«تحذير عاجل» الأمم المتحدة العواصف الرملية والترابية العابرة للحدود تهدد المناطق الحيوية

العواصف الرملية والترابية تشكل خطرًا متناميًا يؤثر على أكثر من ٣٣٠ مليون شخص في ١٥٠ دولة، محملة معها تهديدات صحية واقتصادية متعددة، رغم الانخفاض الطفيف في كمية الغبار عام ٢٠٢٤، إلا أن تأثيرها على الإنسان والبيئة يزداد يومًا بعد يوم، مما يتطلب تعاونًا دوليًا مكثفًا واستثمارات أكبر في أنظمة الإنذار المبكر لمواجهة هذا التحدي المتصاعد

العواصف الرملية والترابية وتأثيرها العابر للحدود

تنتقل العواصف الرملية والترابية عبر آلاف الكيلومترات من مناطق مثل شمال إفريقيا والشرق الأوسط إلى أوروبا وآسيا، حاملة الغبار والرمال إلى مناطق بعيدة بطريقة طبيعية ولكن متزايدة في شدتها جراء تدهور الأراضي وسوء إدارة الموارد المائية، تلك الجسيمات تؤثر على جودة الهواء مما يؤدي إلى تدهور صحة الملايين، كما يمكن أن تحجب ضوء الشمس فتؤدي إلى تغييرات في النظم البيئية البحرية والبرية، وتُظهر التقارير كيف أن العواصف التي تبدأ في الصحراء الكبرى قد تضرب سماء جزر الكناري، أو أن الغبار القادم من منغوليا ينتقل إلى بشمال الصين، ما يثبت أن تأثيرها يمتد بامتداد الغلاف الجوي دون اعتبار للحدود السياسية

العواصف الرملية والترابية بين التأثير الصحي والاقتصادي

تُفاقم هذه العواصف من الأمراض التنفسية والقلبية، مما يتسبب في وفاة 7 ملايين شخص مبكرًا سنويًا، خصوصًا الفئات الضعيفة في المجتمع، وتؤدي لجودة حياة متدنية وتكاليف صحية باهظة؛ أما من الناحية الاقتصادية، فتؤثر على إنتاج الغذاء بنسبة تقارب 20% في المناطق الريفية، مما يفاقم مشكلة الجوع والفقر، خاصة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا التي خسرت 2.5% من ناتجها المحلي نتيجة هذه الظواهر في 2024، مؤكدة أن الضرر لا يقتصر على الواقع الصحي فقط، بل يمتد ليشمل استقرار المجتمعات والتنمية المستدامة

الخطوات الدولية لمكافحة العواصف الرملية والترابية

تدعو المنظمة العالمية للأرصاد الجوية المجتمع الدولي إلى تعزيز التعاون وتبادل البيانات وتطوير أنظمة الإنذار المبكر لمواجهة العواصف الرملية والترابية التي تتطلب تنسيقًا بين الدول المختلفة، واعتبار الفترة من 2025 إلى 2034 عقدًا مخصصًا لمكافحة هذه الظواهر، حيث شددت المسؤولون على ضرورة الانتقال من مرحلة التوعية إلى العمل الجماعي المنسق، ولمواجهة هذا الخطر المتجدد يجب الالتزام بالآتي:

  • زيادة الاستثمار في التكنولوجيا المتقدمة لرصد العواصف مبكرًا
  • تعزيز التعاون الدولي لتبادل المعلومات والبيانات المناخية
  • إدارة أفضل للموارد الطبيعية للحد من تدهور الأراضي وسوء إدارة المياه
  • توعية المجتمعات المحلية بالمخاطر الصحية وسبل الوقاية
  • دعم البحوث العلمية لفهم تأثير العواصف وتطوير حلول مستدامة

وترصد الجدول الآتي مقارنة بين التأثيرات البيئية والصحية والاقتصادية الناتجة عن العواصف الرملية والترابية:

البند التأثير
الصحة 7 ملايين وفاة مبكرة سنويًا بسبب أمراض القلب والرئتين
البيئة تغير في النظم البيئية البحرية والبرية وحجب ضوء الشمس
الاقتصاد انخفاض إنتاج المحاصيل بنسبة 20% وخسائر 2.5% من الناتج المحلي بالشرق الأوسط وشمال أفريقيا
التأثير الجغرافي انتشار الغبار إلى 150 دولة عبر آلاف الكيلومترات

في مواجهة هذه التحديات المعقدة، يبقى التنسيق الدولي والالتزام بخطة عمل مستقبلية القادرة على الحد من توسع العواصف الرملية والترابية ضرورة ملحة لحماية صحة الإنسان واستقرار الاقتصادات، كما أن إشراك الجميع من الحكومات إلى المجتمعات المحلية يسهم بشكل فعال في تخفيف آثارها الضارة.