«تغيير مفاجئ» الحوثيون دخلوا صنعاء بذريعة أزمة وقود وهل سيغادرونها بنفس السبب

الوقود يمثل اليوم أزمة حقيقية تهدد استقرار صنعاء والمناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين، بعد أن استُغلت نفس الأزمة في 2014 كذرائع للتمدد العسكري والسيطرة على العاصمة، حيث أضحى نقص المشتقات النفطية ليس مجرد مشكلة اقتصادية بل انعكاسًا لفشل إدارة الجماعة، وقدراتها المحدودة على توفير الاحتياجات الأساسية للمواطنين.

الوقود بين استراتيجية الحوثيين والحصار الاقتصادي

عام 2014، استغل الحوثيون أزمة المشتقات النفطية للتقدم صوب صنعاء، مدعين محاربة معاناة المواطنين تحت شعار “الثورة الشعبية” واستخدموا نقص الوقود كذريعة للعمل العسكري والسيطرة على مؤسسات الدولة، لكن السنوات أثبتت أن واقع الأزمة أعمق بكثير، حيث تحول الوضع إلى أزمة مفتوحة بسبب الحصار الاقتصادي المستمر والهجمات الجوية التي أغلقت موانئ الحديدة. توقف السفن المحملة بالوقود أثر بشدة على السوق المحلية ومنع وصول شحنات النفط الهامة التي كانت تغطي جزءًا من احتياجات صنعاء، وهو ما جعل الجماعة تواجه نقصًا حادًا لا تجد له حلولًا.

أزمة الوقود وتأثيرها على حياة المواطنين وسوق المشتقات النفطية

تعاني صنعاء اليوم من نقص خطير في المشتقات النفطية، الأمر الذي أدى إلى ازدهار السوق السوداء وارتفاع الأسعار بشكل غير مسبوق، حيث وصل سعر دبة البنزين 20 لترًا إلى أكثر من 40 ألف ريال يمني مما يجعلها بعيدة عن متناول اليد لمعظم السكان يعد السوق السوداء علامة واضحة على انهيار النظام الرسمي في توزيع الوقود، خاصة مع سيطرة قيادات الحوثي على عملية التوزيع وحرصهم على فرض قيود على محطات الوقود لدعم هذه السوق غير القانونية، مما يزيد من تفاقم الأزمة ويغذي حالة الغضب الشعبي المتنامي.

  • ارتفاع أسعار الوقود بشكل متواصل
  • انخفاض مخزون المشتقات النفطية في مستودعات صنعاء
  • تعطل حركة الملاحة في البحر الأحمر بسبب الغارات الجوية
  • تنشيط السوق السوداء وتكاليف باهظة على المواطنين
  • غياب خطط بديلة لدى الحوثيين لمعالجة الأزمة

آفاق أزمة الوقود وتأثيرها على سلطة الحوثيين في صنعاء

يرى المحللون أن استمرار أزمة الوقود المشتعلة اليوم قد يضع الحوثيين أمام خسائر غير مسبوقة، حيث فقدوا الثقة الشعبية وسط تزايد الاستياء والاحتجاجات المتوقع تصاعدها مع دخول الصيف وارتفاع درجات الحرارة التي تزيد الحاجة للوقود لتشغيل المولدات الكهربائية ومنظومات المياه يلفت الباحث السياسي خالد العليمي إلى التناقض الواضح في موقف الحوثيين الذين استغلوا أزمة الوقود سابقًا للوصول إلى السلطة لكنهم اليوم يعانون من فقدانها بسبب الفشل والعجز في إدارة الأزمة، كما أن فساد القيادات المسيطرة على السوق السوداء أدى إلى تفاقم المعاناة وتزايد نفوذ هذه الطبقة على حساب الجمهور العام

البند الأثر
توقف موانئ الحديدة انعكاس مباشر على نقص الوقود في صنعاء
الغارات الجوية الإسرائيلية عرقلة حركة الملاحة البحرية
سعر البنزين الحالي يصل إلى 40 ألف ريال للدبة 20 لترًا
سيطرة السوق السوداء تفشي الفساد وازدواجية الأسعار
الاحتجاجات الشعبية مخاطر تصاعد الغضب مع حرارة الصيف

لا تزال الأزمة تعكس هشاشة السيطرة الحوثية وقدرة الجماعة على إدارة الملفات الحيوية، حيث تتداخل الأزمات السياسية والاقتصادية لتضعهم أمام تحديات غير مسبوقة في ضبط الواقع وتحقيق استقرار يمكنه أن يوقف النزيف الشعبي الذي يتسع مع كل يوم يمر.