«ذكرى مؤلمة» 7 يوليو في الجنوب اليمني هل تعود الجراح العميقة للذاكرة مجددًا؟

من 7 يوليو.. ذكرى مؤلمة في تاريخ الجنوب اليمني.. اجتياح دموي خلّف جراحًا عميقة، جسد يومًا من أعتى أيام الجنوب على مدى تاريخه، حين اجتاحت قوات الاحتلال اليمني مدنه بالدبابات والمدفعية الثقيلة، لتترك أثرًا لا يُمحى في ذاكرة كل جنوبي وُلد على هذه الأرض، وهو يوم محفور في القلب لما حمله من مآسٍ وأحزان بالغة، لا تقل أوجاعها مع مرور السنين.

من 7 يوليو.. ذكرى مؤلمة في تاريخ الجنوب اليمني.. حرب الإخضاع والتدمير الشامل

في 7 يوليو، دخل الجنوب اليمني في معركة لا تطاق، حيث شنّت قوات الاحتلال حرب إخضاع وتدمير ممنهجة استهدفت الإنسان والهوية الجنوبية بكل قسوة، إذ لم تكن المعارك محصورة فقط بين الصفوف العسكرية، بل امتدت لتطال كل جانب من جوانب الحياة اليومية، من اقتصاد واجتماع وتاريخ، ما أدى إلى انهيار شبه كامل لمؤسسات الدولة الجنوبية، وتراجع حاد في مقومات الحياة الكريمة، الأمر الذي شكّل مشهداً مأساوياً إلى اليوم يرفض الزمن أن يمحيه.

من 7 يوليو.. ذكرى مؤلمة في تاريخ الجنوب اليمني.. نهب وإقصاء منظّم واضطهاد لا يتوقف

مع اندلاع الأحداث الدموية، بدأت فصول جديدة من المعاناة تضاف إلى جراح الجنوب، فشهدت تلك الفترة موجة عنيفة من النهب المنظّم للممتلكات، سواء العامة أو الخاصة، مع مصادرة الحقوق بشكل ممنهج، وإقصاء متعمد للكوادر الجنوبية عن وظائفها، مما عمّق الجراح الوطنية وشرخ النسيج الاجتماعي على نحو صادم، لتتحول هذه الممارسات إلى سياسة ممنهجة تستهدف محو الهوية والتاريخ الأصيل.

  • نهب الممتلكات العامة والخاصة بشكل واسع
  • مصادرة الحقوق المدنية والسياسية للسكان الجنوبيين
  • إقصاء الكوادر المؤهلة من المواقع القيادية والمؤسسات الحكومية
  • الضغط على العائلات والأفراد بالقمع والتمييز المتعمد
  • تفكيك البنية الاجتماعية الوطنية وإضعاف الروح المجتمعية

من 7 يوليو.. ذكرى مؤلمة في تاريخ الجنوب اليمني.. استهداف المدنيين وتدمير البنية التحتية الحيوية

تجاوزت أهوال ذلك اليوم الحربي حدود ساحات المعارك، حيث قصفت القوات المسلحة الأحياء السكنية دون تمييز، فأودت بحياة آلاف المدنيين بين شهيد وجريح، إلى جانب تدمير شبه كامل للمرافق الحيوية التي تشكّل العمود الفقري لأي مجتمع؛ الأمر الذي أعاد إلى ذاكرة الجنوبيين فظائع الحروب الكبرى التي تهدّم الأوطان وتهدم أحلام شعوبها بلا رحمة، ما ترك أثرًا لا ينطوي إلا برؤية جديدة لبناء الوطن من جديد وحماية أبنائه.

الجانب التفاصيل
المدنيون آلاف القتلى والجرحى نتيجة القصف العشوائي
البنية التحتية تدمير شبه كامل للمستشفيات، المدارس، والطرق الحيوية
الهوية الوطنية محاولات محو التاريخ، التشويه والاضطهاد الثقافي
النهب والإقصاء سرقة الممتلكات وإبعاد الكوادر الجنوبية من المواقع الرسمية

ويبقى من 7 يوليو.. ذكرى مؤلمة في تاريخ الجنوب اليمني شاهدة على مشروع ابتلاع لم يُخفَ وجهه منذ البداية، حيث كان الهدف استلاب الجنوب بالكامل، وفرض واقع جديد بالقوة والتمييز، في محاولة محمومة لطمس الهوية الجنوبية وفرض الهيمنة على الموارد والأراضي، مما أسس لإحساس دائم بالظلم ومطلب استعادة الحق.

يتذكر الجنوبيون في هذا اليوم بقلوب توقفها ذكريات الشهيد والمعاناة، يعبرون في مسيراتهم عن رفضهم لكل أشكال الإقصاء والظلم، مرددين شعارات تتحدى النسيان وتؤكد على استرجاع السيادة، تصادح كلمات “لن ننسى ولن نسامح” همتهم في إحياء روح التضحية والكرامة، محولين الجراح إلى وقود يلهب الأمل ويضيء الطريق.

في هذا السياق، ومع مرور السنين، تتعاظم إرادة الجنوبيين في بناء مستقبل مختلف، يستند إلى الكرامة والاستقلال، يؤمنون أن ذكرى 7 يوليو ليست مجرد مآسي منسية بل محطة تعيد توجيه الطموحات نحو مشروع وطني شامل، يحفظ الحقوق ويصون الهوية ويؤسس لواقع جديد لا تسمح له القسوة أن تُمسح معالمه في الذاكرة.

متطلبات المشروع الوطني من 7 يوليو تتمثل في:

  • تعزيز الوحدة الحقيقية بين أبناء الجنوب
  • دعم الكوادر الوطنية وتفعيل دورها في المؤسسات
  • حفظ الهوية الثقافية والاجتماعية
  • إعادة بناء البنية التحتية الحيوية
  • ضمان الحقوق السياسية والمدنية لجميع الجنوبيين

تبقى ذكرى 7 يوليو.. ذكرى مؤلمة في تاريخ الجنوب اليمني.. واضحة المعالم تحث على ضرورة عدم السماح بتكرار جرائم مشابهة وتمثل جسرًا بين الماضي والحاضر، ممهدة الطريق نحو حق لا يُمنح إلا بالإرادة والتضحيات المستمرة، حيث تتصاعد الأصوات مطالبة بالعدالة والكرامة في كل مناسبة يمر بها الجنوب.