«تغيرات كبيرة» بعد رفع العقوبات الأمريكية ما هي رسائل الرئيس السوري أحمد الشرع لشعبه؟

سوريا الجديدة كانت في قلب خطاب الرئيس السوري أحمد الشرع الذي رسم طريق النهضة من واقع مرير إلى أفق واعد، عاكسًا تطلعات شعب أنهكته الحروب وظلم النظام السابق، حيث استعرض بأمانة مراحل الانهيار التي عصفت بوطنه، ثم سرد بانطلاق الثورة من إدلب بوابة الأمل التي تنير طريق إعادة البناء والخلاص.

ماضٍ أليم.. كيف شكلت سوريا الجديدة الألم والوجع

بدأ الشرع حديثه بتاريخ مؤلم وصفه بـ”الحقبة السوداء” التي شهدت قتل الملايين وهجرانهم، وتحولت السجون إلى مقابر صامتة، وكان الوطن ساحة لنهب مقدراته بواسطة من وصفهم بـ”السراق القتلة”، موضحًا أن سوريا التي تحمل تاريخًا عريقًا وأصالة حضارية قد انعزلت عن محيطها الإنساني، وأصبحت مكانًا يعزف عنه أبناؤها وجيرانها بسبب تراكم الأزمات والمعاناة التي تركت أثرها في النفوس واضطرابات الرجال والنساء الذين ظلوا يدفعون ثمن الصراع دون توقف.

سوريا الجديدة تبدأ من إدلب.. نهضة تتجذر في الأرض

أعلن أحمد الشرع أن إدلب كانت منطلق الشرارة الأولى لنهضة سوريا الجديدة، حيث انتصرت الثورة السورية محققة بداية الآمال التي تجمع السوريين على روح الانتماء والكرامة، وجرى استنهاض الجهود لمصلحة تأسيس دولة تمتلك عدلًا وشمولية لكل أبنائها، ففي إدلب تلاشت الخيبات وبدأ الاستقرار بخلق بيئة مشجعة تضمنت:

• إعادة هيكلة الحكومة وتشكيل لجان انتخابية مكلفة بالتحضير للبرلمان
• صياغة إعلان دستوري يضمن الحقوق ويؤسس لاستقرار دائم
• تأسيس هيئة العدالة الانتقالية لتجاوز مظالم الماضي
• إلغاء القوانين الجائرة وإصلاح مؤسسات الدولة
• تحقيق الأمن الداخلي ودمج الفصائل في إطار وزارة الدفاع

السفر نحو سوريا الجديدة يبدأ بخارطة طريق واضحة

قدّم الشرع خريطة طريق متكاملة تستعرض الخطوات العملية التي استمرت ستة أشهر لإعادة بناء سوريا الجديدة، مع التركيز على:

في الجانب الدبلوماسي، صرّح الشرع بأن سوريا الجديدة كسرت عزلة دولية عبر مشاركة فعّالة في المنتديات العالمية، مع تعزيز علاقاتها بدول عربية أوروبية مثل السعودية وتركيا وقطر والإمارات ومصر وفرنسا وألمانيا، وشكر القرار الأميركي السابق برفع العقوبات الذي وصفه بالتاريخي مما فتح فرصًا جديدة للتعاون والتنمية.

تُبرز كلمات الشرع جانب وحدة السوريين كقوة محورية في إعادة بناء الوطن من الداخل والخارج سواء بتضحيات الشهداء أو جهود الجاليات السورية في الخارج التي دعمت حملات الضغط دوليًا لرفع العقوبات وتهيئة الأرضية لاستقبال الاستثمار.

دعوة الشرع للمستثمرين العرب والدوليين لم تكن مجرد كلمات بل التزام عملي بتوفير بيئة قانونية واستثمارية جاذبة تضمن انطلاقة قوية لإعادة إعمار سوريا ومنع أي محاولات لتقسيمها أو إعادة الصراعات التي طالما أرهقت وطنًا عانى سنينًا.

في حديثه عن سوريا الجديدة، أكد الشرع أن الدولة ستكون لكل مواطنيها بلا تمييز بين الأعراق أو الطوائف، فالتعايش ما هو إلا إرث حقيقي ومصدر قوة للمستقبل؛ ولا نهضة حقيقية دون عدالة ووحدة وتكاتف بين الجميع.

سوريا الجديدة تحمل إرادة شعبها وقيادتها التي بدأت بإجراءات واضحة ومحددة لتعزيز استقرار البلاد، وفتح أبواب الاستثمار والحوار الدبلوماسي مع العالم، فمحمد الشرع يوضح الطريق نحو مستقبل يعمه السلام ويرتكز على ماضي تم تجاوز ألمه عبر خطوات عملية تهم كل السوريين أينما كانوا.