«خبر مميز» تفاصيل حفار خليج السويس المنكوب بعد 60 سنة تشغيل

60 سنة تشغيل حفار خليج السويس المنكوب تعكس خبرة طويلة في مجال الحفر البحري الذي يشكل ركيزة أساسية في صناعة النفط والغاز؛ ففي حادث مأساوي غرق حفار “أدمارين 12” أثناء نقله شمال رأس غارب، كان على متنه 30 فردًا، مما استدعى تدخلًا سريعًا لإنقاذ 23 منهم والبحث عن المفقودين؛ أحد أهم الحوادث البحرية المؤثرة في منطقة البحر الأحمر خلال الفترة الأخيرة.

60 سنة تشغيل حفار خليج السويس المنكوب.. نداء استغاثة وتدخل الطوارئ

عند تلقي مركز الطوارئ في المحافظة بلاغ نداء استغاثة من بارجة بحرية تعاني غرق وحدة الحفر بخليج السويس، تحركت القوات المسلحة وأجهزة الطوارئ فورًا لمواجهة الحادث؛ السرعة في الاستجابة كانت سببًا رئيسيًا في إنقاذ أغلب طاقم الحفار الذي كان يتألف من مهندسين وفنيين محترفين يعملون في بيئة بحرية معقدة، حيث أن هذا الحفار، من صنع شركة Provence Industries الفرنسية عام 1966، يتميز ببنية متينة تشمل أربع أرجل هيدروليكية بطول 234 قدمًا، وهي منصة حفر ذات رفع ذاتي تتيح الثبات والعمل في المياه الضحلة والعميقة.

التفاصيل الفنية لـ60 سنة تشغيل حفار خليج السويس المنكوب والمواصفات التقنية

يحمل الحفار “أدمارين 12” تجهيزات متقدمة تواكب تطورات الصناعة البحرية رغم قدمه؛ حيث يتميز بمحركين رئيسيين من نوع CATERPILLAR CAT 3412 يولدان 560 كيلوواط لكل منهما، ونظام تشغيل هيدروليكي من Denilson Engineering يعمل بضغط 5.000 psi، بالإضافة إلى رافعة كهربائية بمنصة National Oilwell تمتلك ذراعًا يبلغ طوله 120 قدمًا بقدرة رفع تصل إلى 33 طنًا متريًا، فضلًا عن محطة تحلية مياه بسعة 18 متر مكعب يوميًا ومنصة مخصصة لهبوط الطائرات المروحية تحمل حتى 5.080 كجم. هذه البنية التحتية تتيح استيعاب 124 فردًا، مع خزانات ضخمة للوقود والمياه بمختلف أنواعها تكفي لتشغيل واستمرارية العمل لفترات طويلة.

• مولدين رئيسيين CATERPILLAR CAT 3412 بقوة 560 كيلوواط لكل منهما
• نظام جاك هيدروليكي مزود بمضختين بضغط 5.000 psi
• رافعة كهربائية بمدى 120 قدم وقدرة رفع 33 طن متري
• محطة تحلية مياه بسعة يومية 18 متر مكعب
• منصة هبوط للطائرات الهليكوبتر بقدرة تحميل 5.080 كجم
• سعة استيعابية تصل إلى 124 شخصًا
• خزانات وقود ومياه متعددة بسعات كبيرة متنوعة

أسعار وأساليب التشغيل في حفار خليج السويس المنكوب خلال 60 سنة تشغيل

شهدت أسعار إيجار حفارات النفط البحرية زيادة ملحوظة خلال النصف الأول من 2023، إذ ارتفع متوسط السعر اليومي إلى حوالي 160 ألف دولار، مقابل 84.238 دولارًا في نفس الفترة من 2022، وهذا يعكس تعقيدات التشغيل وصعوبة العثور على وحدات مشابهة في السوق، خاصة مع ارتفاع تكلفة إنشاء حفارات جديدة التي تصل بتكاليفها إلى ما بين 159 و530 مليون دولار، وتختلف بحسب عمق التشغيل والمواصفات الفنية المطلوبة. هذا السياق الاقتصادي يسلط الضوء على التحديات التي تواجه مشغلي الحفارات المغربية والأجنبية، لا سيما مع أهمية عمر الحفار المستمر وقيمته الفنية والتأمينية.

تقول مصادر مطلعة إن عمر الحفار “أدمارين 12” الذي يقترب من 60 سنة تشغيل لا يشكل أزمة فنية طالما التزامه بالحصول على تصاريح التشغيل من جهات الاعتماد الدولية، كما أوضح نائب رئيس هيئة البترول الأسبق أن عدم صدور بيان رسمي يفقدنا تفاصيل الحادث الدقيقة، ويُرجَّح وقوع الأزمة الفنية أثناء سحب الحفار إلى موقع جبل الزيت ما يعكس مخاطر العمل البحري المتغير باستمرار والمضاف إليه ظروف المناورة والجر. حسب المعلومات المتوفرة، كان الحفار مؤمنًا عليه بقيمة 1.5 مليار جنيه، مما يدل على توافر معايير فنية وصحية عالية تمنح ثقة بالتشغيل الآمن قبل الحادث، وتجعل من الحصار الفني والتقييم الدوري العامل الرئيسي لضمان الاستمرارية والثقة في المعدات البحرية.

هذه التفاصيل تسلط الضوء على أهمية فهم المعطيات الفنية التي تحيط بحفارات النفط البحرية التي تعمل عقودًا طويلة، مع ضرورة توافر عمليات التفتيش المتكررة والتحديثات التقنية للحفاظ على سلامة الأفراد والمعدات، كما تعكس حادثة 60 سنة تشغيل حفار خليج السويس المنكوب تحديات واستراتيجيات القطاع البحري في مواجهة الظروف الطارئة ومخاطر البيئة البحرية.