«متعة مثيرة» witch hunt لعبة مطاردة الساحرات كيف تجذب اللاعبين حول العالم

اتفاق أمريكا مع الحوثي يثير جدلًا واسعًا بشأن تفاصيل ومضمون نص الاتفاق الذي تم وساطته من سلطنة عمان بين المليشيات الحوثية وواشنطن، حيث أعلنت عمان عن وقف إطلاق النار بين الطرفين وعدم استهداف بعضهما مستقبلاً، بما في ذلك السفن في البحر الأحمر وباب المندب، بينما أشار الرئيس الأمريكي سابقًا إلى استسلام الحوثي للمطالب الأمريكية، وهو أمر سيكون مرهونًا بالأفعال لا الأقوال، وهو ما جعل إعلام الحوثي يتباين بين الترحيب والتخبط؛ هذا الاتفاق المثير يفتح الباب أمام العديد من التساؤلات حول حقوق الشعب اليمني وأطراف النزاع الأخرى التي لم تُطلع على بنود هذا الاتفاق.

تباين المواقف حول اتفاق أمريكا مع الحوثي ودور سلطنة عمان الوسيط

الحديث الدائر حول اتفاق أمريكا مع الحوثي الذي رعت سلطنة عمان وساطته يظهر تضاربًا واضحًا في المواقف، حيث أكدت عمان على وقف إطلاق النار الشامل بين الجانبين، مع إشارة واضحة إلى عدم استهداف السفن الأمريكية في مضيق باب المندب والبحر الأحمر، في حين اعتبر ترامب أن الاتفاق يعني خضوع الحوثي للمطالب التي دفعت الولايات المتحدة للقصف العسكري، مؤكدًا أن تنفيذ الاتفاق سيُقاس بالأفعال وليس بالكلام، أما الحوثي فقد بدى موقفه ممزقًا بين تصريحات مشاط التي ربطته بالرغبة في تهيئة ظروف زيارة ترامب للمنطقة، وتصريحات أخرى تمدح الانتصار الحوثي، مما يزيد من تعقيد المشهد السياسي.

خطورة عدم نشر بنود اتفاق أمريكا مع الحوثي والواجب الشرعي على الحكومة اليمنية

إن غموض نصوص اتفاق أمريكا مع الحوثي وعدم الإعلان عنها يطرح تساؤلات حول مدى احترام حقوق اليمن وشعبه الذي يتحمل أثمان الحرب والدمار، فالشعب اليمني يستحق معرفة تفاصيل الاتفاق الذي يُصنع بأمره أو على أرضه، كما أن هناك الحكومة الشرعية اليمنية التي تمثل اليمن رسميًا يجب أن تتابع وتطالب سلطنة عمان والولايات المتحدة بنشر بنود الاتفاق، خاصةً أن القانون الدولي يوجب احترام السيادة والحقوق الوطنية، ومن ثم فإن السكوت عن البنود يضر بأمن اليمن ومستقبله، ويُغذي حالة الغموض التي تُسيء للفهم الدولي حول ما يجري على الأرض.

الآثار المحتملة لاتفاق أمريكا والحوثي على الأمن الإقليمي ودور إيران في النزاع اليمني

لا يمكن فهم اتفاق أمريكا مع الحوثي بمعزل عن الدور الإيراني الذي يلوح في الخلفية السياسية؛ فالحوثي الذي تسبب في تحويل اليمن إلى ساحة صراع إقليمية يخدم مصالح إيران، بين الهجمات التي شنها الحوثيون على مدن يمنية وأهداف أمريكية، والتقارب المفاجئ لوقف إطلاق النار الذي علقه وزير الخارجية الأمريكي بالزخم المساعد للحوار مع إيران، إذ أُوحت طهران للحوثي بوقف الصواريخ وصمتت واشنطن عن حجم الدمار الذي حدث وكأنه تصفية حساب سابقة، الأمر الذي قد يغير ديناميكية النزاع ويطرح تساؤلات عن مستقبل العلاقات الإقليمية وأثرها على اليمن وأمن البحر الأحمر، ويفسر كذلك الحوار السياسي المعقد بين أمريكا وإيران على خلفية الصراع اليمني.

• ضرورة نشر بنود الاتفاق لنزع الغموض عن النصوص وأهداف الاتفاق
• موقف الحكومة الشرعية اليمنية في المطالبة بالشفافية حسب القانون الدولي
• تباين المعلومات بين المواقف الرسمية الأمريكية والعمانية، وإعلام الحوثي
• تداعيات الاتفاق على الأمن الإقليمي ودور القوى الكبرى في الصراع اليمني

ما يثير القلق أيضًا هو أن الاعتراف بأن الحوثي يمثل اليمن أو أن أمريكا كانت مشكلة اليمن الأصلية ينطوي على تجاهل لحقيقة أن اليمن تعرض لتدمير بسبب ممارسات الحوثي الخارجة عن القانون، التي جعلت البلاد ساحة صراع إقليمي بين إيران والولايات المتحدة عبر وكلائها، فالحوثي لم يكن سوى أداة لإيران لا لتعبير عن إرادة وطنية، وفي الوقت ذاته قامت الولايات المتحدة بالمواجهة العسكرية لمواجهة ذلك التمدد، كما أن المفاوضات والوقف المفترض لإطلاق الصواريخ جاء ضمن لعبة سياسية أكبر بين واشنطن وطهران تستغل بها اليمن كساحة، ولا يمكن التغاضي عن تأثير هذه اللعبة على سكان اليمن ومعاناتهم.

الوفاء بحق الشعب اليمني وأمنه لا يمكن تجاوزه عبر اتفاقات غير معلنة لا تشمل الحكومة الشرعية والجهات الدولية المعنية، فهذه الاتفاقات قد تحمل في طياتها تمهيدًا لتطبيع غير مشروع مع جماعة مسلحة تنتهك القوانين، والضحية هنا هو الشعب اليمني الذي يستحق أن يُعامل بعدل وشفافية.