«نفحات ربانية» فضل دعاء عاشوراء ماذا يجلب هذا الدعاء في يوم المغفرة

فضل دعاء عاشوراء ينبع من قصة عظيمة يحملها هذا اليوم في نفوس المسلمين، حيث العاشر من شهر محرم يشكل محطة روحية مباركة تجمع بين ذكرى التاريخ ودلالات الرحمة والمغفرة، ويتجدد الشوق والدعاء في هذا اليوم لما له من أجر عظيم عند الله، إذ يصادف ذكرى نجاة موسى عليه السلام وقومه، مفعماً بالأمل والخير لمن غمرهم الدعاء فيه بالتوبة والرحمة، ويؤكد فضل دعاء عاشوراء على قوة القربات والابتهالات التي تحرك الفؤاد نحو رضوان الرحمن.

فضل دعاء عاشوراء وأبعاده الروحية والشرعية

فضل دعاء عاشوراء مستمد من مكانة هذا اليوم الذي تم التعريف به في الشرع لما يحمله من دلالات النجاة والرحمة، ويعتبر من أعظم القربات وأحب العبادات إلى الله، حيث يجتمع فيه فضل الصيام مع الدعاء والذكر والاستغفار، ويوم عاشوراء الذي يصادف العاشر من محرم هو اليوم الذي نجى الله فيه نبيه موسى عليه السلام وقومه من ظلم فرعون، وقد أوصى النبي صلى الله عليه وسلم بصيامه شكرًا لهذا الفضل، مؤكدًا أجر صيامه الذي يكفر السنة الماضية، لذلك يصبح الدعاء هنا فرصة روحية لا تعوض يستحب الإكثار منه نظرًا لأن الله فيه يقبل التوبة ويغفر الذنوب.

فضل دعاء عاشوراء ودلالاته في استجابة الأدعية

فضل دعاء عاشوراء يتميز بخصوصية روحية كبيرة إذ مستحب الإكثار منه لأنه يوم خاص يرجى فيه القبول، لما تحمله الأيام المباركة من معان الرحمة والنجاة والغفران الإلهي، ويشكل الدعاء فيه توبة نابعة من القلب وفرصة لدرء البلايا وتيسير الأمور، كما يدعو المسلمون فيه للمستضعفين وكل محتاج، وقد أكد علماء الفقه والسيرة ضرورة اغتنام هذه اللحظات لتعميق العلاقة بين العبد وربه، خصوصًا وأن هذا اليوم مزدان بانتصارات أنبياء الله وعدم توقف رحمة الله عن عباده، فيصبح فضل دعاء عاشوراء نافذة أمل لا تغلق.

أدعية جامعة وأثرها في خير يوم عاشوراء

يحرص المسلمون في يوم عاشوراء على ترديد أدعية تمثل مجالات رحمة الله وفضله ومنها

• اللهم اجعلنا من المرحومين في هذا اليوم، ولا تجعلنا من المحرومين، اللهم اغفر لنا ذنوبنا ما علمنا منها وما لم نعلم
• اللهم في عاشوراء نجنا كما نجيت نبيك موسى عليه السلام، وأعنا على التوبة والإنابة، وارزقنا صلاح الحال وطهر القلوب
• يا رب بحق هذا اليوم، وبما فيه من الرحمة والنجاة نسألك أن تكتب لنا الخير وتدفع عنا الشر، وتغفر لنا ولوالدينا والمسلمين أجمعين

ويُعرف دعاء عاشوراء كعبادة قلبية صادقة تحاكي الخشوع والتأمل والرجاء في رحمة الله، ويعد هذا اليوم فرصة لتوديع الهم والكرب بالدعاء والتضرع، ويشدد العلماء على أن يوم عاشوراء ليس فقط للصيام بل هو محطة روحية جامعة يستغلها العبد بالذكر والدعاء والابتهال.

ويُعتبر دعاء عاشوراء عبادة قلبية حقيقية تفوق حدود الكلمات لتجمع بين الرجاء والتوكل واليقين بأن الله رحيم غفور، ولا ينكر أن هذا اليوم يفتح أبواب الأمل بشدة لكل من يحمل همًا أو حاجة، فيتوسل إلى الله بما حلّ من نجاته لأوليائه وأمواله في التاريخ، ويكفي أن نعلم أن هذا اليوم محطة متكاملة يعيد للمؤمنين النقاء والطهارة، والدعاء فيه يجعل الروح تطير في سماء الطاعة، ويشجع على استغلال كل دقيقة بالدعاء والإخلاص، ومن الأدعية المستحب التركيز عليها:

• الدعاء لأنفسهم بالتوبة والمغفرة
• الدعاء لأهليهم وأبنائهم بالهداية والستر
• الدعاء لأمة الإسلام بالعز والوحدة والنصر
• الاستغفار والذكر والدعاء لأهل القبور

فالروح التي تغذيها دعوة صادقة في ذلك اليوم المبارك تحطم قيود القلق وتفتح جسور الرحمة، ويستمر ذكر فضل دعاء عاشوراء في إلهام القلوب وتجديد العزائم على طاعة الله الخليقة.

لكل مسلم فرصة في يوم عاشوراء ليغتنم لحظاته بالتقرب إلى الله بالدعاء، فالرحمة الواسعة تملأ الأجواء، والقلوب تزداد تواضعًا، ويظل فضل دعاء عاشوراء نبراسًا ينير دروب المؤمنين ويقربهم من الصفاء والسكينة.