«حدث تاريخي» اغتيال عز الدين سليم رئيس مجلس الحكم الانتقالي العراقي يثير تساؤلات اليوم

عز الدين سليم شخصية بارزة في تاريخ العراق الحديث وُلد في 23 مارس 1943 بقرية الهوير قرب مدينة البصرة، وهنا تبدأ رحلة رجل قضى حياته في النضال السياسي والاجتماعي ضد النظام البعثي القمعي، حيث تلقى تعليمه الأولي في كتّاب القرية ثم انتقل إلى دار المعلمين ليتخرج مدرسًا للغة العربية والتاريخ، مما مهد له طريقًا حافلًا بالنضال والمقاومة لتغيير واقع بلاده.

عز الدين سليم والنضال ضد النظام البعثي في عراق مضطرب

بدأ عز الدين سليم نشاطه السياسي في سن مبكرة حين انضم إلى تنظيم الدعوة الإسلامية في عام 1961، ولاحقًا أصبح من القيادات الفاعلة داخل الحزب، وهو التنظيم الذي عُرف بمناهضته للنظام البعثي في العراق، ومن خلال نضاله تعرض للسجن والاعتقال عام 1975 لكنه رفض أن ينكسر وظل موقفه ثابتًا في وجه المضايقات الأمنية؛ ما جعله هدفًا للنظام القمعي الذي طرده واقتاده إلى المنفى.

مراحل حياة عز الدين سليم بين المنفى والقيادة السياسية

بعد مضايقات النظام الحاكم، غادر عز الدين سليم إلى الكويت ومنها إلى إيران حيث أسس مع رفاقه حركة الدعوة الإسلامية، وكان له دور بارز في المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق على مدار أكثر من خمسة عشر عامًا، ثم انتقل إلى تأسيس اتحاد القوى الإسلامية في طهران ليساهم في بناء المعارضة العراقية في الخارج، وقد شارك في مؤتمرات هامة مثل مؤتمر صلاح الدين ومؤتمر لندن قبيل سقوط نظام صدام؛ وهي نقاط تحول مهمة في مسيرته وجهوده السياسية.

• انضمام مبكر إلى حركة الدعوة الإسلامية
• الاعتقال والمطاردة من قبل النظام البعثي
• الهجرة إلى الكويت ثم إيران لتأسيس حركة المعارضة
• المشاركة في مؤتمرات المعارضة الوطنية
• العودة إلى العراق بعد سقوط النظام وتولي رئاسة مجلس الحكم الانتقالي

عز الدين سليم ورئاسته لمجلس الحكم الانتقالي وإسهامه في إعادة البناء

عاد عز الدين سليم إلى العراق في 17 مايو 2003 وسط احتفالات شعبية كبيرة، وخلال أقل من عام انتخب رئيسًا لمجلس الحكم الانتقالي الذي قاد المرحلة الأكثر حساسية في تاريخ العراق بعد سقوط النظام البعثي؛ وقاد خطوة مهمة في تأسيس المركز الوطني للدراسات الاجتماعية والتاريخية في البصرة لدعم البحث العلمي والتاريخي في بلاد تمر بتحولات جذرية، وبالرغم من كل جهوده، فقد اغتيل في نفس سنة انتخابه على يد جماعة متطرفة، مما شكل صدمة كبيرة للساحة السياسية العراقية.

يحفل تاريخ عز الدين سليم بالصور الكفاحية والقيادية التي جسدها في أوقات عصيبة، فقد كان رمزًا للنضال السياسي المستمر رغم كل الصعاب في مواجهة نظام بغيض، وما زالت ذكراه تلهم الأجيال الجديدة ممن يبحثون عن العدالة وإعادة بناء وطن متجذر في قيم الحرية والكرامة والإنسانية في العراق.