شوف الحكاية: الذهب يرتفع تاني ويوصل 3232 دولار والأوقية تعوض خسائرها

شهدت أسعار الذهب العالمية اليوم ارتفاعا ملحوظا بعد أن أغلقت تداولات الأمس بانخفاض يعكس تقلبات السوق، حيث يلجأ المستثمرون إلى الذهب كملاذ آمن في ظل حالة عدم اليقين المرتبطة بالتوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين. هذا الارتفاع يأتي في سياق تصاعد القلق بشأن تأثير السياسات الجمركية الأمريكية، التي تهدد بتباطؤ النمو الاقتصادي العالمي.

أسعار الذهب العالمية ترتفع وسط القلق الاقتصادي

قفزت أسعار أونصة الذهب العالمية اليوم بنسبة بلغت 0.4%، مسجلة أعلى مستوى عند 3232 دولار للأونصة مقارنة بسعر الافتتاح البالغ 3212 دولار للأونصة. ورغم هذا الارتفاع، فقدت الأسعار بعض زخمها خلال الجلسات السابقة عندما سجلت أعلى قمة تاريخية عند 3245 دولار للأونصة. تأثرت هذه التقلبات بتصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حول احتمال إعفاء بعض واردات الإلكترونيات من الصين من الرسوم الجمركية المرتفعة بهدف تحفيز شهية المخاطرة، فيما أشار إلى احتمال فرض رسوم جديدة على أشباه الموصلات المستوردة.

بينما ساعد ضعف الدولار الأمريكي أمام العملات الأخرى في دعم أسعار الذهب، خصوصاً مع انخفاض عائدات سندات الخزانة الأمريكية التي تعزز العلاقة العكسية بين الذهب والدولار. ورغم المكاسب الحالية، يرجح الخبراء حدوث تصحيحات سعرية قصيرة الأجل قبل استئناف الاتجاه الصعودي.

الذهب محليًا: تناقص الدعم مع استقرار الدولار

سجل الذهب محليًا في مصر بعض التذبذبات متأثرا بتباطؤ التحركات العالمية وانخفاض سعر صرف الدولار. الذهب عيار 21 شهد استقرارًا نسبيًا اليوم عند 4630 جنيهًا للجرام بعد انخفاضه بالأمس ليصل إلى 4620 جنيهًا. ورغم هذا التراجع الطفيف، يبقى الاتجاه العام داعمًا لمزيد من الارتفاعات المتوقعة بسبب الظروف الاقتصادية المحلية والعالمية.

من ناحية أخرى، توقعت بعض المؤسسات المالية، مثل بنك ستاندرد تشارترد، استمرار انخفاض سعر صرف الدولار أمام الجنيه حتى يبلغ متوسط 52-54 جنيهًا بنهاية العام المقبل. هذا الأمر قد يؤثر إيجابًا على أسعار الذهب في السوق المحلي.

العوامل المؤثرة في أسعار الذهب عالميًا ومحليًا

إلى جانب تأثير التوترات السياسية والاقتصادية، أظهرت أحدث البيانات أن صناديق الاستثمار في الذهب شهدت تدفقات نقدية قوية هذا العام، ما يعكس زيادة الإقبال على المعدن كأحد أصول الحماية من التضخم والمخاطر الاقتصادية. البنك المركزي الصيني، على سبيل المثال، استمر في تعزيز احتياطياته من الذهب، حيث أضاف 2.8 طن في شهر مارس المنصرم فقط ليصل إجمالي مشترياته خلال الربع الأول إلى 12.8 طن.

على الرغم من الاضطرابات قصيرة الأجل، يتوقع خبراء السوق أن يبقى الذهب استثمارًا قويًا للمدى الطويل نتيجة الدعم الكبير من تراجع الدولار، وارتفاع التوترات الاقتصادية، وزيادة الطلب على الملاذ الآمن.