«ردود ساخرة» السفارة الأمريكية تتفاعل مع منظومة مدري الحوثية بشكل مفاجئ

الكلمة المفتاحية: حملة “منظومة مدري”

حملة “منظومة مدري” التي أطلقتها جماعة الحوثي تدعو المواطنين إلى إنكار معرفتهم بمواقع القيادات والغارات الجوية، حتى حين تكون الأمور واضحة جداً، وقد أثارت هذه الحملة تفاعلاً لافتاً على منصات التواصل الاجتماعي والساحة اليمنية عموماً، حيث تفاعل معها بشكل ساخر وناقد الكثيرون، وهو ما دفع السفارة الأمريكية إلى الرد بطريقة فكاهية تكشف عن مدى انكشاف محاولات الجماعة في إخفاء الحقيقة.

تفاعل السفارة الأمريكية مع حملة “منظومة مدري” وكيف كشفت السخرية عن الواقع

عبر تغريدة ساخرة نشرتها السفارة الأمريكية على منصة “إكس”، استنكرت محاولة جماعة الحوثي تكوين “منظومة مدري” لإنكار معرفة مواقع القيادات أو تحركاتهم، حيث أرفقت صورة كاريكاتورية لرجل ينبه سائق سيارة غرست في الرمال بقوله “سيارتك غرزت يا أخي”، فيرد السائق بكلمة “مدري” فقط دون اهتمام، وكان لهذا المنشور تفاعل واسع بين اليمنيين، الذين رأوا فيه رمزاً لتعذر الجماعة في الاستمرار بسياسة الإنكار رغم وضوح الحقائق

وتعكس هذه السخرية رفض المجتمع الدولي للعبارة التي حاول الحوثيون فرضها كتكتيك أمني، والذي تحول إلى سخرية بسبب ضعف السيطرة الحقيقية، فضلاً عن اعتراف ضمني بفشل التغطية على الأضرار الناتجة عن الضربات الجوية ونقاط الضعف داخل الجماعة

أسباب إطلاق حملة “منظومة مدري” وتأثيرها على الواقع الميداني والسياسي

انطلقت حملة “منظومة مدري” على خلفية توثيق مقاطع فيديو ووثائق تطالب السكان بعدم الإدلاء بمعلومات دقيقة عن مواقع الغارات أو تحركات القيادات، حسب ما وصفته الجماعة بـ”استراتيجية إعماء العدو” والتي تهدف إلى تضليل الخصوم وحماية مراكزهم الحساسة من الاستهداف المباشر

غير أن هذه الحملة واجهت نقمة شعبية متزايدة، لأنها فرضت على المدنيين سياسة الصمت والانكار في وجه الضربات الجوية المتكررة التي لا تخفى تفاصيلها على الساكنين أو المتابعين للواقع، مما يقلل من مصداقية الحملة ويجعلها كبش فداء أمام عجز واضح في الإدارة الميدانية والسياسية

الأمر لم يقتصر على التغطية الشعبية فقط، بل وصلت السخرية إلى مستوى التحليلات الدولية، التي اعتبرت أن هذه الحملة تعكس الصراعات الداخلية المتفاقمة ومشاكل انعدام السيطرة الفعلية داخل أروقة الجماعة، وهو ما ظهر بوضوح في افتقاد الجماعة القدرة على الخروج من الأزمة بالسياسات الأمنية المكلفة

الاتفاق الشفهي ودور “منظومة مدري” في تعقيد المشهد اليمني

جاءت تغريدة السفارة الأمريكية عقب أيام قليلة من اتفاق شفهي رعته سلطنة عمان بين الولايات المتحدة وجماعة الحوثي لوقف الضربات الأميركية مقابل التزام الحوثيين بعدم استهداف السفن في البحر الأحمر، وهو اتفاق اعتبرته واشنطن استسلاماً حوثياً له دلالات سياسية مهمة

تُعزز حملة “منظومة مدري” من تعقيد المشهد الأمني والسياسي في اليمن، إذ تحاول الجماعة صد أي تسريبات أو تقارير تدين تحركاتها، لكن هذه السياسة تبدو ناقصة بوضوح بسبب التغيرات المستمرة على الأرض، مما يجعل استمرارها أمراً صعباً ويدفع إلى مزيد من الاحتكاك مع المجتمع الدولي

• فرض سياسة الصمت على المدنيين وتوجيههم للرد بـ”مدري” على أي سؤال
• محاولة إخفاء الأضرار والضربات الجوية الفعلية
• تقليل المعلومات المتوفرة للخصوم وتضليلهم عبر “استراتيجية إعماء العدو”
• إظهار ضعف القدرة في إدارة الأزمات الداخلية والسيطرة الميدانية

تُظهر هذه الحملة كيف يمكن أن تتحول أدوات السيطرة إلى نكتة بسبب ضعف الأداء الميداني، ويبدو أن بيان السفارة الأمريكية يعكس حقيقة مفادها أن محاولة الحوثيين استخدام شعار “مدري” لم تعد ملاذاً مهماً أو كافياً لردع التهديدات أو تغطية الحقائق، مما يشير إلى ضرورة إعادة تقييم السياسات العسكرية والإعلامية للجماعة.