«تربية مثيرة» تربية التماسيح في مصر هل تحولت لهواية مربحة وسوق سوداء؟

تماسيح النوبة تمثل ظاهرة فريدة تجمع بين التراث الثقافي والواقع التجاري في قرى غرب سهيل بأسوان، فهي ليست مجرد كائنات مفترسة بل رمز يحمل بين زواياه قصصًا قديمة وحديثة، ارتبط وجودها بالفرات والحياة اليومية للسكان، حتى باتت تربيتها تمر بمتاهة مليئة بالتحديات والمخاطر القانونية، ما يجعل من الحديث عنها رحلة بين العادات والامتيازات السياحية التي يعشقها الزائرون.

تماسيح النوبة في البيوت ما بين العادة وجذب السياح

تاريخ تربية تماسيح النوبة داخل المنازل الطينية في غرب سهيل يمتد لعقود، حيث ترفض العائلات الاستسلام لفكرة أنها مجرد زواحف مفترسة، بل تعتبرها جلب حظ وجزءًا من ضيافة السائحين، وتقيم أحواضًا صغيرة بجوار النيل لحماية الصغار منها وتقديمها كتجربة مميزة. ومع ذلك، وقفت التجارة على مفترق طرق منذ توقف السياحة بعد جائحة كورونا، ما حول العادة المستحبة إلى عبء اقتصادي يثقل كاهل المربين ويجعلهم في حيرة من أمرهم.

تجارة تماسيح النوبة غير القانونية والتحديات المحيطة بها

تعرف تجارة تماسيح النوبة في أسوان تقلبات معقدة مع القانون الذي يحظر الاتجار بها، إلا أن الصيادين في بحيرة ناصر ما زالوا يعتمدون على طرق تقليدية اصطياد الصغار والبيض، إذ تتراوح أسعار التماسيح الصغيرة بين 200 و300 جنيه وتتصاعد مع تنامي الطلب، كما يلجأ البعض لتحنيطها وبيعها كقطع تراثية تعكس الهوية النوبيه الغنية، بينما تحوم الأجواء حولهم كتهديدات قانونية دائمة تضعهم في موقف مخاطرة قد تكلفهم غاليًا.

تربية تماسيح النوبة وخطر البيئة غير المناسبة في جنوب مصر

البيئة المنزلية التي تُربى فيها تماسيح النوبة غير ملائمة تمامًا لحاجاتها؛ حيث تقتصر على أحواض ضيقة تحصر حركة الزواحف وتزيد من مخاطر الحوادث التي لم تكن نادرة، فقد شهدت المنطقة عدة حالات أُعيدت فيها التماسيح إلى بحيرة ناصر بعد أن كبرت وأظهرت عدم تأقلُم في الظروف الداخلية، واحتكاكات كثيرة ناجمة عن الخطأ في تمييز التمساح الحي من المحنط، ما يجعل من تربية هذه الكائنات تحديًا يوميًا للسكان.

  • الحفاظ على التماسيح الصغيرة ضمن بيئة آمنة
  • الالتزام بالقوانين المحلية لمنع الصيد والتجارة غير القانونية
  • توفير معلومات دقيقة للسياح حول المخاطر والتاريخ الثقافي
  • التنسيق مع الجهات البيئية لحماية التماسيح من الانقراض والتجارة السوداء
البند الوضع الحالي
تربية تماسيح النوبة ضمن أحواض منزلية ضيقة، مع خطر متزايد
الصيد غير القانوني مستمر رغم القوانين، مع ارتفاع الأسعار
السوق الموازي جارة جلد وأنياب التماسيح خارج أسوان، مربحة وسرية
السياحة وتأثيرها تراجع كبير بعد كورونا، أثر سلبي على تجارة تربية التماسيح

تُجسد تماسيح النوبة في غرب سهيل أسوان رابطًا حيًا بين العادات القديمة وبين متطلبات العصر الحديث؛ فبين الصيادين الذين يسعون للربح والقانون الذي يحاول الحسم، وبين المربين الذين يرون فيها رمزًا للسحر والجذب، تكاد هذه الزواحف تشكل لوحة معقدة تعكس واقعًا متشابكًا يصعب فصله عن هوية المنطقة. الأسواق السوداء ما تزال تتحرك بهدوء مدعومة بغموض الهيمنة القانونية والغياب المأساوي للسياحة خلالها.