«نوم أقل» طفرة جينية نادرة تقلص ساعات النوم وهل تؤثر على صحتك؟

كلمة النوم القصير الطبيعي تعتبر المفتاح لفهم كيفية قدرة بعض الأشخاص على أداء مهامهم اليومية دون الحاجة لفترات نوم طويلة، حيث كشفت دراسات حديثة عن علاقة وثيقة بين جينات معينة وتلك القدرة الفريدة التي تميز قلة منهم، مما يفتح آفاقًا جديدة لأبحاث النوم ويغير المفهوم التقليدي عن عدد ساعات النوم المطلوبة، كما يبرز تأثير الطفرات الجينية في تحسين نوعية الحياة.

النوم القصير الطبيعي والجسم وكفاءته أثناء النوم

النوم القصير الطبيعي يرتبط بكفاءة الجسم في إتمام مهام الإصلاح والتنقية خلال ساعات النوم، حيث توضح الأبحاث التي أجرتها العالمة ينغ هوي فو أن الأشخاص الذين يحملون الطفرة الجينية المعنية ينفذون وظائف إعادة التوازن العصبي وتجديد الخلايا بمعدل أعلى من المتوسط، وهذا يمكنهم من الاستيقاظ بنشاط ذهني وبدني دون الشعور بالتعب؛ وهو ما يجعل النوم لديهم أكثر فعالية مقارنةً بساعات النوم التقليدية لدى معظم الناس.

تأثير جين SIK3 على النوم القصير الطبيعي

البحث العلمي أظهر أن جين SIK3 يلعب دورًا محوريًا ضمن آلية النوم القصير الطبيعي، حيث لوحظ خلال التجارب على الفئران أن الحاملين للطفرة في هذا الجين ناموا لفترات أقصر بحوالي 31 دقيقة مقارنةً بالأقران، وهذا الاكتشاف يعزز الفكرة بأن جينات معينة تؤثر على كمية النوم المطلوبة، بالرغم من وجود آراء أخرى تشير إلى أن هذه الطفرة قد لا تكون العامل الوحيد، مثل ما ذكره أستاذ علم الأعصاب الدكتور كليفورد سابر، مما يشير إلى الحاجة لمزيد من الدراسات المعمقة.

النوم القصير الطبيعي وخمس طفرات جينية تحت الدراسة

حتى الآن، تم تحديد خمس طفرات جينية مرتبطة بالنوم القصير الطبيعي عبر أربع جينات مختلفة، وهذا التوزيع الجيني المتعدد يوضح تعقيد هذه الظاهرة، ويأمل فريق البحث بقيادة فو في توسيع نطاق الدراسة لكشف طفرات إضافية قد تساعد في تطوير علاجات فعالة لمشاكل النوم المزمنة، مما يفتح مسارًا جديدًا لفهم التركيب الجيني للنوم وتحسين جودة حياة المصابين باضطرابات النوم.

  • الطفرة الأولى: مرتبطة بتحسين سرعة التجديد الخلوي أثناء النوم
  • الطفرة الثانية: تؤثر في تنظيم النشاط العصبي المركزي
  • الطفرة الثالثة: تعزز التوازن العصبي وتحسين انتظام النوم
  • الطفرة الرابعة: تقلل من الحاجة الطبيعية للساعات الطويلة من النوم
  • الطفرة الخامسة: تساعد في مقاومة التعب والإرهاق المزمن
الطفرة الجينية تأثيرها على النوم القصير الطبيعي
جين SIK3 تقليل مدة النوم بنسبة 30 دقيقة وتحسين نشاط الخلايا العصبية
طفرة أخرى غير محددة زيادة كفاءة التجديد الخلوي أثناء النوم
طفرتان مرتبطتان بتنظيم التوازن العصبي تحسين الانتظام العصبي وتجنب الإرهاق
طفرة إضافية تعزيز مقاومة الجسم للتعب وعدم الحاجة للنوم المطول

الاكتشافات الحديثة المتعلقة بالنوم القصير الطبيعي تقدم فرصة حقيقية لفهم وظائف النوم بعمق، إذ لا يقتصر الأمر على عدد الساعات فقط، بل يشمل آليات جينية ترتبط بكفاءة الجسم في الأداء، وهذا قد يغير طرق علاج اضطرابات النوم ويعزز الحياة اليومية للأفراد الذين يعانون من مشاكل نوم مزمنة؛ ويبقى البحث مستمرًا للوصول إلى حلول فعالة ومستدامة.