«تأثير قوي» رسائل ترامب في الأسواق ماذا حدث في آسيا وأوروبا والعقود الآجلة؟

ماذا فعلت رسائل ترامب في الأسواق؟ بدأت موجة جديدة من التوتر في الأسواق العالمية مع إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب فرض تعريفات جمركية مرتفعة على 14 دولة، من بينها حلفاء تقليديين، مما دفع المستثمرين لتقييم المخاطر مجددًا وتتبع تأثير هذه الرسائل بالتزامن مع تحذير واشنطن من ردود فعل متبادلة من الدول المستهدفة، فتأرجحت حركة الأسواق بين الارتفاع والانخفاض.

تأثير ماذا فعلت رسائل ترامب في الأسواق؟ على الأسواق الآسيوية وأبعاد التعريفات الجمركية

دخلت آسيا على خط المواجهة مع الرسائل الحادة التي وجهها ترامب بشأن التعريفات الجديدة، إذ شملت قائمة الدول المستهدفة اليابان وكوريا الجنوبية وماليزيا وغيرها من الدول التي تراوحت نسبة الرسوم المفروضة عليها بين 25% إلى 40%، وجاءت الرسائل مرفقة بتحذير قوي من إمكانية الرد بتعريفات مماثلة إذا ما ردت تلك الدول بفرض تعريفات على السلع الأمريكية، مما خلق حالة من القلق في الأسواق.
وجاءت ردود فعل الأسواق الآسيوية متباينة، حيث شهدت مؤشرات مثل مؤشر «نيكاي 225» الياباني ارتفاعًا خلال تعاملات الأيام الأخيرة، كما صعد مؤشر «شنغهاي» الصيني ومؤشر «شنشتن» بصورة ملحوظة، إضافة إلى مؤشرات أسواق هونغ كونغ والهند وسنغافورة التي سجلت مكاسب ملحوظة.

• ارتفاع مؤشر نيكاي 225 بنسبة 0.26% إلى ما يقارب 39689 نقطة
• صعود مؤشر شنغهاي المركب بحوالي 0.7%
• قفزة مؤشر شنشتن بنسبة 1.5%
• زيادة مؤشر هانغ سنغ بنسبة 1.1%
• تعزيز مؤشرات كوسبي وسينسكس وستريتس تايمز في كوريا والهند وسنغافورة

ماذا فعلت رسائل ترامب في الأسواق؟ وتأثيرها على الأسواق الأوروبية والعقود الآجلة الأميركية

شكّلت رسائل ترامب ضغطًا ملحوظًا على الأسهم الأوروبية، حيث فقد مؤشر «يورو ستوكس 600» بعضًا من قيمته، بينما شهد مؤشر «داكس» الألماني ارتفاعًا طفيفًا، فيما تراجعت مؤشرات باريس ولندن ومدن إيطالية أخرى بشكل متفاوت، وتأتي هذه التحركات في ظل الالتباس السياسي والقلق من تداعيات الحرب التجارية المشتعلة.
على الجانب الأميركي، أبدى محللون في مجموعة «كابيتال إيكونوميكس» تفاؤلًا نسبيًا، مشيرين إلى احتمال عدم قدرة هذه التعريفات على تعطيل الاقتصاد كليًا، وهو ما تعكسه حركة العقود الآجلة التي شهدت انخفاضًا طفيفًا في مؤشر «داو جونز» و«إس آند بي 500» مقابل ارتفاع محدود في مؤشر «ناسداك» حيث يستمر المستثمرون في تقييم المخاطر.

رسائل ترامب وتداعياتها: الرؤية المستقبلية وأسواق الأسهم تحت المجهر

تشير رسائل ترامب إلى موعد ثابت لتطبيق الرسوم الجمركية في أول أغسطس دون تأجيل، مع إتاحة فرصة للدول لتقديم مقترحات تمديد، لكن التهديد برد متبادل يضيف طبقة من التعقيد على العلاقة التجارية مع شركاء الولايات المتحدة، وهو ما يعكسه اضطراب أسواق الأسهم وتفاوت استجابتها عبر القارات.
لا يمكن إغفال أن قادة الدول الـ14 المستهدفة تلقوا تحذيرات واضحة بأن رفع تعريفات على السلع الأميركية سيولد ردا مباشرا مماثلا من واشنطن، وهذا الأسلوب في التعامل زاد من حالة عدم اليقين، إذ على الرغم من ارتفاع مؤشرات أسواق آسيا وبعض مناطق أوروبا، إلا أن أجواء التوتر التجارية ما زالت تضغط على تقييمات المستثمرين.
انطلاقًا مما حدث، يتوجب متابعة تطورات الرسائل وخطوات الدول المتأثرة، بالإضافة إلى تأثيرها على شهية المخاطر وحركة المؤشرات العالمية، خصوصًا مع اقتراب موعد التنفيذ المعلن، حيث أن الأسواق قد تعيش فترات من التقلب تتفاوت شدتها بحسب القرارات المستقبلية.

يبقى السعي نحو إيجاد حلول توافقية ومسارات تفاوضية هو الخيار الأكثر ترجيحًا للخروج من هذه الحالة المتوترة التي اختبرتها الأسواق خلال الأيام الماضية، في ظل التحديات التي تفرضها سياسة التعريفات وسعي اللاعبين الأساسيين إلى تحقيق توازن في المشهد الاقتصادي الراهن.