«انخفاض مفاجئ» الذهب يتراجع إلى 3202 دولار مع هدوء التوترات الجيوسياسية

أسعار الذهب العالمية شهدت انخفاضاً ملحوظاً بنسبة 4,5% لتصل إلى 3202 دولار أمريكي للأونصة، ويعود السبب في هذا التراجع إلى تحسن معنويات المستثمرين بالإضافة إلى انخفاض التوترات الجيوسياسية، فالأسواق أصبحت تفضل الأصول ذات العوائد المرتفعة وسط استقرار الأوضاع السياسية والاقتصادية العالمية، مما أثر على مكانة الذهب كملاذ آمن في فترات الاضطرابات.

أسعار الذهب وتأثير الانفراجة التجارية بين الولايات المتحدة والصين

قررت الولايات المتحدة والصين تعليق جزء من التعريفات الجمركية لفترة تسعين يوماً، وهذا القرار انعكس إيجابياً على الاستقرار في الأسواق وزاد من شهية المستثمرين لتحمل المخاطر؛ الأمر الذي دفعهم للتوجه نحو الاستثمارات ذات العوائد الأعلى، وهذا الإنفراج دفع أسعار الذهب للتراجع بشكل واضح، لا سيما أن الذهب يُعتبر عادةً ملاذاً آمناً أثناء الأزمات، فالتقليل من حدة التوترات التجارية ساهم في تقليل الطلب عليه وظهرت آثار ذلك على المعادن الثمينة بشكل عام.

تأثير مؤشر الدولار الأمريكي على أسعار الذهب وتوقعات الأسواق

بحسب تقرير صادر عن شركة “دار السبائك” الكويتية، فإن ارتفاع مؤشر الدولار إلى نحو 101 نقطة ساهم في دفع المستثمرين لإعادة تقييم استثماراتهم؛ فالعملة الأمريكية القوية تجعل الأصول المقومة بالدولار أكثر جاذبية، وهذا بدوره يضغط على الذهب ويقلل من قيمته في السوق، في ظل التوقعات القوية بخفض محتمل لأسعار الفائدة في الولايات المتحدة والتي تزيد من التوجه للأصول ذات العوائد الثابتة بجانب الدولار.

تراجع الدعم السياسي لأسعار الذهب في ظل تهدئة التوترات الدولية

أظهرت بيانات “دار السبائك” أن انخفاض التوترات بين الهند وباكستان إضافة إلى تباطؤ المحادثات الروسية الأوكرانية ساعد على تهدئة الأسواق العالمية؛ إذ أن هذا الهدوء قلل من الحاجة إلى الذهب كملاذ آمن، رغم أن بعض الانتعاش الطفيف ظهر عند نهاية الجلسات بعد أن قيدت وكالة “موديز” التصنيف الائتماني للولايات المتحدة، فما زالت التوترات السياسية تلعب دوراً مهمًا، وإن كان مؤقتاً، في تحريك أسعار المعدن الأصفر.

لمحة عن أسعار الذهب والفضة في السوق الكويتي اليوم

في الكويت، بلغ سعر غرام الذهب عيار 24 حوالي 32 دينار كويتي، ما يعادل تقريباً 98 دولار أمريكي، وبلغ سعر غرام الذهب عيار 22 نحو 29,33 دينار كويتي، أي نحو 90 دولار، أما الفضة فحافظت على استقرار سعرها عند 370 دينار كويتي للكيلوغرام الواحد وهو ما يعادل حوالي 1209 دولارات أمريكية، وسط حركة هادئة في الأسواق مقارنة بالذهب الذي شهد تغيرات أكثر وضوحاً.

• الانخفاض في أسعار الذهب مرتبط بتحسن ثقة المستثمرين
• التوترات الجيوسياسية الهادئة تقلل الطلب على المعدن الأصفر
• ارتفاع مؤشر الدولار يعزز جاذبية الأصول المقومة به على حساب الذهب
• السياسات التجارية بين أمريكا والصين تؤثر بشكل مباشر على أسعار المعادن
• الأسواق الكويتية تتفاعل بحدة أقل مع تحركات الفضة مقارنة بالذهب

تُظهر التطورات الأخيرة أن أسعار الذهب تسير في مسار يتأثر بشكل كبير بالعوامل السياسية والاقتصادية العالمية، حيث تتغير الأوضاع باستمرار وتُعيد تشكيل معادلات السوق، مما يجعل المتابعين والمستثمرين محتاجين لمراقبة هذه المتغيرات بتركيز لمعرفة الاتجاهات القادمة.