«ارتفاع قياسي» الحرارة في بعض دول أوروبا تتجاوز 46 درجة مئوية كيف تؤثر على السكان والمناخ

التغير المناخي أصبح حقيقة ملموسة نشهدها كل يوم ليس فقط في مصر بل على مستوى العالم، حيث يؤكد خبراء الأرصاد أن موجات الحر الشديدة التي تضرب أوروبا الآن تشكل نموذجًا واضحًا لهذه الظاهرة المتفاقمة، ودرجات الحرارة التي تجاوزت الأربعين في دول مثل ألمانيا وفرنسا والبالغة 46 في البرتغال وإسبانيا تثير قلقًا عالميًا لأسبابها البيئية والإنسانية.

التغير المناخي وتأثيره على موجات الحر في أوروبا

التغير المناخي يسبب تفاقم موجات الحر التي أصبحت تزداد حدة وتكرارًا، فالأمر لم يعد مجرد ظاهرة موسمية عابرة، بل تحول إلى أزمة تؤثر على حياة الملايين؛ حيث أكد الخبراء أن ارتفاع درجات الحرارة في أوروبا نتج عن نشاط بشري مكثف وظاهرة الاحتباس الحراري التي تزيد من الإحساس بالحرارة وتمد فترة تأثير هذه الموجات لأيام أطول، مما يسبب مشاكل صحية واقتصادية خطيرة، ويُضطر المجتمعات لإعادة التفكير في أساليب العيش والتكيف مع هذه التغيرات.

كيف يُفسر خبراء الأرصاد ظاهرة القبة الحرارية في موجات التغير المناخي

القبة الحرارية التي تشير إليها هيئة الأرصاد تتمثل في مرتفع جوي في طبقات الجو العليا يعمل على حبس الهواء الساخن، وهذه الظاهرة تتزامن مع كتل هوائية صحراوية تأتي من شمال إفريقيا؛ ما يزيد من درجات الحرارة إلى مستويات خطيرة للغاية، فتتصاعد موجات الحر بسبب هذا الحبس الجوي بالإضافة إلى عوامل مناخية أخرى، مما يؤثر على المناخ الأوروبي بشكل مباشر ويجعل التغير المناخي أكثر وضوحًا وتحديًا.

دور ارتفاع حرارة سطح البحر المتوسط في التغير المناخي وتأثير موجات الحر

في ظل تحذيرات المنظمة العالمية للأرصاد الجوية من ارتفاع غير مسبوق في حرارة البحر الأبيض المتوسط، تشير الدراسات إلى أن هذه الظاهرة ليست السبب الرئيسي لموجات الحر، لكن ارتفاع حرارة سطح البحر يساهم كمؤثر مساعد يزيد من تفاقم الحرارة في المناطق المحيطة، وتؤكد هيئة الأرصاد أن هناك متابعة مستمرة لهذه الظواهر، مع جهود مكثفة لنشر الوعي والتوجيه نحو خطوات للتكيف المناخي في مواجهة هذه التحديات.

• رفع الوعي المجتمعي حول مخاطر التغير المناخي وأثره على موجات الحر
• تشجيع تبني طرق التكيف مع التغيرات المناخية في الحياة اليومية
• تعزيز دور الهيئات المختصة في رصد الظواهر الجوية وتحليل أسبابها
• تنمية المبادرات البيئية التي تساهم في تقليل الأنشطة البشرية المسببة للاحتباس الحراري

تؤكد هيئة الأرصاد الجوية باستمرار مراقبتها وتحليلها لتلك الظواهر المتطرفة، مع تقديم توصيات عملية تسهم في التكيف المناخي، خاصة مع تزايد المؤشرات التي تشير إلى أن التغير المناخي لم يعد بعيدًا عنا وإنما جزء من واقعنا اليومي، ما يتطلب تضافر الجهود الدولية والمحلية للتعامل معها. بذلك يصبح من الضروري أن يتحول الوعي الفردي والجماعي إلى أفعال ملموسة تحافظ على البيئة وتقلل من الأضرار المحتملة.