«تأثير قوي» تدخل سعودي يوقف الحملة الأمريكية ضد الحوثيين في اليمن بشكل مفاجئ

الكشف عن تدخل سعودي لوقف الحملة العسكرية الأمريكية على اليمن يشير إلى تحوّل مهم في التعامل الإقليمي مع الأزمة اليمنية، حيث كشفت مصادر بريطانية أن المملكة العربية السعودية مارست ضغوطًا كبيرة على الولايات المتحدة لوقف الهجمات الأمريكية على مليشيا الحوثي الإرهابية من قبيل زيارة الرئيس السابق دونالد ترامب إلى الرياض، مع تحذير بأن استمرار الضربات قد يخلق توترًا بين الرياض وواشنطن، ويعكس هذا التدخل الدور المحوري للسعودية في تحديد مسار العمليات العسكرية الأمريكية في اليمن.

كيف أثّر التدخل السعودي في وقف الحملة العسكرية الأمريكية على اليمن؟

تدخل السعودية لوقف الحملة العسكرية الأمريكية على اليمن جاء نتيجة مخاوف كبيرة من تصاعد العمليات العسكرية التي قد تؤدي إلى تداعيات غير محسوبة على المستويين السياسي والعسكري السعودي الأمريكي، خصوصًا قبيل زيارة هامة للرئيس دونالد ترامب، حيث أظهرت المصادر أن الرياض كانت معارضة للضربات منذ بداية إدارة بايدن في 2024، لكن الضغوطات تصاعدت بشكل ملحوظ في الأسبوع الماضي قبل الزيارة، مؤكدين أن السعودية حزمت أمرها لوقف القصف باعتباره “لعبًا بالنار” على حد تعبير المسؤولين الأمريكيين.

الزيارة المرتقبة كانت فرصة للسعودية لتوجيه رسالة واضحة ومباشرة بأن حماية مصالحها الإقليمية يجب أن تكون أولوية في صياغة السياسة الأمريكية تجاه اليمن، ونجحت في الضغط على ترامب الذي أعلن وقف الضربات “بأثر فوري” مع بقاء التساؤل حول ما إذا كان القرار يعكس فقط النفوذ السعودي أو عوامل سياسية أخرى داخل البيت الأبيض، وهذا يعكس طبيعة التحالفات المعقدة في المنطقة.

مراحل وأبعاد وقف الحملة العسكرية الأمريكية على اليمن بسبب التدخل السعودي

يمكننا تتبع المراحل المختلفة التي مر بها وقف الحملة العسكرية الأمريكية ضد الحوثيين بفضل الضغط السعودي كما يلي:

• معارضة سعودية مستمرة للضربات الأمريكية منذ بداية عام 2024
• تصاعد الضغوط السعودية خلال الأسبوع الذي سبق الزيارة الرسمية للرئيس ترامب
• تحذير من مخاطر استمرار القصف وخلق موقف محرج على مستوى العلاقات الثنائية
• قرار ترامب بوقف الضربات بشكل فوري قبيل وصوله إلى الرياض
• اتفاق وسطي تم التوصل إليه بوساطة عمان سعى لوقف إطلاق النار بين الطرفين

هذه الخطوات توضح كيف أن القرار لم يكن مجرد قرار عسكري بحت، بل كان مرتبطًا بحسابات سياسية ودبلوماسية معقدة بين واشنطن والرياض، مع دور محوري لكل من المملكة وسلطنة عمان في محاولة تخفيف التصعيد.

دور الاتفاق العماني في سياق توقف الحملة العسكرية الأمريكية على اليمن

بعد إعلان وقف الضربات الأمريكية، جاء الدور لسلطنة عمان التي أعلنت عن اتفاق لوقف إطلاق النار بين الولايات المتحدة والحوثيين، وهذا الاتفاق يشمل عدم استهداف أي طرف للآخر، بما في ذلك السفن في البحر الأحمر ومضيق باب المندب، الأمر الذي يشير إلى نجاح محاولات الوساطة التي قامت بها السلطنة للتقليل من حدة التوتر، حيث أكدت الخارجية العمانية أن جهودها مع السلطات المعنية في صنعاء وواشنطن هدفت إلى خفض التصعيد وأثمرت عن هذا التوافق، وهو ما يعزز الأمل في إحراز تقدم في ملف السلام في اليمن وفي الملفات الإقليمية ذات الصلة.

تظهر هذه المعطيات كيف أن وقف الحملة العسكرية الأمريكية على اليمن هو نتاج توازنات وتحركات دبلوماسية متشابكة تضع السعودية في موقع المتحكم الرئيسي في مجريات الأمور، مع دعم عماني لتحجيم الأزمة بما يضمن مصالح جميع الأطراف دون تصعيد إضافي.

التطورات الأخيرة تفتح آفاقًا متعددة للحوار والسلام في اليمن، كما أنها تعكس رغبة واضحة من قبل السعودية وواشنطن لاحتواء الصراع بمنطق سياسي ودبلوماسي، وباستمرار المبادرات الهادفة ستبدو فرص تحقيق استقرار أكبر في المنطقة ليست بعيدة، لا سيما مع تحركات الوسطاء مثل السلطنة العمانية التي أظهرت قدرات تفاوضية هامة.