«صدمة غير متوقعة» إسرائيل تسرق ذاكرة سوريا كيف يؤثر ذلك على التراث الثقافي؟

الكلمة المفتاحية: أهمية الأرشيف

أهمية الأرشيف تتجلى بوضوح في الأخبار الأخيرة التي أثارت اهتمام الجميع، فقد تمكن الموساد الإسرائيلي من نقل نحو 2500 مستند وصورة وأغراض شخصية للجاسوس إيلي كوهين إلى داخل إسرائيل، كما كشف مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي عن نقل الأرشيف السوري الرسمي الخاص بكوهين الذي ضم آلاف القطع الأثرية، الأمر الذي يبيّن قيمة الأرشيف كذاكرة محفوظة تحوي أسرار التاريخ وشهادات حية تبقى صامدة رغم مرور الزمن.

أهمية الأرشيف في كشف الحقائق التاريخية وتأريخ الأحداث

عندما نغوص في عمق أي أركان السياسة أو الأمن، نجد للأرشيف دورًا مركزيًّا غير قابل للتجاهل، فقد كان الأرشيف السوري الخاص بالجاسوس إيلي كوهين يحوي آلاف الوثائق والملفات التي لم تظهر للعامة على مدى عقود بسبب التخزين السري والحراسة المشددة، لكن أهميته ليست فقط في تخزين هذه المواد، بل في دوره في كشف جانب مهم من الحروب النفسانية والاستخباراتية، وهذا دليل على أن أهمية الأرشيف تتعدّى كونه مجرد مخزن للمعلومات إلى كونه أداة لحفظ الحقيقة وتسجيل ما حدث على نحو دقيق، ويكفي أن نعلم أن إسرائيل تعتزم الاحتفال بذكرى إعدام كوهين الستين من خلال استعراض هذه المواد التي تثري الذاكرة الوطنية.

أهمية الأرشيف في الشرق الأوسط وأحداث الفوضى السياسية

الأرشيفات في الوطن العربي ليست بالشيء الهين، فقد شهدنا كيف أن الثورات أو الانقلابات في المنطقة كانت تنطوي على هجمات واسعة على الأرشيف الرسمي، ففي سوريا بعد هروب نظام الأسد، هاجم الكثيرون مكاتب الأمن والأرشيفات الرسمية، وأيضًا في ليبيا عقب سقوط القذافي تعرّض الأرشيف الليبي لهجمات دامية، ليس ذلك فحسب بل تأثرت الأرشيفات في مصر خلال الفوضى التي رافقت خلع مبارك، حيث استهدفت جهات متعددة التخزين الرسمي، وكانت هناك محاولات متكررة لطمس أو سرقة الوثائق التي تحمل أسرارًا سياسية وأمنية، ما يبرز أهمية الأرشيف في حفظ تاريخ الشعوب وذاكرة أحداثها، إضافة إلى أهمية الأرشيف في ضمان محاسبة الأجيال القادمة.

العناصر التي تبرز أهمية الأرشيف في الحفاظ على الذاكرة والهوية

تكمن أهمية الأرشيف في عدة عناصر متكاملة تلعب دورًا مهمًا في الطبيعة الثقافية والسياسية لأي دولة أو مجتمع، ومن أهم هذه العناصر:

• تخزين الوثائق التاريخية التي تمثل صفحات حقيقية من ماضٍ مجيد أو مأساوي
• تمكين الباحثين والمؤرخين من الوصول إلى المصادر الأصلية لفهم الأحداث بدقة
• حفظ الذاكرة الوطنية من محاولات التزوير أو التغييير المتعمد
• الاحتفاء بالشخصيات أو الرموز التاريخية من خلال اقتناء مقتنياتهم الخاصة لتعزيز الارتباط والتواصل
• توفير مادة خام للدراما التاريخية والمسلسلات التي تروي قصص الماضي بطريقة مؤثرة وجذابة كما هو الحال مع مسلسل إيلي كوهين

حتى في الجدول التالي يمكننا تتبع الفرق في استهداف الأرشيفات أو الاهتمام بها في بعض الدول العربية مقارنة بدولة مثل إسرائيل:

هذا يجعلنا نتساءل عن وضع الأرشيف في العالم العربي وهل هناك جهود جادة للحفاظ عليه وتوثيق الذاكرة الجماعية بما يضمن استمرارها للأجيال القادمة

نهايةً، أهمية الأرشيف لا تقتصر على مجموعات من الأوراق والصور فقط بل تتعداها لتصبح أساسًا لكل من يريد الحفاظ على هوية بلاده وتاريخها، أما تجاهل هذا الجانب فسيعني خسارة كنز لا يُعوّض من الذاكرة والمعرفة.