«فرصة وصول» فتح طريق صنعاء عدن بعد إغلاق استمر لعقد هل تنجح التحركات الحالية؟

صنعاء-عدن يمثل طريق الضالع ومريس نقطة محورية لإعادة الربط بين الشمال والجنوب في اليمن، حيث يشهد حراك محلي مكثف يسعى لفتح هذا الشريان الحيوي بعد أكثر من عشرة أعوام من الإغلاق التام، مما يعزز فرصة تخفيف المعاناة الإنسانية ويدعم حركة النقليات بين المناطق المختلفة؛ في ظل تحديات متزايدة ترتبط بوضع ميناء الحديدة والهجمات التي تزيد من صعوبة تيسير التبادل التجاري والعمل الإنساني.

استراتيجية فتح طريق صنعاء-عدن وتأثيرها على محافظة الضالع ومريس

يمثل طريق صنعاء-عدن عبر الضالع ومريس شريان الحياة بين شمال وجنوب اليمن، وهو ما يجعل إعادة فتحه هدفًا أساسيًّا يستحوذ على اهتمام الحكومة الشرعية والجماعات المحلية على حد سواء، حيث يمر الطريق بالمناطق ذات الأهمية الاقتصادية والاجتماعية الكبيرة مثل دمت والرضمة وذمار، وقد ظل مغلقًا لأكثر من عقد نتيجة الظروف الأمنية والسياسية المعقدة التي أشعلها الحوثيون عبر زراعة الألغام وتدمير البنى التحتية للطريق، مما زاد من معاناة الناس وأدى إلى توقف حركة نقل البضائع والمسافرين، بينما تحاول الجهات المدنية والإغاثية الضغط نحو استعادة هذا الارتباط الحيوي.

تعتبر محافظة الضالع محورًا رئيسًا في هذه الديناميكية، لأنها تمثل نقطة الانطلاق التي بذلت فيها الحكومة الشرعية جهودًا ملموسة في يوليو 2022 بفتح الطريق من جانبها، استجابة لمطالب الأمم المتحدة والجهود الإنسانية، وأكدت المصادر المحلية أن فتح الطريق سيسمح بتخفيف الضغط عن الطرق البديلة التي غالبًا ما تشهد ازدحامات ومخاطر أمنية.

دور الحوثي وحكومة صنعاء في ملف إغلاق وفتح طريق صنعاء-عدن

تلعب جماعة الحوثي دورًا مهيمنًا في استمرار إغلاق الطريق، إذ سبق لها أن استخدمت استراتيجيات عسكرية ضمن هذا المسار الحيوي تشمل زراعة الألغام وتدمير بعض الجسور الحيوية على الطريق، مما زاد من تداعيات المعاناة الإنسانية وضيق حركة البضائع والمسافرين على حد سواء، حيث لم تستجب لدعوات السلام أو المبادرات التي قامت بها الحكومة الشرعية، ولم تُظهر حتى الآن علامة ميدانية إيجابية تجاه إعادة فتح الطريق من جهة صنعاء.

ينتظر المجتمع اليمني، بالإضافة إلى الجهات الدولية المعنية، قرارًا حقيقيًا من حكومة صنعاء ممثلة بجماعة الحوثي لتسهيل حركة المرور وإعادة الحياة للطريق الذي يغلق فعليًا حياة آلاف المواطنين الذين يعتمدون عليه بشكل يومي في التنقل والتجارة، وبسبب استمرار الأزمة العسكرية والأمنية فإن ملف الطريق لا يزال أحد أبرز ملفات التوتر التي تعكس الصراع القائم في اليمن وأثره المباشر على المدنيين.

أهمية طريق صنعاء-عدن في ظل تهديدات ميناء الحديدة والمعاناة الإنسانية

أصبحت أهمية طريق صنعاء-عدن والضالع ومريس أكثر وضوحًا مع تصاعد التهديدات الإسرائيلية لعمل ميناء الحديدة، وهو الميناء الحيوي الذي يخدم مناطق سيطرة الحوثي ويعد شريانًا رئيسيًا لإدخال المساعدات والبضائع إلى داخل اليمن؛ ما يجعل فتح الطريق ضرورة ملحة لتفادي الأزمات الإنسانية المتفاقمة إذا توقفت حركة الشحن عبر الميناء.

يمكن وضع أهمية الأمر في النقاط التالية

  • تخفيف الضغط عن ميناء الحديدة وزيادة خيارات النقل بين الشمال والجنوب
  • تسهيل حركة تنقل آلاف المسافرين والبضائع يوميًّا عبر طريق الضالع ومريس
  • تعزيز الفرص التجارية والاقتصادية بين محافظات اليمن المختلفة
  • التقليل من خطورة تنقل المدنيين عبر الطرق البديلة التي تشهد نزاعات وأعمال عنف
  • دعم الجهود الإنسانية والوقوف أمام تدهور الأوضاع المعيشية في المناطق المحاصرة

ويُظهر الجدول التالي مقارنة بين حالة الطريق قبل وبعد محاولة فتحه من قبل الحكومة الشرعية في الضالع:

الوضع قبل فتح الطريق بعد محاولة فتح الطريق من الضالع
حركة المسافرين محدودة للغاية أو متوقفة مستمرة جزئيًا من الجنوب باتجاه الضالع
النقل التجاري تعطيل شبه كامل تحسن ناتج عن رفع القيود من جانب الضالع
الأمن والبنية التحتية طرق مغلقة ومعدات مدمرة تحديات مستمرة بسبب إغلاق الحوثي من الشمال
الأثر الإنساني تفاقم المتاعب والمعاناة تحسن نسبي في المناطق المحيطة بفتح الضالع

يبقى الأمل في أن تتكلل جهود المجتمع الدولي والضغط الإنساني والسياسي بفتح كامل للطريق الذي يربط صنعاء-عدن وينقل الحياة بين المحافظات ويخفف كثيرًا من معاناة اليمنيين في التنقل والتجارة، خصوصًا مع اشتداد التوترات في الموانئ الحيوية التي تخدم البلاد.

الكل ينتظر خطوة الحوثي بإعلان فتح الطريق حتى تعود الحياة تتدفق عبره، وتنتعش الحركة التي هي سبب أساس في تخفيف معاناة إنسانية عميقة أثرت على مختلف طبقات الشعب اليمني عبر العشر سنوات الفائتة.