حصريًا رئيس وزراء إثيوبيا يعلن موعد افتتاح سد النهضة رسمياً في شهر 9 المقبل

يتجه العالم نحو لحظة حاسمة مع اقتراب افتتاح سد النهضة في إثيوبيا، حيث أعلن رئيس الوزراء آبي أحمد عن موعد الافتتاح الرسمي في سبتمبر بعد موسم الأمطار، ودعا مصر والسودان للمشاركة في الحدث. سد النهضة بات محور اهتمام الجميع، خاصةً في ظل القلق الكبير حول تأثيره على مياه النيل وحصص الدول المتشاطئة.

سد النهضة: كيف ترى إثيوبيا دوره في المنطقة؟

يصر آبي أحمد على أن سد النهضة لن يضر بمصالح مصر والسودان، بل يعتبره فرصة للتعاون والتطور الإقليمي، وليس مصدراً للصراع. الدعوة التي وجهها من منبر البرلمان لمصر والسودان ليست مجرد شكلية، بل تأتي في إطار تعزيز العلاقات وترسيخ الثقة بين الدول الثلاث. هذا الموقف يفتح باب الحوار ويضع إطاراً جديداً للتعامل مع أزمة مياه النيل التي تشغل بال الجميع.

سد النهضة والتحديات المصرية: ماذا يقول المسؤولون؟

من الجانب المصري، يظل ملف سد النهضة قضية أمن قومي و«تهديدًا وجوديًا» كما وصفها وزير الخارجية بدر عبدالعاطي، الذي أكد أن مصر لن تسمح أبداً بالتجاوز عن حصتها التاريخية من مياه النيل. يوضح الوزير أن مصر تحصل على 55.5 مليار متر مكعب فقط من مياه النيل سنوياً، في حين تحتاج لأكثر من 90 مليار متر مكعب لتلبية احتياجاتها، مما يعني وجود فجوة كبيرة لا يمكن تجاهلها. هذا الواقع يزيد من حساسيات الملف ويجعل من التفاهم والتنسيق ضرورة لا محيد عنها.

سد النهضة ومجالات التعاون الممكنة بين الدول الثلاث

رغم التوترات الحالية، هناك فرص عدة يمكن استغلالها لتعزيز التعاون حول سد النهضة، خصوصاً إذا ما تم التركيز على الفوائد المشتركة لتحقيق التنمية. فيما يلي بعض الخطوات التي يمكن اتخاذها لكسب الثقة بين مصر والسودان وإثيوبيا:

  • تبني إطار تفاوضي شامل وشفاف يتضمن كافة الأطراف.
  • إجراء دراسات مشتركة حول تأثير السد على الموارد المائية.
  • تطبيق آليات تقاسم عادل للمياه مع مراعاة احتياجات كل دولة.
  • إقامة مؤسسات إقليمية لإدارة وتشغيل السد بشكل مشترك.
  • ربط مشاريع التنمية المائية ببرامج اقتصادية متكاملة تخدم الجميع.

توضح هذه الخطوات أن سد النهضة لا يجب أن يكون فقط مصدر نزاع، بل فرصة لإعادة رسم ملامح التعاون الإقليمي وتبادل المنافع.

الدولة الحصة السنوية من مياه النيل (مليار متر مكعب) الاحتياجات السنوية (مليار متر مكعب)
مصر 55.5 90+
السودان 18.5 غير محدد بدقة
إثيوبيا تمتلك موارد المياه نفسها، سد النهضة يهدف للاستفادة منها

الأرقام السابقة تعكس الفجوة المائية التي تواجه مصر، كما توضح أهمية سد النهضة بالنسبة لإثيوبيا التي تسعى لاستخدام مياه النيل في التنمية الصناعية والزراعية.

للمزيد من التفاصيل حول ملف مياه النيل وأثره على العلاقات بين الدول، يمكن زيارة مقالنا المفصل عن ملف مياه النيل وتحديات الأمن المائي.

يبقى الملف معقداً ويحتاج إلى مزيد من الحوار والتفاهم الحقيقي لوقف التصعيد، وتحويل سد النهضة إلى جسر للتعاون وليس جداراً للفصل. نظرات الحكومات والمجتمعات يجب أن تتجه نحو تحقيق مصالح مشتركة تحفظ الحقوق وتضمن استدامة المياه للجميع، حتى تظل مياه النيل شريان حياة لا منبع توتر.