«احتجاز حيوي» الحوثيون يحتجزون أربع سفن بضائع بميناء الحديدة بينها «سفن ظل» مثيرة للجدل

احتجاز السفن في ميناء الحديدة يمثل تطورًا خطيرًا في الصراع الدائر بين جماعة الحوثي والكيان الإسرائيلي على الأراضي اليمنية، حيث تواصل الجماعة احتجاز أربع سفن شحن تجارية داخل الميناء الواقع في غرب اليمن، عقب الغارات الجوية التي استهدفت منشآته أمس الجمعة، ورفض إطلاق سراح هذه السفن رغم الأضرار الكبيرة التي لحقت بالأرصفة نتيجة القصف، مما يعكس تصعيدًا ملحوظًا في المواجهات بين الطرفين.

احتجاز السفن في ميناء الحديدة ودوافع الحوثيين المعلنة

تواصل جماعة الحوثي احتجاز السفن في ميناء الحديدة، حيث ذكر مصدر إعلامي في السلطة المحلية أن الجماعة منعت السفن من مغادرة الميناء دون مبررات واضحة، منها ما يُعرف بـ”سفن الظل” التي يُعتقد أنها تُستخدم للتحايل على العقوبات الأمريكية والدولية، وتشارك في عمليات تهريب وتمويل مريبة، وقالت الجماعة إن القرار جاء لحين “انتظار الظروف المواتية لتفريغ الحمولة”، مع العلم أن الميناء تعرض لأضرار جسيمة بفعل الهجمات الإسرائيلية، ما يزيد من الشكوك حول وجود أهداف خفية وراء استمرارية احتجاز السفن.

الرد الإسرائيلي وتصعيد ضربات الطيران على موانئ الحوثي

أعلن وزير دفاع الاحتلال الإسرائيلي يسرائيل كاتس أن سلاح الجو نفذ غارات على موانئ تابعة لجماعة الحوثيين في اليمن، مستهدفًا ميناءي الحديدة والصليف، وحقق أضرارًا جسيمة في البنية التحتية، بينما صرح رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أن الهجمات هي “مجرد البداية” وأن الردود التالية ستكون أعظم وأقوى، مؤكدًا حرص إسرائيل على الدفاع عن نفسها وملاحقة قيادة الحوثيين، ومشيرًا إلى دعم إيران للجماعة، كما شاركت 20 مقاتلة جوية في هذه العمليات، قطعت مسافة ألفي كيلومتر مع عمليات تزويد بالوقود في الجو لإكمال المهمة.

الاستراتيجية البحرية وعقوبات الحصار وتأثيرها على اقتصاد الحوثي

تستهدف الهجمات الإسرائيلية فرض حصار بحري واقتصادي محكم على الحوثيين من خلال تدمير موانئهم في اليمن، حيث أشار مصدر عسكري إسرائيلي إلى أن خطوة تدمير الموانئ تأتينا ردًا على تهديدات الحوثي بفرض حصار بحري على إسرائيل، وفي هذا السياق تبرز أهمية استمرار احتجاز السفن في ميناء الحديدة كجزء من هذه المعركة الاستراتيجية، وتأثير ذلك على قدرة الحوثي في تهريب الأسلحة وعمليات التمويل، حيث يمكن تلخيص أهداف الحصار بما يلي

• تعطيل حركة الشحن والتموين الحوثية عبر الموانئ اليمنية
• إيقاف عمليات التهريب المشبوهة التي تنفذها “سفن الظل”
• قطع خطوط الدعم الاقتصادي واللوجستي للحوثيين
• توجيه ضربات مباشرة للبنية التحتية البحرية اليمنية
• ردع إطلاق الصواريخ وتهديدات الحصار البحري على إسرائيل

يشير الإصرار الحوثي على احتجاز السفن رغم الضغوط العسكرية، إلى أن الجماعة تحاول الحفاظ على قدراتها الاقتصادية والتمويلية رغم تراجعها على ميادين القتال، وذلك عبر المراوغة والانتظار لحين تحسن الظروف، بينما تصر إسرائيل على تكثيف الهجمات لإيقاف الدعم الإيراني وتدمير بنى الجماعة التحتية، إذن الصراع يتجاوز الجانب العسكري ليشمل الحرب الاقتصادية والبحرية، مما يجعل ميناء الحديدة نقطة محورية في هذا الصراع الممتد.

الحالة الحالية بين الحوثيين وإسرائيل تعكس تصاعدًا متبادلًا في العمليات والهجمات، والاحتجاز المستمر للسفن في ميناء الحديدة يدل على استمرار التوتر وعدم وجود نوايا لتخفيف التصعيد في الوقت الراهن، وهذا يضع المنطقة في دائرة اضطرابات متزايدة قد تتوسع في المستقبل القريب.