«تراجع ملحوظ» مشتريات الذهب في ثلاث دول عربية هل تستمر السعودية بالشراء المكثف

الطلب على الذهب يشهد تقلبات ملحوظة خلال الربع الأول من عام 2025، حيث تراجع حجم المشتريات الاستهلاكية في عدة دول عربية، رغم الارتفاع الحاد في أسعار الذهب عالميًا، مما دفع المستهلكين إلى إعادة التفكير في قراراتهم؛ إلا أن بعض المناطق مثل السعودية سجلت زيادة ملحوظة في الطلب، مما يعكس تحولات مهمة في سوق الذهب.

الطلب على الذهب في الدول العربية بين التراجع والزيادة

أظهرت البيانات الأخيرة أن إجمالي الطلب على الذهب في أربع دول عربية رئيسية، وهي السعودية والإمارات والكويت ومصر، وصل إلى 41.8 طنًا خلال الربع الأول من عام 2025، بانخفاض بسيط مقارنة بنفس الفترة من عام 2024 التي بلغت فيها المشتريات 42.9 طنًا، مع اختلاف واضح في اتجاهات الطلب بحسب الدول، حيث زاد الطلب في السعودية رغم الأسعار المرتفعة، بينما شهدت الإمارات والكويت ومصر انخفاضًا ملحوظًا بسبب الأوضاع الاقتصادية وتأثير ارتفاع الأسعار، وتوضح هذه البيانات كيف يختلف الطلب على الذهب وفقًا للظروف الاقتصادية والسياسات المحلية.

ارتفاع أسعار الذهب يعيد تشكيل الطلب العالمي على الذهب

أسعار الذهب وصلت إلى مستويات قياسية خلال الأشهر الأولى من عام 2025، متأثرة بعدة عوامل رئيسية تشمل التوترات الجيوسياسية التي أثرت سلبًا على الاقتصاد العالمي، ومخاوف تباطؤ النمو الاقتصادي، مما دفع المستثمرين للبحث عن ملاذات آمنة؛ وقد انعكس هذا الارتفاع الكبير على سلوك المستهلكين، حيث تأجلت عمليات الشراء الاستهلاكي أو تم تقليل كميات الشراء، وأدى ذلك إلى تغير واضح في ديناميكيات السوق، التي أصبحت تركز بشكل أكبر على الذهب كاستثمار وحفظ للقيمة بدلًا من الاستهلاك التقليدي.

الطلب على الذهب بين المجوهرات والاستثمار: فرص وتحديات

حجم الطلب على المجوهرات الذهبية عالميًا شهد تراجعًا بنسبة 21% خلال الربع الأول من 2025، ليصل إلى 380.3 طنًا فقط، ويرجع ذلك أساسًا لارتفاع الأسعار التي أثرت على قدرة المستهلكين على الشراء والاستمرار في الطلب الاستهلاكي المعتاد، في المقابل، ازدادت المشتريات الاستثمارية من السبائك والعملات الذهبية بنسبة 3%، حيث بلغت 325.4 طنًا، ويعكس هذا التوجه تحوّلًا ملحوظًا في سلوك المستثمرين الذين يسعون إلى حماية أموالهم في فترات عدم اليقين الاقتصادي، فيما يلي أهم العوامل التي تؤثر في الطلب على الذهب:

• ارتفاع أسعار الذهب العالمي إلى مستويات قياسية
• تراجع الطلب الاستهلاكي في بعض الدول بسبب الضغوط الاقتصادية
• زيادة الطلب الاستثماري على الذهب كأصل آمن
• تأثير التوترات الجيوسياسية على الأسواق العالمية
• التفاوت في معدلات الطلب بين الدول العربية حسب الظروف المحيطة

هذا الواقع يعكس بوضوح أن الطلب على الذهب لم يعد موحدًا بل أصبح مقسمًا بين الاستهلاك التقليدي للاستعمال اليومي والمجوهرات، والطلب على الذهب كأداة استثمار ومخزن للقيمة، وهو ما يجعل فهم تحركات السوق أكثر تعقيدًا ولكنه أيضًا أكثر وضوحًا في خطوطه العريضة وفقًا للتقلبات الاقتصادية العالمية والمحلية.

الذهب يحتفظ بمكانته كملاذ آمن رغم تحديات الأسعار المتصاعدة، وذلك بفضل دوره الجوهري في حماية الأصول وتقليل المخاطر خلال فترات الاضطرابات الاقتصادية والسياسية؛ ويبدو أن التحولات في سلوك المشترين باتت تشير إلى مستقبل يتسم بزيادة الوعي الاستثماري وتركيز أكبر على الذهب كعنصر استراتيجي في محافظ الأفراد والمؤسسات.