«تحذير» هل يشهد البحر المتوسط تسونامي وانفجارات مع تغيرات مناخية غير مسبوقة؟

هل يتغير البحر المتوسط إلى خطر بيئي جديد؟ يبدو أن الإجابة تقترب أكثر من الواقع مع تغير المناخ الذي يحول هذا البحر إلى مساحة تشهد ظواهر مناخية غير معتادة كالأعاصير والعواصف القوية، فقد أكد أستاذ الاستشعار عن بُعد الدكتور هشام العسكري أن البحر المتوسط بدأ يتغير بشكل ملحوظ بسبب ارتفاع درجة حرارة مياهه، مما يزيد من احتمالية ظهور ظواهر جوية قاسية لم يعتد عليها سكان هذه المنطقة.

التغير المناخي وتأثيره على البحر المتوسط

تحدث الدكتور هشام العسكري عن التغير الكبير في مناخ البحر المتوسط نتيجة ارتفاع حرارة الماء بأكثر من 2.5 درجة مئوية مما يرفع مخاطر الأعاصير والعواصف المفاجئة، هذه الظاهرة تثير القلق خصوصًا مع ظهور أنماط مناخية تشبه مدن المناطق الاستوائية رغم موقع البحر خارج نطاقها، درجات الحرارة المرتفعة تعني نشاطًا جويًا أكثر عنفًا مما يؤثر على النظام البيئي البحري وحياة الإنسان المحيطة.

خطر الظواهر الجوية القاسية في البحر المتوسط

المخاطر التي يواجهها البحر المتوسط تشمل وجود أعاصير غير معتادة تحدث حتى في فصل الصيف وهذا تحذير مهم حيث أن بداية الصيف لا تزال مرحلة ارتفاع درجات الحرارة فيها مستمرة، فمن المتوقع أن تصل الحرارة إلى مستويات أعلى في شهري أغسطس وسبتمبر، وهذه الموجات الحارة تزيد من فرص العواصف الشديدة والأمطار الغزيرة التي قد تؤدي إلى فيضانات وتغيرات غير مسبوقة في النظام البيئي، ومن هنا الحاجة إلى متابعة مستمرة لهذه الظواهر لضمان التحضير لكافة السيناريوهات.

الأمطار والتأثيرات الاقتصادية والبيئية

زيادة التبخر من البحر المتوسط نتيجة ارتفاع درجة حرارة الماء تؤدي إلى هطول أمطار يمكن أن تؤثر بشكل مباشر على البيئة البحرية والصيد المحلي، فأنظمة السلسلة الغذائية تتعرض لتقلبات حينما تتحرك العوالق البحرية بشكل غير طبيعي مما يعتبر مؤشراً على تغير بيئي له انعكاسات اقتصادية واجتماعية على المجتمعات الساحلية، وباختصار فإن احتواء البحر المتوسط لتغيرات مناخية حادة يتطلب اهتمامًا حقيقيًا ليس فقط من الباحثين بل من الجميع الذين يعتمدون عليه في معيشتهم.

• رصد درجة حرارة مياه البحر بشكل دوري لمتابعة التغيرات
• تحليل تأثير هذه التغيرات على الظواهر الجوية مثل الأعاصير والعواصف
• تقييم الأثر البيئي على النظام البحري والتنوع الحيوي
• تقديم حلول وإستراتيجيات للحد من تأثير هذه الظواهر على الاقتصاد المحلي
• زيادة الوعي المجتمعي حول مخاطر تغير المناخ على البحر المتوسط

تتغير درجات حرارة البحر المتوسط بشكل يجعل مناخه أكثر تقلبًا وظهور أعاصير خلال الصيف تحذير واضح بأن الوقت قد حان لمتابعة هذه الظواهر عن كثب وعدم الاستخفاف بالتحولات التي قد تؤثر ليس فقط على الطبيعة بل على حياة مئات الآلاف الذين يعتمدون على البحر في معيشهم، ولهذا فإن تطوير قدرات الرصد والاستجابة السريعة يصبح أمرًا لا غنى عنه. كما أن تبادل المعلومات بين الدول المطلة على البحر المتوسط يعد أساسيًا للحفاظ على أمن المنطقة ومواردها البحرية، ومن هنا ينبثق دور الجميع للمساهمة في فهم هذه الظواهر والتعامل معها بوعي أكثر.