«تصعيد خطير» المقاومة المسلحة في الجوف تزيد وتثير مخاوف الأمن الإقليمي

الكلمة المفتاحية: مقاومة الجوف

في مقاومة الجوف تتجلى بطولات المقاومة الشعبية بأساليب متعددة بين فرادى وجماعات، حيث قتل الحوثيون شخصًا من قبيلة الشولان مطلع الأسبوع الماضي، فاستجاب أهل القبيلة خلال ساعات، فيما جهزت مليشيات الحوثي عشرات المدرعات للانتقام، وتستعد قبائل الشولان ودهم للمواجهة دون هوادة أو تردد.

أبعاد مقاومة الجوف ودورها في مواجهة الحوثي

مقاومة الجوف ليست مجرد مواجهة عسكرية عابرة بل هي حرب استنزاف مستمرة ضد الحوثيين في تلك الأرض المنسية التي غابت عن الإعلام والتنمية والسياسة، حيث يلجأ أبناء القبائل بكل الوسائل المتاحة للدفاع عن كرامتهم وحريتهم، ويضحون بدمائهم مهراً للجمهورية ومستقبلاً يسعى لبناء الدولة اليمنية الحقيقية، رغم أن غياب الإعلام ومراكز البحث يجعل من الصعب فهم هذه المقاومة ضمن سياقها التاريخي والسياسي الحقيقي

بطيولة الجوف في المقاومة المسلحة تشبه كثيرًا مقاومة القسام في فلسطين، فكلا الطرفين يواجهان احتلالًا ظالمًا ظنا أن القمع يقضي على أي شكل من أشكال المقاومة، لكن روح الكرامة تشتعل في القلوب ولا تسمح للعدوان أن يمر دون رد فعل، فالحوثي يواجه في الجوف رفضًا مستمرًا بمستوى يتطور ويكاد يواكب تحركاته العسكرية

تطور مقاومة الجوف وأسلوب تنظيمها العسكري

سبق أن كانت مقاومة الجوف تتأخر في الرد على جرائم الحوثيين، لكن في الآونة الأخيرة صارت تتحرك بسرعة ملحوظة لا تتعدى ساعات قليلة، بل أيام معدودة على الأكثر، مما يشير إلى تطور ملحوظ في أساليب القتال والتنظيم العسكري رغم غياب جهاز إداري منظم يدير المعركة بشكل مركزي، وحتى الآن تبقى المقاومة تعتمد على خلايا فردية ومقاومة جماعية قبلية تنشط بكبرياء في مختلف مناطق المنطقة من الشولان إلى همدان وبني نوف وذو حسين

النجاحات الأخيرة في مقاومة الجوف تنبع من عدة عوامل رئيسية:

• توحيد صفوف القبائل وتعزيز الروح القبلية المقاوِمة
• استخدام تكتيكات غير تقليدية للمواجهة مثل الاشتباكات المباشرة والخلايا الفردية
• الوعي الشعبي المستمد من تجارب الاحتلال والصراعات السابقة
• ردود فعل سريعة على هجمات الحوثيين، مما يربك تحركات المليشيات

مقاومة الجوف وتأثيرها على المشهد اليمني والسياسي

يعكس ما تقوم به مقاومة الجوف من بطولات حقيقة حجم الفجوة بين ما يقدمه مقاتلو الميدان، وما تقدمه الحكومة الشرعية ونخبها السياسية التي تبدو في كثير من الأحيان عاجزة أو فاسدة، فثقة الشعب أكبر بكثير في رجال المقاومة والتضحيات التي يقدمونها، إذ لا ينظر لهم إلا بالأمل والاعتزاز، بينما يشوب نظره تجاه الحكومة موجة من الازدراء والسخرية

وفيما يلي جدول يوضح مقارنة تأريخية بين مقاومة الجوف وبعض المناطق في اليمن ومدى تأثيرها العسكري:

مقاومة الجوف نموذج حي لصمود الإنسان اليمني في وجه الاحتلال، وهي التي تحرس مدن القبائل وتحافظ على أمل الوطن في التحرر، وهي دون شك سلاح فاعل يتخطى حدود الأرض ليصل إلى وجدان الشعب اليمني بأكمله، ومستقبلها مرهون بتطوير أساليبها وتنظيم صفوفها لتحقيق الأهداف الوطنية الكبرى.