«اختبار حقيقي» حريق سنترال رمسيس كيف أثر على البنية الرقمية في مصر

حريق هائل في سنترال رمسيس وسط العاصمة المصرية القاهرة أثر بشكل مباشر على قطاع الاتصالات في البلاد وامتدت آثاره إلى قطاعات الإنترنت والمصارف والطيران والخدمات الرقمية، حيث يعتبر السنترال نقطة ارتكاز حيوية لشبكة الاتصالات الوطنية إذ يلعب دوراً محورياً في ربط جميع خدمات الاتصالات الأرضية والمحمولة مع توجيه المكالمات الدولية، وهذا الحريق كشف هشاشة بعض جوانب البنية التحتية الرقمية وأشار إلى ضرورة تطوير الشبكات وخطط الطوارئ بشكل عاجل

حريق هائل في سنترال رمسيس يعطل خدمات الاتصالات ويكشف نقاط ضعف الشبكة

يشغل سنترال رمسيس مركزًا رئيسيًا ومهمًا ضمن شبكة الاتصالات في مصر لا يقتصر دوره على كونه سنترال صوتي تقليدي بل يستضيف مجموعة ضخمة من البيانات والأنظمة التشغيلية التي يرتبط بها عدد من مشغلي الاتصالات، كما يمثل محور الربط بين شركات المحمول وشبكة المصرية للاتصالات التي تمثل العمود الفقري للبنية التحتية الرقمية مما يجعل تأثير الحريق موسعًا وعميقًا، وقد صرح استشاري تأمين البيانات المنفذ محمد مغربي بأن تعطل السنترال تسبب في توقف العديد من الخدمات على إثر ذلك تعطل الإنترنت والمكالمات وكذلك تطبيقات التحويل المالي مثل إنستاباي مما أثر على مئات الآلاف من المستخدمين

تعمل فرق الدعم الفني بالجهاز القومي لتنظيم الاتصالات على مدار الساعة بهدف استعادة شبكات الربط المتأثرة وإعادة تشغيل الخدمات تدريجياً، كما تم اتخاذ إجراءات من فصل التيار الكهربائي لحماية السنترال والعمل على استبدال المعدات المعطلة باتجاهات أخرى لسير الخدمات عبر شبكات بديلة ضمن بنية الشركة المصرية للاتصالات، ولا تزال هناك جهود مستمرة للحد من تأثير الحريق وتعويض العملاء المتضررين

حريق سنترال رمسيس اختبار صعب للبنية التحتية الرقمية ودعوة عاجلة للدعم والتطوير

أكد خبراء الاتصالات أن حادث حريق سنترال رمسيس يمثل اختبارًا صعبًا للقدرات الفنية والتقنية للبنية التحتية الرقمية في مصر ويستدعي تطوير تصميم الشبكات وتعزيز خطط الطوارئ بهدف تجنب أضرار أكثر توسعًا في المستقبل، خاصة وأن الحادث رغم محدوديته أدى إلى تعطيل قطاعات أساسية ومتنوعة، وقال مهندس التحول الرقمي أحمد العطيفي إن السنترال يعد القلب النابض لشبكة الاتصالات التي ترتبط مع السنترالات المركزية الأخرى وبالتالي فإن أي خلل فيه يولد تداعيات كبيرة

يرى الخبراء أنه يجب توفير دعم متواصل ومستمر للبنية التحتية وتطويرها بخبرات تقنية حديثة لتفادي أي حوادث مشابهة مستقبلاً، مع أهمية تأمين مواقع الشبكات الحيوية وإبعادها عن المخاطر المحتملة التي قد تؤثر على الخدمات الرقمية، وكل ذلك يأتي في إطار دفع مصر نحو تعزيز بنيتها الرقمية التي باتت ركيزة أساسية في مختلف مجالات الحياة الاقتصادية والاجتماعية

تأثيرات حريق سنترال رمسيس على قطاعات حيوية والدور الإيجابي لتنسيق الجهات المعنية

امتدت تداعيات حادثة الحريق لتشمل عدة قطاعات حيوية في مصر مثل المصارف، حيث تعرضت ماكينات الصرافة لخلل مؤقت بسبب تعطل شبكة الإنترنت، وبينما اعتذر بنك مصر عن بعض الإعاقات في تقديم خدماته الرقمية، شهدت حركة الطيران تأخيرات نتيجة العطل في شبكات الاتصالات والإنترنت، مع استمرار التنسيق لضمان سير الرحلات بطرق بديلة، كما أدت الأضرار لتأثر خدمات الطوارئ واستدعاءات الإسعاف في بعض المحافظات، وتم تخصيص أرقام بديلة لتخطي هذه العقبات

تضررت كذلك خطوط الاتصال الخاصة بشركة مصر للتأمين، ومناطق أخرى مثل الهيئة القومية لسكك حديد مصر أعلنت عن اضطرابات في منظومة حجز التذاكر نتيجة ضعف الاتصالات، وبالرغم من كل ذلك أكدت مدينة الإنتاج الإعلامي أن الحريق لم يؤثر على البث التلفزيوني المباشر، والجدول التالي يوضح أبرز القطاعات المتأثرة والحالة الراهنة لكل منها

القطاع التأثير الإجراءات المتخذة
الاتصالات والإنترنت تعطل مؤقت في الخدمات الصوتية ونقل البيانات استبدال دوائر الربط وتنشيط شبكات بديلة
المصارف توقف بعض ماكينات الصرف وخدمات إلكترونية تعويض العملاء وتحسين الشبكات
الطيران المدني تأخيرات في الرحلات الجوية ترحيل الرحلات بطرق بديلة
خدمات الطوارئ عطل في الخطوط الساخنة وتقديم الدعم توفير أرقام اتصال بديلة
السكك الحديدية عدم انتظام حجز التذاكر التنسيق لاستعادة الخدمة
الإعلام والبث تعطل في خطوط الإنترنت والهواتف ضمان استمرار البث الهوائي للبرامج
  • المراقبة المستمرة والبناء على نتائج الحادث لتعزيز بنية الاتصالات
  • تطوير شبكات الطوارئ وخطط التعافي السريعة
  • استثمار في رفع كفاءة البنية التحتية الرقمية وتأمين مراكز البيانات الحيوية
  • تنسيق فعال بين الجهات الحكومية ومشغلي الاتصالات لضمان استمرارية الخدمات
  • توفير حلول بديلة واحتياطية لتجنب التوقف التام للخدمات الحيوية

تدعو هذه الحادثة إلى إعادة تقييم شامل للبنية التحتية الرقمية في مصر مع التأكيد على تطوير الشبكات وتفعيل خطط الطوارئ بما يضمن عدم تكرار مثل هذه الأزمات وتحقيق أعلى درجات الجاهزية للدولة في مواجهة أي طارئ قد يؤثر على استقرار خدمات الاتصالات والإنترنت التي تعتمد عليها مختلف القطاعات الحيوية.