«تراجع قوي» اسعار النفط تهوي في بداية الأسبوع والسعودية وروسيا تتصدر الخسائر

أسعار النفط شهدت انخفاضًا ملحوظًا خلال افتتاح تعاملات اليوم الاثنين، إذ تراجع خام برنت بأكثر من دولار للبرميل، مما يعكس تأثير عدة عوامل متشابكة على السوق، نحن أمام قرار “أوبك+” بزيادة الإنتاج الذي يرجح ضغط الأسعار بدرجة كبيرة، بالإضافة إلى ارتفاع صادرات إيران إلى مستويات غير مسبوقة منذ عام 1979، كل هذا تسبب في تقلبات حادة تعكس تحولات العرض والطلب على المستوى العالمي.

تأثير زيادة إنتاج أوبك+ على أسعار النفط

قرار تحالف “أوبك+” خلال أغسطس برفع إنتاجه اليومي بمقدار 548 ألف برميل يُعد خطوة كبيرة بعد أشهر من التخفيضات الطوعية البالغة 2.2 مليون برميل يوميًا، وهذا القرار أعاد السوق إلى حالة توازن نسبي في العرض، لكن مع أثر واضح في تراجع أسعار خام برنت بنحو دولار، ما يعادل تقريبًا 1% من القيمة الإجمالية للبرميل الواحد، زيادة الإنتاج بهذا الحجم تعني وفرة في المعروض العالمي وأدى ذلك إلى ضغوط مستمرة على الأسعار، حتى مع وجود بعض التوترات الجغرافية والسياسية التي عادة ما ترفع الأسعار.

ارتفاع صادرات إيران وتأثيرها في تراجع أسعار النفط

الإقبال المتزايد لإيران في تصدير خام النفط إلى الأسواق العالمية يشكل عاملًا رئيسيًا آخر في انخفاض الأسعار، إذ سجلت صادرات إيران مستويات قياسية لم تشهدها منذ عام 1979، بعدما تجاوزت العقوبات الدولية تأثيرها، وعادت طهران لتقدم كميات كبيرة من الخام بعد عودة نشاطها الاقتصادي المرتبط بإنتاج النفط منذ الثورة، هذا التوسع غير المسبوق في العرض أدى إلى زيادة وفرة النفط في الأسواق رغم المناخ الجيوسياسي المتوتر، وما ساهم أيضًا في تقليل تأثير الهجمات الأخيرة على السفن النفطية في البحر الأحمر، حيث اعتبر المستثمرون السوق بأكمله يحتوي على احتياطي يكفي لمعالجة أي انقطاعات محتملة.

توقعات استمرار انخفاض أسعار النفط بسبب تحركات أوبك+ وإيران

تشير توقعات المحللين إلى أن سياسة أوبك+ في رفع الإنتاج قد تستمر خلال سبتمبر وما بعده، حيث تتوقع شركة “غلوبال مورجان” زيادة إضافية تقارب 550 ألف برميل يوميًا، وهذا من شأنه زيادة المعروض ورفع احتمالية حدوث وفرة تؤثر سلبًا على الأسعار مع الانتعاش الجزئي للطلب العالمي، غير أن التحديات الكبرى ما تزال قائمة، خصوصًا ضعف الطلب في الصين وعدة مناطق في آسيا، حيث الزيادة في واردات الخام خلال الأشهر الأولى من 2025 لم تتجاوز 0.3%, مما يشكل قلقًا من استمرار تراجع الأسعار إلى ما دون 60 دولارًا للبرميل، ما لم تطرأ تغييرات سياسية أو إنسانية تواجه هذه المعطيات.

• قرار أوبك+ برفع الإنتاج بمقدار 548 ألف برميل
• تحقيق إيران لمستويات قياسية في صادراتها
• تصاعد الهجمات الجغرافية ولكن تأثيرها محدود
• انعكاس ضعف الطلب العالمي على السوق

الأحداث الأخيرة في سوق النفط توضح أن الأسعار تتأثر بشكل بالغ بالتغيرات في الإنتاج والعرض، فقرارات أوبك+ وزيادة صادرات إيران تحكم تحركات الأسعار على المدى القريب، وسط ظروف اقتصادية وجيوسياسية متغيرة، وهذا يدفع الأسواق إلى توقع استمرار انخفاض الأسعار، خاصة مع ترجيحات وفرة في المعروض وعدم ثبات الطلب، ما يجعل سعر خام برنت يتجه نحو مستويات أقل وقد يختبر نطاقًا جديدًا خلال الفترة القادمة.