«انخفاض مذهل» أسعار الذهب وسط تفاؤل تجاري بين واشنطن وبكين كيف سيؤثر ذلك على الأسواق العالمية

الذهب شهد بداية أسبوع اقتصادي حافل بالمفاجآت بعدما تراجع سعره لأكثر من 1% ليصل إلى نحو 3260 دولارًا للأونصة، متأثرًا بتقدم المحادثات التجارية بين الولايات المتحدة والصين التي أعادت الثقة للأسواق وأضعفت توجه المستثمرين نحو الأصول الآمنة كالذهب، كما تزامن ذلك مع تحذيرات من الاحتياطي الفيدرالي واستقرار جيوسياسي هش في شبه القارة الهندية مما زاد الضغط على المعدن النفيس.

تفاؤل أمريكي صيني يُسهم في هبوط الذهب مؤقتًا

تفاؤل الأسواق جاء مدعومًا بنتائج اللقاءات التي جرت بين كبار مسؤولي الولايات المتحدة والصين، حيث أعلنت بكين نيتها الشروع في مفاوضات رسمية، فيما أكد وزير الخزانة الأمريكي سكوت بيسنت تحقيق تقدم جوهري في المباحثات، ومن المقرر عرض تفاصيل جديدة خلال مؤتمر صحفي، وهذا المناخ الإيجابي خفف من الإقبال على الذهب كملاذ آمن، إذ اتجه المستثمرون للأصول ذات المخاطر المحسوبة والعوائد الأعلى، ما دفع سعر الذهب للتراجع عن مستوياته السابقة وسط وضوح بوادر انفراج في الأزمة التجارية العالمية.

تأثير استقرار المناطق الجيوسياسية على سعر الذهب

بالرغم من تصاعد التوترات في شبه القارة الهندية بين باكستان والهند، إلا أن الاتفاق النسبي على وقف إطلاق النار والاستقرار الهش الذي تم الحفاظ عليه ساهم في تقليل الضغوط الجيوسياسية، فهي عوامل تقليدية ترفع من الطلب على الذهب عند ارتفاع التوترات، فالانخفاض في حدة النزاع ساعد على بقاء أسعار الذهب تحت سيطرة المستثمرين، مع تقليل المخاطر التي عادة ما تشجع على اللجوء إلى الأصول الآمنة، ولهذا السبب كان الانخفاض في سعر الذهب مدعومًا بالوضع السياسي النسبي المستقر في المنطقة رغم بعض الانتهاكات المحدودة.

تحذيرات الاحتياطي الفيدرالي وتأثيرها على سوق الذهب

أثرت تصريحات رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي جيروم باول بشكل كبير على معنويات المستثمرين تجاه الذهب، إذ أشار باول إلى عدم وجود نية لاتخاذ خطوات استباقية لخفض أسعار الفائدة رغم وجود مخاوف مأخوذة في الحسبان حول التضخم وتقلبات سوق العمل، وهذا يدفع إلى الإبقاء على السياسة النقدية كما هي، مما يعزز من قوة الدولار الأمريكي بالنسبة للمعدن النفيس، لأن ارتفاع قيمة الدولار يقلل من جاذبية الذهب ويُضعف الطلب عليه، وما زاد من زخم هذا الاتجاه هو استقرار البيانات الاقتصادية التي أظهرت بعض التحسن رغم التحديات.

• الذهب شهد انخفاضًا بأكثر من 1% مع بداية الأسبوع
• التفاوض التجاري بين واشنطن وبكين يعزز الثقة في الأسواق
• وقف إطلاق النار بين الهند وباكستان يخفف التوترات الجيوسياسية
• تأكيدات الاحتياطي الفيدرالي على ثبات أسعار الفائدة تقلل من جاذبية الذهب
• المستثمرون يميلون إلى الأصول الأكثر مخاطرة وربحية في ظل التفاؤل التجاري

الذهب يبدو اليوم في مواجهة تحديات متشعبة منها الأحداث الجيوسياسية، إضافة إلى تطورات السياسة النقدية العالمية التي تؤثر بشكل مباشر على الانتعاش أو التراجع، والبيئة الحالية تعكس حالة من التقلب المؤقت، فمع تغير معطيات الأزمة التجارية أو قرارات البنوك المركزية قد نشهد انعكاسات مختلفة تتطلب مراقبة مستمرة من المستثمرين.