حصريًا بعد 49 عامًا من العطاء تودع الكنيسة القمص هدرا حلمي شيخ كهنة إيبارشية بنها وقويسنا والبابا تواضروس يعزي الأمة

بعد رحلة امتدت لأكثر من 49 عامًا من الخدمة والتفاني، ودّعت الكنيسة القمص هدرا حلمي، أحد أعمدة إيبارشية بنها وقويسنا، الذي غادرنا إلى الأمجاد السماوية تاركًا إرثًا روحيًا واجتماعيًا عميقًا. كانت قصة هذا الكاهن المخلص مثالًا حيًا على العطاء والتواضع، حيث جمع بين الحكمة والقرب من الناس، ليترك بصمة لا تُمحى في قلوب الجميع.

القصة الكاملة وراء نياحة القمص هدرا حلمي في إيبارشية بنها وقويسنا

رحل القمص هدرا حلمي عن عالمنا وهو في السابع والسبعين من عمره بعد أن قضى أكثر من أربعة عقود في خدمة كهنوتية لا تعرف الملل، حيث وُلد في 9 مارس 1948 وتم رسامته ككاهن في 15 فبراير 1976. هذه السنوات الطويلة من العطاء لم تكن فقط أرقامًا بل جسدت روح التضحية والعمل الدؤوب الذي ترك أثرًا واضحًا في إيبارشية بنها وقويسنا، خاصة في كنيسة مار جرجس بميت بره، حيث كان هو شيخ الكهنة وقائد روحي يلهم الجميع بحكمته وحنكته. في حياته، لم يقتصر دوره على أداء الواجبات الدينية فقط، بل كان دائمًا سندًا ومصدر طمأنينة للعديد من الأسر والمجتمعات الصغيرة التي خدمها بشغف وحب.

كيف عبّر قداسة البابا تواضروس عن تعازيه لوفاة القمص هدرا حلمي

لم تمر وفاة القمص هدرا حلمي مرور الكرام، إذ سارع قداسة البابا تواضروس الثاني لتقديم تعازيه الخالصة إلى نيافة الأنبا مكسيموس، مطران إيبارشية بنها وقويسنا، وإلى كهنة الإيبارشية كافة، مؤكداً أن وفاة مثل هذه الشخصية الفذة تمثل خسارة كبيرة لكنيسة مصر. أوصى البابا الجميع بالتمسك بالصبر والدعاء للراحل بالنياح والراحة الأبدية، مشيرًا إلى أن ذاك النعمة الإلهية تظهر في الدعم الروحي الذي يجب أن يحضى به أهل الفقيد وكنيسة مار جرجس، موجهًا نداءً ليبقى الإيمان راسخاً وسط أحزان الفقد.

لماذا يعتبر القمص هدرا حلمي نموذجًا يحتذى في إيبارشية بنها وقويسنا

يتذكر أهل إيبارشية بنها وقويسنا القمص هدرا حلمي كشخص ترك بصمة لا تُنسى، حيث يُعرف عنه:

  • النية الصادقة في خدمة المجتمع وتعزيز القيم الروحية
  • الالتزام الدائم بمساعدة المحتاجين والتخفيف من معاناة الفقراء
  • القدرة على جمع الناس والتأثير فيهم بأسلوبه الحواري الهادئ
  • التفاني في أداء الواجبات الكنسية والمشاركة في الفعاليات الاجتماعية
  • الحكمة في توجيه الشباب وتحفيزهم على الالتزام الديني والاجتماعي

هذه الصفات جعلت منه رمزًا محليًا يُشار إليه بالبنان، ومنارة تضيء دروب الكثيرين داخل وخارج الكنيسة.

العمر مدة الخدمة الكهنوتية تاريخ الرسامة مكان الخدمة
77 سنة 49 عامًا 15 فبراير 1976 كنيسة مار جرجس بميت بره، إيبارشية بنها وقويسنا

ستظل ذكريات القمص هدرا حلمي حاضرة في كل زاوية من إيبارشية بنها وقويسنا، حيث تابعه الجميع وهو يقدم دروسًا في الصبر والإيمان دون كلل أو ملل. رسالته التي عاشها ستستمر في إلهام الأجيال القادمة، وما تعاطف الناس معه ورغبتهم في المشاركة في جنازته إلا دليل على مدى المحبة التي حظي بها. كل من التقاه شعر أنه أمام رجل عادي، لكنه في الحقيقة كان يحتضن قوة روحية عظيمة أثرت في الجميع.

إن فقدان القمص هدرا حلمي ليس فقط فقدانًا لفرد بل هو فقدان مصدر دعم وملجأ روحي، وبالتأكيد فإن هذا الحدث يحفز الجميع على إعادة التفكير في معاني الخدمة بالإضافة إلى نشر روح المحبة والتعاون داخل المجتمع. من خلال الاحتفاء بذكراه، يمكننا جميعًا أن نجد الطريق لنبني مجتمعاً يرتكز على القيم التي آمن بها وعمل من أجلها، وهذا ما يجعل القمص هدرا حلمي خالدًا في قلوبنا من دون أن يحتاج إلى صفحات طويلة من الكلمات.