«كارثة متصاعدة» حرائق الشرق ومياه الماضي كيف تؤثر على حياة الملايين في اليمن

الكلمة المفتاحية: الفوضى في الشرق الأوسط

الفوضى في الشرق الأوسط تسيطر على معظم خارطته من شرقها البعيد عند باكستان والهند وأفغانستان، مروراً بالعراق وسوريا ولبنان، ووصولاً إلى حدود ليبيا والسودان والصومال واليمن، حيث تتناسل الحروب المتقطعة التي تولد حروباً أخرى، فهل هذه الفوضى سمة ثابتة لهذه المنطقة؟ هل هي نتاج عجز داخلي عن بناء دولة قوية أم نتيجة مؤامرات خارجية تحاول السيطرة على مقدراتها؟

الفوضى في الشرق الأوسط هل هي نتاج أسباب داخلية أم مؤامرات خارجية؟

تتداخل عوامل كثيرة في تشابك الأزمات التي تشتعل في الفوضى في الشرق الأوسط، فهناك عوامل داخلية تتمثل في الانقسامات الطائفية والعرقية، وضعف مؤسسات الدولة، وغياب حكم القانون، إضافة إلى عجز المستمر عن تحقيق النمو والاستقرار السياسي، مما يغذي دوامة الصراعات والحروب المتتالية، بينما تتضافر عوامل خارجية من تدخل دول كبرى كأميركا وروسيا والصين وأوروبا، التي تسعى لتحقيق مصالحها عبر دعم أطراف معينة ونشر الفوضى لجني مكاسب سياسية واقتصادية، وهذا المزيج يخلق واقعاً معقداً يصعب فيه إيجاد حلول فعالة.

دعوات العودة إلى العهود الملكية ودورها في فهم الفوضى في الشرق الأوسط

تتصاعد الأصوات في بعض الدول التي تشهد الفوضى في الشرق الأوسط، مطالبة بالعودة إلى النظام الملكي أو السلطاني هرباً من الانهيار الذي تسوده الأنظمة الجمهورية التي فقدت شرعيتها لدى شعوبها، ففي إيران على سبيل المثال نشر الشاه السابق محمد رضا بهلوي ابنه دعوات استعادة الماضي الملكي الذي يرى البعض فيه فترة استقرار وازدهار، وكذلك العراق الذي شهد حكمًا هاشميًا كان يحقق نوعاً من التوافق الوطني والنهضة المتنوعة قبل أن تُقضى عليه الانقلابات العسكرية، وكذلك ليبيا التي حكمها الأسرة السنوسية قبل انقلاب القذافي، حيث يُنظر إلى تلك الحقبات بعين الحنين وكأنها تمثل استعادة لاستقرار مفقود وسط دوامة الفوضى.

كيف تؤثر الذكرى والحنين إلى العهود الملكية على تعزيز الفوضى في الشرق الأوسط؟

تتجلى مشاعر الحنين إلى العهود الملكية في أحيان كثيرة عبر وسائل إعلامية متعددة، من مقاطع فيديو أرشيفية وأغاني إلى أحزاب سياسية وجمعيات، حيث يتم تذكير الناس ببرامج النهضة التي رافقت الحكومات الملكية، رغم أن هذه الانبعاثات قد تكون مجرد نبضات رومانسية غير عملية، إلا أنها تشير إلى حالة عميقة من الاستياء وعدم الرضا عن الواقع الحالي، وهذه الحالة بكل تأكيد تؤثر في مسارات الصراعات وتغذي الاحتقان الاجتماعي، مما يجعل الفوضى في الشرق الأوسط مستمرة ومتجددة.

  • ضعف مؤسسات الدولة المركزية وفقدان ثقة المواطنين
  • تأثير التدخلات الأجنبية واللعب على الانقسامات الداخلية
  • الحنين إلى أنظمة الحكم القديمة كبديل مزعوم للاستقرار
  • الصراعات الإقليمية التي تغذي الفوضى وتوسعها
الدولة العهد الملكي الانقلاب أو التغيير الوضع الحالي
إيران سلالة بهلوية حتى 1979 الثورة الإسلامية بقيادة الخميني جمهورية إسلامية مع توترات داخلية
العراق حكم هاشمي حتى 1958 انقلاب عبد الكريم قاسم ثم انقلاب البعث حرب ونزاعات طائفية ووضع غير مستقر
ليبيا الأسرة السنوسية حتى 1969 انقلاب القذافي حالة فوضى واشتباكات بين فصائل متعددة

يعكس الحنين إلى العهود الملكية حالة عميقة من الإحباط تجاه الحاضر المليء بالفوضى، ويتجلّى هذا الحنين في تحركات شعبية وثقافية تعكس رغبة في استعادة نوعٍ من الاستقرار المفقود، وهذا الشعور يشكل مؤشرًا مهما لفهم تعقيدات الفوضى في الشرق الأوسط التي لا تقتصر على أسباب واحدة بل هي مزيج من عوامل متعددة تتداخل وتتفاعل بشكل مستمر.