«انخفاض ملحوظ» تراجع الذهب بأكثر من 1% وسط أجواء تفاؤل بالاتفاقيات التجارية

تراجع الذهب بأكثر من 1% وسط تفاؤل بشأن التوصل إلى اتفاقيات تجارية بين الولايات المتحدة وشركائها أثر بشكل واضح على تحركات الأسواق المالية، إذ أدى إلى انخفاض تدفقات الاستثمار نحو الملاذات الآمنة ومنها الذهب، كما زادت الضغوط البيعية مع ارتفاع قيمة الدولار الأمريكي وصعود عوائد سندات الخزانة الأمريكية. وحسب المعطيات الحديثة، شهد الذهب تراجعًا في المعاملات الفورية بنسبة 0.8% إلى 3307.16 دولارًا للأوقية، بعد أن وصل إلى أدنى مستوياته في أكثر من أسبوع خلال الجلسة نفسها، وتراجعت العقود الآجلة بنسبة مشابهة عند التسوية.

تراجع الذهب بأكثر من 1% وتأثير الاتفاقيات التجارية على الأسواق

تراجع الذهب بأكثر من 1% جاء متزامنًا مع إعلان موجز عن تقدم في المحادثات التجارية بين الولايات المتحدة وعدد من شركائها التجاريين، الأمر الذي ساهم في رفع وتيرة التفاؤل في الأسواق ودفع المستثمرين لتوجيه أموالهم بعيدًا عن الأصول الآمنة كالذهب، وهذا يُبرز العلاقة المعقدة بين الأوضاع الجيوسياسية والعوامل الاقتصادية التي تتحكم في أسعار المعادن النفيسة؛ إذ يعتمد المستثمرون بشكل كبير على مدى الاستقرار السياسي والتجاري في اتخاذ قرارات الشراء والبيع، ويمثل الذهب في هذه الحالة أداة اعتدال في مواجهة المخاطر، وعندما يطرأ تحسن على الأوضاع التجارية يتراجع الطلب على الذهب.

مستويات الذهب الحالية وعوامل الضغوط السعرية

حققت عوائد سندات الخزانة الأمريكية القياسية لأجل 10 سنوات أكثر ارتفاع لها خلال أسبوعين، مما أدى إلى زيادة أعباء الفرصة البديلة للاستثمار في الذهب الذي لا يدر عوائد ثابتة، ويلعب ارتفاع الدولار دوره المهم في زيادة التكلفة النسبية للذهب بالعملات الأخرى، ويعتبر هذا الأمر من عوامل الضغوط التي تدفع بالذهب إلى التراجع بشكل مستمر؛ مما جعل الأسعار في المعاملات الفورية والعقود الآجلة تتراجع بنسبة 0.8% تقريبًا، والوضع مشابه بالنسبة للمعادن النفيسة الأخرى، حيث انخفضت الفضة في المعاملات الفورية 0.3% لتصل إلى 36.64 دولارًا للأوقية، كما سجل البلاتين هبوطًا بنسبة مماثلة ليتراجع إلى 1359.90 دولارًا للأوقية، بينما بقي البلاديوم مستقرًا قرب 1111.36 دولارًا، ما يشير إلى أن الاتجاه العام يشير إلى عزوف المستثمرين عن المعادن النفيسة لهذا اليوم.

مقارنة أسعار الذهب مع المعادن النفيسة الأخرى وسط تراجع السوق

عندما ننظر إلى أسعار المعادن النفيسة بحكم تأثيرات الأحداث الاقتصادية الأخيرة، يتضح أن الذهب رغم تراجعه لا يزال يحتفظ بدوره كملاذ آمن لكن دون دعم كافٍ لمقاومة الضغوط السوقية، والعوامل الفنية والاقتصادية تؤثر بشكل متفاوت على كل معدن على حدة ما يمثل تحديًا للمستثمرين في اختيار المنافذ الاستثمارية، ونعرض في الجدول التالي مقارنة بين أسعار المعادن النفيسة المختلفة خلال الجلسة الأخيرة:

المعدن النفيس السعر (دولار للأوقية) النسبة المئوية للتراجع
الذهب (فوري) 3307.16 0.8%
العقود الأمريكية الآجلة للذهب 3316.9 0.8%
الفضة (فوري) 36.64 0.3%
البلاتين 1359.90 0.8%
البلاديوم 1111.36 0.0%
  • ارتفاع عوائد سندات الخزانة يزيد تكلفة الفرصة البديلة للذهب
  • قوة الدولار تقلل من جذب المعادن النفيسة للمستثمرين
  • تفاؤل الأسواق بسبب الاتفاقيات التجارية يغير ديناميكية الطلب على الذهب
  • استقرار البلاديوم نسبيًا يعكس اختلاف تأثيرات العرض والطلب بين المعادن

تراجع الذهب بأكثر من 1% لا يعكس فقط تغير في المستثمرين، بل يعكس تأثر السوق بعوامل متعددة مثل الاتفاقيات التجارية وارتفاع الدولار وعوائد السندات، ما يجعل متابعة التطورات الاقتصادية أمرًا ضروريًا لفهم تحركات أسعار الذهب والمعادن الأخرى بشكل واقعي وجذاب.