صرخات تحت الأنقاض.. فيضانات تكساس تحصد الأرواح وترعب السكان وتحذير عاجل من الأرصاد

تعيش ولاية تكساس الأمريكية واحدة من أسوأ الكوارث الطبيعية في تاريخها الحديث، بعد أن تسببت الفيضانات المفاجئة والعنيفة التي اجتاحت عددًا من المقاطعات في مصرع 109 أشخاص حتى الآن، فيما لا تزال فرق الإنقاذ تسابق الزمن بحثًا عن 161 مفقودًا تحت الأنقاض والمياه، وسط تحذيرات من ارتفاع عدد الضحايا في الساعات القادمة.

الأمطار تحوّل الشوارع إلى أنهار والمخيمات إلى مآسٍ

بدأت الكارثة يوم الجمعة الماضي، عندما هطلت كميات هائلة من الأمطار في وقت قصير، ما أدى إلى فيضانات عارمة غمرت مدنًا وبلدات بأكملها، مخلفة دمارًا واسعًا،  وفي غضون ساعات، تحوّلت المخيمات الصيفية ومنازل السكان إلى مواقع منكوبة، لا سيما مخيم “كامب ميستيك” للفتيات، الذي فقد فيه عدد من الأطفال ومرشد واحد.

وفي قلب الأزمة، جاءت مقاطعة كير كأكثر المناطق تضررًا، حيث سجلت وحدها 94 وفاة مؤكدة، في حين توزعت باقي الضحايا على مقاطعات أخرى لا تزال فرق الطوارئ تحاول الوصول إليها وسط صعوبات ميدانية كبيرة.

حاكم تكساس يطلق تحذيرات ويؤكد استمرار الطوارئ

وفي تصريحاته، أعرب حاكم تكساس جريج أبوت عن قلقه البالغ حيال تصاعد الأرقام، مؤكدًا أن عدد المفقودين مرشح للزيادة مع تقدم جهود البحث، وقال:

“قلوبنا مع العائلات التي لا تزال تنتظر أخبار أحبائها، وسنواصل العمل بكل ما نملك حتى اللحظة الأخيرة”.

وأشار أبوت إلى أن بلاغات المفقودين وردت من المواطنين في مقاطعة كير تحديدًا، مع تواصل تقارير جديدة من مناطق أخرى تتعرض لعزلة بسبب المياه والانهيارات الأرضية.

فرق الإنقاذ تواجه تحديات مرهقة

الجهود الميدانية لا تسير بسهولة، فبحسب اللفتنانت كولونيل بن بيكر من جهاز حراس الغابات، فإن عمليات البحث تواجه تراكمًا هائلًا للحطام، إضافة إلى سوء الأحوال الجوية وانقطاع الطرق.
وأكد أن أكثر من 300 عنصر من فرق الإنقاذ يعملون على مدار الساعة، مستخدمين كل الوسائل المتاحة من مروحيات وطائرات بدون طيار وكلاب إنقاذ، إلا أن طبيعة المنطقة الجغرافية تعقّد المهمة وتجعل الوصول إلى بعض المواقع شبه مستحيل في الوقت الحالي.

توضيح عاجل من علماء الأرصاد

من جانبهم، أعرب خبراء الأرصاد عن دهشتهم من شدة هذه الفيضانات، مشيرين إلى أن ما حدث هو “تحوّل مناخي غير مسبوق” تسبب في هطول أمطار غزيرة في فترة قصيرة، وهو ما أدى إلى انهيارات مفاجئة وفشل البنية التحتية في احتواء الكارثة.

مأساة مستمرة وتضامن واسع

مع تزايد الضحايا واستمرار الفقد، بدأت دعوات التضامن من مختلف أنحاء الولايات المتحدة، حيث تُرسل المساعدات ويُعلن عن حملات تبرع لدعم المتضررين، كما أُطلقت دعوات للصلاة والتطوع، خاصة في المناطق الريفية التي عزلتها المياه عن العالم الخارجي.