«خدعة ذكية» عصابات نصب الذكاء الاصطناعي كيف يقع اليمنيون في فخ شركات وهمية؟

الذكاء الاصطناعي أصبح أداة خطيرة في يد عصابات النصب والاحتيال في اليمن، حيث تستغل هذه العصابات التقنية الحديثة لخداع المواطنين، خصوصًا من أبناء القبائل، عبر إنشاء شركات وهمية تقدم وعود استثمارية وهمية، مما أدى إلى خسائر مالية فادحة للفئات المستهدفة، ووصول الأمر إلى إغلاق صفحات التواصل الاجتماعي الخاصة بهذه الشركات بعد جمع أموال ضخمة.

الذكاء الاصطناعي ودوره في خلق شركات وهمية للاستثمار في اليمن

تكشف الأحداث الأخيرة عن استخدام الذكاء الاصطناعي كوسيلة متطورة تستغلها عصابات النصب في اليمن من أجل الترويج لشركات وهمية، حيث ظهرت شركة تدعى “AI TTlker” استهدفت بشكل خاص أبناء محافظة عمران عبر استغلال شهرة الذكاء الاصطناعي وجذب المستثمرين بصور مولّدة إلكترونيًا لفتاة اصطناعية تهدف إلى كسب ثقة الضحايا، وقد كانت هذه الوسيلة فعالة في جلب عدد كبير من المشاركين في المشروع الوهمي، قبل أن تغلق الشركة حساباتها على فيسبوك وواتساب فجأة ما كشف عن الخداع الذي وقع فيه المساهمون.

قصص الضحايا وكيف يُستخدم الذكاء الاصطناعي لخداع المواطنين

إحدى القصص التي تبين مدى تأثير هذه العمليات الاحتيالية أن مزارعًا في اليمن قام ببيع محراثه الزراعي بمبلغ تجاوز 8 ملايين ريال يمني ووضع الأموال في حساب الشركة الوهمية في إندونيسيا، ولكنه لم يستلم سوى وجبة “بروست” في مطعم فاخر بالعاصمة صنعاء، الأمر الذي يعكس الخسائر الحقيقية التي يتكبدها المستثمرون البسطاء بسبب استغلال الذكاء الاصطناعي في بناء قصص استثمارية مزيفة تحمل وعودًا غير حقيقية بمكاسب مالية كبيرة.

إحصائيات محزنة عن عمليات النصب باستخدام الذكاء الاصطناعي في اليمن

تشير البيانات إلى تفشي ظاهرة الشركات الوهمية التي تستخدم الذكاء الاصطناعي كوسيلة للاحتيال على المواطنين، حيث تم رصد أكثر من 14 شركة وهمية خدعت ما يزيد على 20 ألف شخص خلال السنوات الماضية، بمبالغ مالية تراوحت بين 200 إلى 250 مليار ريال يمنية، منها 160 مليار في شركة “فلافور تهامة”، والباقي موزع بين شركة “قصر السلطانة” وعدد من الشركات الأخرى، ما يشير إلى حجم الضرر الكبير الناتج عن توظيف الذكاء الاصطناعي في عمليات النصب.

  • استخدام صور وشخصيات رقمية مولّدة بالذكاء الاصطناعي لكسب ثقة المستثمرين
  • الترويج لاستثمارات وهمية في مجالات تكنولوجية مغرية مثل الذكاء الاصطناعي
  • استهداف فئات معينة مثل أبناء القبائل والريف لضمان جذب المزيد ممن يثقون بعروض الاستثمار
  • إغلاق حسابات التواصل الاجتماعي المرتبطة بالشركات الوهمية بشكل مفاجئ بعد جمع الأموال
  • إيداع أموال المستثمرين في حسابات دولية يصعب تتبعها أو استرداد الأموال منها
الشركة الوهمية المبلغ المحتال به (بالمليار ريال يمني) عدد الضحايا
فلافور تهامة 160 غير محدد بدقة
قصر السلطانة 90-100 جزء من الـ20 ألف ضحية
AI TTlker غير محدد بعد عشرات من محافظة عمران

توضح هذه الأرقام أن الذكاء الاصطناعي يسهل على المحتالين ابتكار أساليب متقدمة لجذب الضحايا، ومن المهم زيادة الوعي لدى المواطنين حول مخاطر الاستثمار في شركات غير معروفة وعدم الثقة بسهولة في العروض التي تبدو جذابة لكنها تفتقر إلى الشفافية، واتباع بعض الخطوات لتجنب الوقوع في فخ النصب مثل البحث الدقيق والتأكد من مصادر الشركات.

يظل الذكاء الاصطناعي سيفًا ذا حدين، حيث يمكن أن يُوظف بطرق إيجابية كثيرة لكنه في يد المحتالين استغل ليصبح أداة خداع تنخر في المجتمع، مما يستوجب الحذر الدائم ومشاركة المعلومات بين الناس للحماية من الوقوع في شباك مثل هذه الشركات الوهمية.