«توقعات صادمة» كأس العالم للأندية 2025 تثير تساؤلات حول مصير مونديال 2026

كأس العالم للأندية 2025 قدم صورة معاكسة للتوقعات التي أحاطت بمونديال 2026، الذي تستضيفه أمريكا وكندا والمكسيك بشكل مشترك، إذ أثارت الحرارة المرتفعة والحالات المتكررة لتوقف المباريات بسبب الطقس انتقادات واسعة، إضافة إلى إجهاد اللاعبين، مما جعل الكثير من المهتمين بالرياضة يرون في هذه البطولة إنذارًا حقيقيًا للنسخة القادمة، التي يجب أن تعيد النظر في جدولة المباريات لتفادي هذه المشاكل.

كأس العالم للأندية 2025 وتأثير درجات الحرارة على الأداء

شهدت كأس العالم للأندية 2025 ظروفًا مناخية صعبة كان لها أثر واضح على مجريات المباريات، فقد بلغ متوسط درجات الحرارة خلال البطولة حوالي 30 إلى 32 درجة مئوية، وهي أجواء صعبة لأي لاعب، خاصة مع فترات التوقف الطويلة بسبب التحذيرات الجوية والعواصف المحتملة، وهذا ما أشاد به المدرب الإيطالي إنزو ماريسكا الذي انتقد تلك التوقفات معتبرًا أن ذلك “مزحة وغير متناسب مع روح كرة القدم”، مما يطرح تساؤلات عن ملائمة استضافة مثل هذه البطولات في أجواء شديدة الحرارة.

كما أن توقيت المباريات الذي يعتمد على النقل المباشر وفروق التوقيت بين القارات زاد من معاناة الفرق واللاعبين، حتى أن الاتحاد الدولي للفيفا قرر دراسة جدوى إقامة نهائي مونديال 2026 في الساعة التاسعة صباحًا لتقليل آثار الحرارة، إذ وضعت خطة متكاملة تشمل فترتي تبريد خلال المباراة وخمسة تبديلات مع تبديل إضافي في الشوط الإضافي لضمان سلامة اللاعبين رغم صعوبة الظروف.

تحديات الحضور الجماهيري في كأس العالم للأندية 2025

لم تكن المشاكل مقتصرة على اللاعب فقط بل امتدت إلى الجمهور الذي شهد حضورًا خجولًا في الملاعب، خاصة في بلد تتصدر فيه الألعاب الأخرى الشعبية مثل كرة السلة والبيسبول وكرة القدم الأمريكية، مما أدى إلى تخوفات من ضعف الإقبال في مونديال 2026، خصوصًا بعد زيادة عدد المنتخبات إلى 48، وهذا القرار كان من العوامل التي أضعفت مستوى بعض المباريات وجعلها تجذب عددًا أقل من المشجعين.

بيانات رسمية أظهرت وجود أكثر من 400 ألف مقعد فارغ خلال مباريات كأس العالم للأندية، مع نسبة حضور بلغت 56.8% خلال أول 16 مباراة، ونصف تلك المباريات لم تتجاوز نسبة الحضور فيها 50%، مما يعكس تحديات الفيفا في تحفيز الجماهير للحضور سواء من حيث الأمور اللوجستية أو الترويج المناسب، ومن المتوقع أن تتطلب نسخة 2026 بذل جهود إضافية لزيادة التفاعل الجماهيري.

مشاكل أرضيات الملاعب وتأثيرها في كأس العالم للأندية 2025

عانى كأس العالم للأندية 2025 من الانتقادات التي طالت أرضيات الملاعب المستضيفة، إذ تستخدم بعض الملاعب لحفلات ومباريات رياضية أخرى، ولا سيما كرة القدم الأمريكية، مما أدى إلى تدهور جودة الأرضية التي يؤثر عليها الري اليدوي والظروف الجوية، فاحتج مدرب باريس سان جيرمان لويس إنريكي على جودة أرض الملعب، ووصف الكرة بأنها تقفز بشكل غير طبيعي، وهو ما دفع أرسين فينغر، مدير تطوير كرة القدم العالمية، بالاعتراف بوجود قصور واضح في جودة الملاعب مقارنة بالمستوى الأوروبي، والتعهد بالعمل على تحسين ذلك قبل مونديال 2026.

العنصر الوصف
متوسط درجات الحرارة 30-32 درجة مئوية خلال كأس العالم للأندية 2025
نسبة الحضور الجماهيري 56.8% في أول 16 مباراة، مع أكثر من 400 ألف مقعد فارغ
التدابير الوقائية للفيفا فترتان تبريد، 5 تبديلات + تبديل إضافي في الأشواط الإضافية
مشاكل الملاعب جفاف الأرضيات وتأثير فعاليات أخرى عليها
  • ضرورة إعادة جدولة مواعيد المباريات لتفادي أجواء الحرارة الشديدة
  • توفير وسائل دعم وحوافز لجذب الجماهير خاصة من المنتخبات الأقل شعبية
  • تحسين جودة أرضيات الملاعب لتكون ملائمة للعب على مستوى عالمي
  • تطوير البنية التحتية في أمريكا الشمالية لتناسب معايير الفيفا ومتطلبات المشاهدين

تُجسد أحداث كأس العالم للأندية 2025 تحديات حقيقية يجب معالجتها قبل مونديال 2026 لتفادي تكرار نفس الأخطاء، وحماية اللاعبين وضمان تجربة ممتعة للجماهير، إذ تتطلب الأحداث الكروية الكبرى توجهًا دقيقًا وتنظيمًا متقدمًا يستوعب متغيرات الظروف المناخية والبشرية.