«تراجع ملموس» الذهب يتراجع مع ضعف احتمالات خفض الفائدة وتسارع التوترات التجارية العالمية

أسعار الذهب شهدت تراجعًا طفيفًا خلال تعاملات الثلاثاء، متأثرة بصعود الدولار الأمريكي وضعف توقعات خفض أسعار الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي، مع تصاعد المخاوف حول التصعيد التجاري الأمريكي الذي أعلنه الرئيس ترامب مما خلق حالة من الترقب في الأسواق المحلية والعالمية وأسفر ذلك عن فقدان سعر جرام الذهب عيار 21 نحو 10 جنيهات ووصول سعر الأوقية إلى 3325 دولارًا بعد انخفاضها بنحو 12 دولارًا

تأثير صعود الدولار على أسعار الذهب وتراجع التوقعات النقدية

شهدت أسعار الذهب تراجعًا ملحوظًا خلال تداولات اليوم نتيجة ارتفاع قيمة الدولار الأمريكي، حيث يؤثر ارتفاع الدولار سلبًا على جاذبية الذهب كملاذ آمن لأنه يجعل الذهب أكثر تكلفة لحائزي العملات الأخرى، ويواكب ذلك تراجع التوقعات بخفض أسعار الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي، مما دفع المستثمرين إلى إعادة تقييم مراكزهم في الذهب انطلاقًا من توقعات ارتفاع تكاليف الاقتراض

وأوضح المدير التنفيذي لمنصة “آي صاغة” أن الأسواق المحلية تأثرت كذلك بانخفاض السيولة وازدياد عمليات البيع من الأسر التي ترغب في الاستفادة من ارتفاع الأسعار سابقًا أو توفير السيولة لمتطلبات المعيشة، وهو ما يدفع الأفراد إلى تسييل مدخراتهم الذهبية السريعة التسييل، مما يؤدي إلى ضغوط إضافية على الأسعار محليًا على الرغم من تذبذب الدولار عالميًا

أهمية أسعار الذهب في البيئة الاقتصادية وتأثير الحرب التجارية

تأتي أسعار الذهب في الوقت الراهن في ظل بيئة اقتصادية متقلبة، إذ عبّر تقلب الأوضاع التجارية المصاحب لإجراءات الرئيس الأمريكي ترامب عن نفسه من خلال رفع الرسوم الجمركية المفروضة على واردات عدد من الدول، وبدأ تحديد الأول من أغسطس موعدًا لتطبيق تلك الرسوم الجديدة التي تستهدف تكتل “بريكس” وعددًا من الدول الآسيوية والأفريقية

• فرض رسوم جمركية بنحو 10% على واردات الدول التي تصطف مع “بريكس”
• تأكيد عدم وجود استثناءات لأي دولة تعتبر “معادية لأمريكا”
• تصاعد التوترات الجيوسياسية والجمركية وتأثيرها على الأسواق
• دفع المستثمرين للاستعانة بالذهب كملاذ آمن ضد المخاطر

يتزامن ذلك مع استمرار مخاوف التضخم الذي قد ينجم عن الرسوم الجديدة، وقد يؤدي ذلك إلى إبقاء معدلات الفائدة مرتفعة لفترات أطول، ما يقلل جاذبية الذهب كأصل لا يحمل عوائد ويزيد الضغط على أسعاره رغم أن انخفاض الدولار أحيانًا يخفف الخسائر، خصوصًا مع تنامي القلق العالمي حيال السياسات الأمريكية

أسعار الذهب بين الترقب لمحضر الفيدرالي وضبابية المشهد الاقتصادي

تُنتظر الأسواق العالمية صدور محضر اجتماع لجنة السوق المفتوحة للفيدرالي، والذي يُعد الحدث الأبرز لتحديد اتجاه أسعار الفائدة خلال الأشهر القادمة، حيث لن تصدر بيانات اقتصادية أمريكية مهمة قبله مما يجعل التركيز عليه شديدًا، ويتوقع المستثمرون أن يحمل المحضر مؤشرات واضحة بشأن احتمالية التشديد النقدي أو العودة إلى خفض الفائدة

يرافق ذلك بيئة متناقضة، مع ارتفاع الدولار لأعلى مستوياته خلال أسبوعين مما زاد الضغط على الذهب خلال الجلسة الأسيوية، لكن في الوقت ذاته فإن حالة العزوف عن المخاطر الناجمة عن التوترات الجيوسياسية دفعت بجزء من المستثمرين إلى التوجه إلى الذهب كملاذ آمن، مما يجعل أسعار الذهب في حالة تقلب مستمرة وسط ترقب نسبي

تظل أسعار الذهب مرهونة بعوامل متشابكة منها السيولة المحلية، السياسات النقدية الأمريكية، وقرارات الاحتياطي الفيدرالي، إلى جانب المخاوف الانتاجية العالمية والتوترات التجارية التي تزيد من حالة عدم اليقين بين المستثمرين وتعزز الطلب على المعدن الأصفر كأصل آمن في ظل الضبابية القائمة.

في ظل هذه الظروف، يحتفظ الذهب بدوره كأداة ادخار مرنة وسريعة التحويل إلى سيولة، مما يجعله خيارًا مفضلًا للكثيرين ممن يتعاملون به لتلبية حاجاتهم المالية العاجلة أو كوسيلة لحماية مدخراتهم من تقلبات الأسواق أو ضعف العملة المحلية خاصة مع تزايد المخاوف الاقتصادية العالمية المتشابكة.