«وجوه غير متوقعة» مندوب الليل الرياض تكشف أسرار حياتها وكيفية تأثيرها على المجتمع

مندوب الليل يمثل رحلة فهد الليلية في قلب العاصمة السعودية، حيث يجمع بين حياته المزدوجة كعامل في مركز اتصالات وكموزع سري للمشروبات الكحولية لأثرياء الرياض، ما يفتح له أبواب عالم غريب مليء بالتناقضات بين الفقر والبذخ، مكتشفا حقيقة لا تظهر في الصور الرسمية المعتادة ويتقاطع فيها الواقع الاجتماعي مع مغامرات محفوفة بالمخاطر.

مندوب الليل: فيلم يخلع الأقنعة عن صور المجتمع الرسمية

ينسج فيلم “مندوب الليل” للمخرج علي الكلثمي قصة جريئة تتخطى حدود المعتاد لتعرض حياة المهمشين في أحياء الرياض، حيث يؤدي محمد الدوخي دور فهد، الشاب المثقل بمشاكل العائلة والديون، الذي يجد في توزيع الكحول سرّ بقاء رغم القيود القانونية، بينما تسلط الأحداث الضوء على الطبقات الفاخرة التي تبدو متناقضة مع الواقع المتصدع، ممزوجة بصرخة فنية تفضح تلك الرؤية الوهمية للمجتمع

مندوب الليل يكشف عن واقع مزدوج في قلب الرياض

يوضح الفيلم بشكل بارز كيف أن التعامل مع الكحول محظور على المواطنين لكن مسموح به للدبلوماسيين فقط، ما أفرز سوقًا سوداء مزدهرة بأسعار مرتفعة للغاية، حيث تصبح زجاجة الويسكي سلعة نادرة باهظة الثمن، وتُعرض من خلالها صراعات بين عالم الرفاهية والضيق الاقتصادي، ويبرز المزيج الغريب بين الانفتاح الجزئي والقمع الاجتماعي، مما يجعل الفيلم مرآة صادقة عن تناقضات المدينة

مندوب الليل على طريق النجاح بين الشاشة المحلية والعالمية

منذ الافتتاح داخل المملكة، أحدث الفيلم نقلة نوعية في صناعة السينما السعودية، حينما تجاوزت إيراداته 600 ألف تذكرة، ليصبح علامة فارقة بعد رفع الحظر عن السينما، وانتقل بعد ذلك لمشاهدة أوسع عبر منصة نتفليكس ثم علا في سماء السينما الفرنسية، كما حصل على جائزة “الوهر الذهبي” بمهرجان وهران، ليكرس مكانته كظاهرة ثقافية وفنية تلامس الواقع وتبرز صورة جديدة للفيلم السعودي

الإنجاز التفاصيل
المبيعات أكثر من 600 ألف تذكرة داخل السعودية
العرض الدولي منصة نتفليكس ودور العرض الفرنسية
الجوائز جائزة الوهر الذهبي في مهرجان وهران السينمائي

مندوب الليل: صناعة سينمائية ناشئة وسط رقابة محكمة

يأتي الفيلم في ظل تحولات ثقافية تشهدها المملكة، حيث تدعم السلطات مشاريع الانفتاح مع وضع حدود واضحة للمواضيع الساخنة، بحسب المحلل كريم صادر، التي لا تتجاوز الخطوط الحمراء بل تعطي للجيل الشاب فرصة للتعبير عن نفسه، وترسم صورة معقدة عن نمو السينما السعودية بين دعم رسمي ومراقبة اجتماعية متشددة، ما يجعل أفلام مثل “مندوب الليل” محطّ جدل واهتمام في آن واحد

  • دعم وزارة الثقافة السعودية للسينما
  • مهرجان البحر الأحمر كمنصة لعرض الإنتاج المحلي
  • الرقابة التي تحد من المواضيع الاجتماعية الحساسة
  • الترجمة للفئات الشابة والبحث عن التعبير الفني

مندوب الليل: صوت جديد يمثّل أزمات الجيل الشاب في السعودية

يروي المخرج علي الكلثمي قصة مألوفة من أحياء الرياض الفقيرة التي نشأ فيها، وأدخل تجربته الشخصية في كل مشهد، ليقدم شهادة صادقة عن مجتمع سريع التغير، يتخلى عن أفراده في دوامة الطموحات التي قد تبدو براقة لكنها تخفي الكثير من الحقيقة، ويصبح الفيلم أكثر من مجرد قصة بل وثيقة فنية تضيء على تناقضات اجتماعية عميقة ومؤلمة في زمن السعودية المتجددة

مندوب الليل يرسم صورة مختلفة عن المشهد الاجتماعي في المملكة، بين تحديات الحياة الشاقة وفرص التعبير التي تفتحها السينما الحديثة؛ ليبقى هذا الفيلم علامة تحرك بدأت تكتبها صناعة جديدة حاملة صوت شباب يتوق لأن يُسمع.