل على توسع الدور الصيني في النظام المالي العالمي، ويظهر الجدول التالي مقارنة بين بعض الدول التي وقعت اتفاقيات مبادلات عملة باليوان:
البلد | قيمة الاتفاقية (مليارات الدولارات) |
---|---|
الأرجنتين | 5 |
باكستان | غير محددة، في توسع مستمر |
هذه المبادلات تسهم في تمكين بكين من دعم اليوان وتفعيل دوره في الاقتصاد العالمي بعيدًا عن هيمنة الدولار، كما تساعد في تقوية العلاقات الاقتصادية والسياسية مع هذه الدول وتوسيع شبكة النفوذ النقدي.
اليوان كركيزة لنظام مالي موازٍ يعزل الدولار
الصين تضغط باتجاه بناء نظام مالي موازٍ يقيّم السلع الاستراتيجية كالنفط والذهب عبر اليوان الرقمي، ما يخلق بيئة مستقلة عن البنوك الأمريكية والمنظومة الغربية، وفي هذا الإطار يشير خبراء صينيون إلى أن السياسات الحمائية الأمريكية وتناقضاتها ساهمت في تراجع الثقة بالدولار، وهذا الانخفاض في الثقة فرض على الصين تسريع جهودها لتقديم بديل متين وأكثر استقرارًا، وفي سبيل ذلك، تسعى الصين إلى:
- تطوير نظام مالي مستقل متكامل
- تسعير السلع الهامة باليوان الرقمي
- توسيع شبكة مؤسسات الدعم المالي حول العالم
- تعزيز العلاقات الاقتصادية مع الدول الصاعدة والنامية
الفرصة التاريخية التي أتيحت للصين من ضعف الدولار تجعلها تتصرف بحكمة لتحقيق شبه سيطرة مالية جديدة، مما يغير قواعد اللعبة العالمية في المنطقة الاقتصادية والسياسية.
المشهد المالي العالمي يشهد تبدلات غير مسبوقة حيث تتنافس الصين بقوة للازدهار بدورها كصانع قواعد لعب جديدة عبر اليوان، محققة تقدمًا يوضح تحولا ملموسًا في موازين النفوذ، ويتضح أن هذه المرحلة ليست سوى بداية لتوسع صيني أكبر في النظام المالي الدولي.
«ارتفاع قوي» للأسهم السعودية بقيادة «سينومي ريتيل» في ختام تعاملات الثلاثاء
«انهيار صادم» الليرة السورية تفقد قيمتها أمام الدولار اليوم
حصريًا أحمد سليمان يوضح خطة الزمالك لأكاديميات كرة القدم محليًا ودوليًا
«عاجل الآن» أسماء المقبولين بالرعاية الاجتماعية في العراق دفعة 2025 تعرف عليها مباشرة
متفوتش الفرصة.. تردد ناشيونال جيوغرافيك أبوظبي 2025 وأوقات البرامج المميزة
«ترقب الآن» نتيجة الصف الثالث والرابع والخامس والسادس الابتدائي 2025 بوابة الجيزة
“انخفاض كبير” سعر الذهب اليوم الخميس 8 مايو وسعر الجنيه الذهب
نتائج الثالث المتوسط 2025 موقع نتائجنا لجميع المحافظات عبر وزارة التربية العراقية