«ضغط قوي» ترامب يفرض فتح معابر غزة للمساعدات هل تغير السياسة الإسرائيلية قريباً

السماح بدخول المواد الغذائية إلى قطاع غزة جاء في تطور مفاجئ وغير متوقع ضمن المشهد السياسي والأمني في المنطقة، حيث قرر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو السماح بإدخال كميات محددة من تلك المواد رغم بدء الجيش الإسرائيلي عملية برية واسعة في القطاع، وقد أثار هذا القرار الكثير من التساؤلات حول دوافعه وخلفياته خاصة في ظل معارضة عدد كبير من أعضاء الحكومة الإسرائيلية الذين يرون في التغيير خطوة غير مدروسة وقد تحمل تبعات معقدة على صعيد الأمن والسياسة.

السماح بدخول المواد الغذائية إلى قطاع غزة تحت ضغوط أمريكا

أوضحت صحيفة “يديعوت أحرونوت” أن قرار السماح بدخول المواد الغذائية إلى قطاع غزة لم ينبع من توافق حكومي داخلي، بل جاء نتيجة ضغوط قوية فرضتها الإدارة الأمريكية في عهد الرئيس دونالد ترامب، حيث نقل وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر تحذيرات صارمة مفادها أن استمرار منع إرسال المساعدات قد يدفع الولايات المتحدة إلى فرض عقوبات محتملة على إسرائيل، ومن هنا بدأ نتنياهو في مراجعة مواقفه رغم انقسام حكومته.

انقسام حاد في الحكومة الإسرائيلية حول السماح بدخول المواد الغذائية إلى قطاع غزة

شهدت جلسة المجلس الأمني المصغر توترات واضحة بعد أن طلب وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير إجراء تصويت رسمي للسماح بدخول المواد الغذائية إلى قطاع غزة، ولم يحظَ الطلب بالموافقة، حيث اعتبر بن غفير أن نتنياهو اتخذ قراراً منفرداً دون الإجماع الحكومي، ما دفع وزير الأمن الوطني إلى توجيه انتقادات لاذعة له، فيما اتهم مستشار الأمن القومي تساحي هنغبي بن غفير بالتحريض، ليعكس هذا الخلاف حجم الانقسام السياسي داخل الحكومة بشأن هذه الخطوة الحساسة.

تدابير وإشراف أمريكي على توزيع المواد الغذائية في غزة

أكد مكتب رئيس الوزراء نتنياهو أن خطة إدخال المواد الغذائية إلى قطاع غزة مؤقتة، وأنها ستترافق مع إجراءات صارمة لقطع الطريق أمام حركة حماس من الاستحواذ على المساعدات أو توجيهها لمقاتليها، وستبدأ شركة أمنية أمريكية مهامها في الإشراف المباشر على توزيع هذه المواد ابتداء من 24 مايو داخل مناطق محددة تم تعيينها إنسانياً في غزة لتجنب استغلال هذه المساعدات لأهداف عسكرية.

• تحديد مناطق إنسانية لتوزيع المواد الغذائية بشفافية
• إشراف شركة أمنية أمريكية على العمليات لضمان وصول المساعدات للمدنيين
• تطبيق تدابير أمنية مشددة لمنع تحويل المساعدات إلى حماس
• تقييم مستمر للوضع لتعديل الخطط حسب الحاجة

الجانب الإقليمي والتوتر بين ترامب ونتنياهو وتأثير ذلك على إدخال المواد الغذائية إلى قطاع غزة

تبرز تدخّلات الرئيس ترامب في الملف الإنساني لغزة في سياق تصاعد التوتر بينه وبين نتنياهو على خلفية قضايا إقليمية شائكة مثل المفاوضات مع إيران ومساعي التهدئة مع الحوثيين في اليمن، حيث أصر ترامب على ضرورة تقديم المساعدات الإنسانية للفلسطينيين في غزة رغم العمليات العسكرية، مما أضاف بعداً جديداً لتغيير الموقف الإسرائيلي نحو السماح بدخول المواد الغذائية، وسط مخاوف من انعكاسات هذا الخلاف على استمرار الدعم الأمريكي.

حصار قطاع غزة وتأثيره الإنساني وسط السماح بدخول المواد الغذائية

منذ الثاني من مارس، أغلقت إسرائيل معابر قطاع غزة بالكامل في إطار سياسات الحصار المصممة للضغط على حركة حماس لإطلاق سراح الرهائن، دون الالتزام بوقف شامل لإطلاق النار مما أدى إلى تدهور حاد في الأوضاع الإنسانية في القطاع وظهور تحذيرات متكررة من منظمات دولية من مخاطر نقص المواد الأساسية والمجاعة المتوقعة، ويشكل السماح بدخول كميات محددة من المواد الغذائية خطوة أولى في محاولة للتخفيف من هذه المآسي التي يعانيها المدنيون.

إن السماح بدخول المواد الغذائية إلى قطاع غزة بات خطوة محورية تعكس تعقيدات الصراع الداخلي الإسرائيلي وتأثير الضغوط الدولية، ومن المتوقع أن تلعب دوراً في تخفيف حدة الأزمة الإنسانية دون أن تتخلص من الخلافات السياسية التي سترتبط باستمرار.