«طقس مفاجئ» منخفض جوي يسبب الأمطار المفاجئة وحالة البحر الأبيض المتوسط طبيعية

الأمطار المفاجئة في فصل الصيف تحظى بمتابعة واسعة من خبراء الأرصاد الجوية الذين أكدوا أن الظواهر الجوية الأخيرة لا تستدعي القلق أو التهويل، فهي ناتجة عن تفاعلات جوية طبيعية ضمن تغيرات مناخية عامة تشمل ارتفاع درجات الحرارة العالمية، وهو ما يجعل مصر تشهد أجواء غير معتادة ولكنها متوقعة وسط هذه التغيرات، مع مراقبة دقيقة لحالة البحر المتوسط وسلوك الرياح التي تؤثر على الطقس المحلي بشكل واضح.

الأمطار المفاجئة في فصل الصيف وتأثير المنخفضات الجوية الضعيفة على القاهرة

أكد الدكتور محمود القياتى، عضو المركز الإعلامي لهيئة الأرصاد الجوية، أن الأمطار المفاجئة التي شهدتها بعض مناطق جنوب وشرق القاهرة لا تُعد حالة استثنائية للمتخصصين، بل هي ناتجة عن نشاط منخفض جوي ضعيف في الطبقات العليا من الجو، تسبب في تكون سحب منخفضة على شمال البلاد وتمتد إلى أطراف القاهرة الكبرى، وهو أمر رصدته الأجهزة المتخصصة عبر صور الأقمار الصناعية وخرائط الطقس

تابعت هيئة الأرصاد الجوية هذا التطور بدقة وأصدرت تحديثات فورية تنبأت بأمطار خفيفة ومحدودة التأثير، وهو ما تحقق بالفعل، إذ كانت الأمطار متفرقة ومحدودة ولا تؤثر على حركة المواطنين، ويربط الخبراء هذه الحالة الجوية بمنخفض مؤقت لا يزيد عن بضع ساعات، ولا يغير من الاستقرار العام لفصل الصيف المعتاد في مصر

تُبيّن هذه الظاهرة أن الأمطار المفاجئة في فصل الصيف يمكن أن تحدث نتيجة تفاعلات جوية عابرة لا تُعد مؤشراً على تغييرات جوهرية في الطقس، لكنها جزء من التقلبات الطبيعية التي تدرسها الأرصاد المستمرة للمحافظة على دقة التوقعات والتحذيرات

ارتفاع درجة حرارة سطح البحر المتوسط وأثره في الظواهر الجوية المفاجئة في الصيف

تأتي ظاهرة ارتفاع درجة حرارة سطح البحر المتوسط على رأس العوامل التي تتعامل معها هيئة الأرصاد كمتغير رئيسي في تغيرات الطقس داخل مصر؛ إذ تسهم هذه الظاهرة بشكل مباشر في تكوين حالة رطوبة مرتفعة وخاصة في المناطق الساحلية والدلتا، ما يزيد من الإحساس بالحر ويؤثر على تكوين السحب الممطرة أحياناً

يُفسّر الدكتور محمود القياتى ارتفاع حرارة البحر المتوسط بتأثيرات التغيرات المناخية العالمية وارتفاع متوسط درجات الحرارة بما يتراوح بين درجة ودرجة ونصف مئوية، مما يؤدي خلال فصل الخريف إلى زيادة احتمالية تكون منخفضات جوية تحفّز الأمطار في دول حوض المتوسط، وهو تأثير محدود خلال الصيف نظراً لاستقرار الجو عادةً في هذا الفصل

يُشار إلى أن هذا الارتفاع في حرارة البحر المتوسط لا يتسبب في ظواهر جوية غير طبيعية خلال الصيف، لكنه يعزز من تيارات الرطوبة التي يلتقطها السوق المصرية، الأمر الذي يفسر أحيانًا ظهور أمطار خفيفة أو متوسطة خلال فترة الصيف رغم ندرتها عادةً

تأثير الأمطار المفاجئة في فصل الصيف على الحياة اليومية وتحركات المواطنين

أوضحت الدكتورة منار غانم، عضو المركز الإعلامي بهيئة الأرصاد، أن الأمطار التي شهدتها مختلف المناطق في بداية يوليو طالت درجات متفاوتة من الشدة، من خفيفة إلى غزيرة أحيانًا، وابتداءً من القاهرة الكبرى مروراً بمحافظات البحر المتوسط، لكنها حالة مؤقتة لا تستمر طويلًا مع تراجع تدريجي في فرص الأمطار

وأشارت إلى استمرار تأثير منخفض الهند الموسمي، الذي يزيد من نسبة الرطوبة القادمة من البحر المتوسط، حيث سجلت الرطوبة في القاهرة نسباً مرتفعة تصل إلى ٨٧٪ وفي المناطق الساحلية تتجاوز ٩٥٪، مما يُعطي شعورًا أقوى بالحر، حيث تصل درجة الحرارة المسجلة في القاهرة إلى ٣٦ درجة لكن الإحساس الفعلي يصل إلى ٣٩، الأمر الذي يصعب على البعض تحمله خلال فصل الصيف الحار والرطب

فيما يتعلق بحركة البحر المتوسط والأنشطة البحرية، كشف تقرير الهيئة عن ارتفاع موج البحر ليصل إلى متوسط بين ١.٥ و٢.٢٥ متر بسبب نشاط الرياح، وهو أمر طبيعي لا يتعدى الحدود المتوقعة ويؤثر على الملاحة والصيد أكثر من السباحة، مع توجيه نصائح مهمة للمتنزهين بضرورة الالتزام بإرشادات رجال الإنقاذ وتفادي السباحة في الأمواج المرتفعة لتجنب الحوادث

• متابعة تحديثات الطقس الرسمية بشكل دوري
• الحرص على التهوية الجيدة في المنازل وأماكن العمل
• شرب كميات كافية من الماء لتجنب الجفاف
• تجنب التعرض المباشر لأشعة الشمس في ساعات الذروة
• اتباع تعليمات رجال الإنقاذ على الشواطئ وعدم السباحة في المناطق الخطرة

تتابع هيئة الأرصاد الجوية التغيرات الجوية بدقة عبر الأقمار الصناعية والنماذج العددية على مدار الساعة؛ فمع احتدام تقلبات المناخ العالمية، يعتمد الاستقرار والوعي على متابعة الأخبار الرسمية وتطبيق النصائح الصحية والبيئية محليًا للحفاظ على سلامة الجميع خلال فترات التغير المفاجئ في الطقس.