«قلق متزايد» استقالة طبية مفاجئة في شبوة ترفع علامات استفهام عن مستقبل القطاع الصحي

استقالة الدكتور محسن الشكلية من مستشفى الشيخ محمد بن زايد تمثل حدثًا بارزًا يسلط الضوء على المشاكل المتعددة التي يعاني منها القطاع الصحي في محافظة شبوة اليمنية، حيث جاءت الاستقالة فجائية دون إيضاح الأسباب، وتناول هذا القرار اهتمامًا واسعًا بين مختلف الفئات، لما يمثله الدكتور من قيمة طبية كبرى ساهمت في تطوير مجال جراحة العظام والمفاصل في المستشفى والمحافظة على حد سواء.

استقالة الدكتور محسن الشكلية وتداعياتها على القطاع الصحي في شبوة

لم تكن استقالة الدكتور محسن الشكلية حدثًا عاديًا؛ إذ تمثل ضربة قوية لمنظومة الصحة في شبوة التي تواجه تحديات متعددة منذ سنوات طويلة، فقد عمل بشكل جاد على تقديم خدمات طبية متميزة في مجال جراحة العظام والمحافظة على جودة الرعاية، ولكن الظروف الصعبة التي يعيشها القطاع الصحي انعكست على قراره المفاجئ؛ حيث يعاني المرضى وزملاء العمل من فقدان أحد أبرز الكفاءات في الوقت الراهن، مما يثير تساؤلات عن أسباب تلك الاستقالة، ويتطلب النظر بعمق في الأمور التي تفاقمت داخل المستشفى من نقص في التمويل وحتى تدهور البنية التحتية وانخفاض الرواتب، وعدم توفير بيئة آمنة للأطقم الطبية

كذلك، أثارت هذه الاستقالة مخاوف Naseha من تقلص الكفاءات الطبية في المحافظة، وخاصة في ظل ما يُطلق عليه اسم “نزيف الكفاءات” الذي لا يستثني القطاع المدني أو العسكري، وهو ما يهدد بتآكل قدرة المستشفيات في تقديم خدمات صحية متكاملة، الأمر الذي يتطلب تحركًا عاجلًا من الجهات المختصة لضمان استقرار الكفاءات وتطوير المستشفيات بما يتناسب مع الاحتياجات الطبية المتزايدة في شبوة

أسباب الاستقالة وتأثيرها على الكفاءات المحلية في شبوة

ورغم عدم إعلان الدكتور الشكلية عن أسباب استقالته، فإن مراقبين محليين يرجحون أن الظروف الصعبة التي يعاني منها القطاع الصحي شكلت ضغطًا كبيرًا عليه، في ظل عدم وجود استراتيجية واضحة تساعد على دعم الأطباء وتوفير بيئة عمل محفزة، فالأمر يتعدى مجرد ظروف مادية إلى ما يشمل ضعف التقدير والصعوبات الإدارية التي تؤثر بشكل مباشر على الكفاءات المحلية، ويُعد الدكتور الشكلية نموذجًا يحتذى به حيث أحدث نقلة نوعية عند تدريب أطباء مقيمين قادرين على مواصلة تطوير القطاع، مما يجعل رحيله خسارة كبيرة للمستقبل الصحي في المحافظة

في هذا السياق، تمثل استقالته ناقوس خطر يدعو إلى مراجعة السياسات المتعلقة باحتواء العناصر الطبية الشابة وحمايتها من الهجرة والعمل على توفير الحماية الاجتماعية والمهنية لهم، حيث أن استمرار هذه المؤشرات السلبية سينتج عنه تفاقم الأزمات التي يلقي بعبء كبير على كاهل المجتمعات المحلية؛ لذا فإن معالجة هذه القضايا يجب أن تتضمن خطوات واضحة لتثبيت الكوادر الطبية مؤكدين أن تحسين ظروف العمل ودعم التطوير المهني أمور لا تقبل التأجيل

دور استقالة الدكتور الشكلية في دفع الإصلاح الصحي بمحافظة شبوة

قد تكون استقالة الدكتور الشكلية بمثابة فرصة لإطلاق نقاش جاد حول مستقبل القطاع الصحي في شبوة، حيث دعا العديد من الناشطين والمسؤولين إلى إعادة تقييم السياسات المتبعة والتأكيد على أهمية خلق بيئة عمل تلبي تطلعات الكفاءات المحلية، مع التركيز على النقاط التالية:

• تحسين الرواتب بما يتناسب مع الجهد والمهام الطبية
• تطوير البنية التحتية للمستشفيات وتجهيزها بالأدوات اللازمة
• توفير الحماية الأمنية والنفسية للأطباء والأطقم الطبية
• إرساء خطط تدريب مستمرة لتأهيل الكوادر الطبية الشابة
• تشجيع الاستثمار في القطاع الصحي عبر دعم الكفاءات المحلية

تأتي هذه المطالب كإطار ضروري لإنقاذ ما تبقى من قطاع صحي يعاني في شبوة، ويُمكن أحيانًا رؤية تلك الجهود مجتمعة في بعض المحافظات الأخرى التي استطاعت تحقيق نتائج إيجابية عبر استراتيجيات إصلاحية متكاملة، وفي الجدول أدناه مقارنة بسيطة توضح الفروقات بين الوضع الحالي ووضع الإصلاح المقترح

ويظل السؤال مطروحًا حول مدى جاهزية الجهات المعنية لتبني خطوات الإصلاح الحقيقية التي تعيد للعاملين في حقل الطب شعور الأمان والاستقرار، خاصة مع تصاعد وتيرة الاستقالات التي تعكس هشاشة الواقع الصحي في المحافظة، ويشير كثيرون إلى أن تفعيل الحوار الوطني والتعاون بين السلطات المحلية والمجتمع المدني يمكن أن يفتح آفاقًا جديدة تضمن إنقاذ ما تبقى من قطاع صحي واعد في شبوة

هذه المرحلة الحرجة تستدعي اهتمام الجميع للخروج من دائرة التدهور الحالي عبر دعم الكفاءات المحلية التي تمثل الأمل الحقيقي لتحسين وضع الخدمات الصحية، فالاستقالة ليست سوى جرس إنذار يدعو إلى التغيير قبل فوات الأوان.