«ضربة قوية» عمليات كوماندوز إسرائيلية فاشلة تكشف ضعف جهاز الاستخبارات الموساد في غزة

الأحداث التي رافقت محاولات متكررة لتحرير الأسرى تنتهي بخسائر وإحراج ميداني وسياسي تبرز بشكل واضح هشاشة العمل الاستخباراتي الإسرائيلي أثناء مواجهة المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، حيث استُخدمت عمليات كوماندوز خاصة استهدفت تحرير الأسرى المحتجزين، لكن هذه المحاولات جميعها قوبلت بفشل مفجع أوقع خسائر بشرية وميدانية معتبرة، مكرّسة بذلك حالة من التوتر والصراع الدائر لا تخلو من تداعيات سياسية معقدة.

تفصيل محاولات متكررة لتحرير الأسرى تنتهي بخسائر ميدانية في خان يونس 2025

شهدت منطقة خان يونس في 19 مايو 2025 محاولة سرية لطرف الاحتلال لتنفيذ عملية كوماندوز متخفية بزي نسائي بهدف اعتقال القائد الميداني أحمد كامل سرحان، وهو الذي يُعتبر مفتاحًا معلوماتيًا بخصوص الأسرى الإسرائيليين المحتجزين، إلا أن المقاومة الفلسطينية كانت يقظة، ما أدى إلى إحباط العملية بالكامل، وإفشال المخطط الذي تسبّب في مقتل عدة مدنيين بينهم طفل أثناء انسحاب القوة الإسرائيلية، وترافق ذلك مع قصف مكثف لطائرات الاحتلال أسفر عن سقوط العشرات من الشهداء المدنيين، ما أدى إلى موقف ميداني وسياسي محرج للاحتلال، فأكدت هذه المحاولة أن الاستراتيجية الإسرائيلية لم تحقق سوى الخسائر وأظهرت عجزها في مواجهة فصائل المقاومة.

محاولات متكررة لتحرير الأسرى تنتهي بكارثة في رفح والنصيرات 2024

في 12 فبراير 2024، نفذت وحدة خاصة تابعة لـ”الشاباك” عملية معقدة داخل مدينة رفح، كانت نتيجتها استعادة أسيرين إسرائيليين، لكنها في الوقت ذاته رافقتها مجازر مروعة خلّفت أكثر من 60 شهيدًا بين النساء والأطفال، ذلك بسبب الهجمات الجوية المكثفة والمداهمات التي استهدفت الأبنية السكنية. وبعد أشهر قليلة في يونيو 2024، حاولت القوات الإسرائيلية في مخيم النصيرات الاستيلاء على أربعة أسرى، لكن العملية أدت إلى وفاة ثلاثة منهم بسبب القصف الإسرائيلي، وأسفرت عن مقتل 274 فلسطينيًا وإصابة 700 آخرين، مما جعل الناطق باسم كتائب القسام يؤكد ضرورة أن تكون الإفراجات عن الأسرى عبر صفقة تبادل شاملة فقط، وهذا يعكس فشل المحاولات الإسرائيلية المتكررة لتحرير الأسرى والتي تخللتها خسائر فادحة.

غزة 2023 وخان يونس 2018.. استخبارات مغلوطة تكبد الاحتلال خسائر وتعزز المقاومة

لم تكن السنوات السابقة أفضل حالًا بالنسبة لمحاولات الاحتلال، ففي ديسمبر 2023، حاولت وحدة “سييرت متكال” تنفيذ عملية لتحرير الأسيرة نوعا أرغماني اعتمادًا على معلومات استخبارية، إلا أن تلك البيانات كانت مضللة ما أدى إلى فشل المهمة ومقتل الأسير سهر باروخ، مع إصابات بين جنود الاحتلال، فاستبدلت تلك الوحدة بوحدة “اليمام”. أما في نوفمبر 2018، عمد الاحتلال إلى تنكّر وحدة كوماندوز بهيئة فريق طبي أجنبي في خان يونس، فكانت العملية فاشلة وانتهت بمقتل ضابط إسرائيلي وإصابات، إلى جانب استشهاد ستة فلسطينيين، ومن خلال هذه المحاولات المتكررة تتضح حجم الإخفاقات التي تتعرض لها الأجهزة الاستخباراتية العسكرية الإسرائيلية أمام يقظة المقاومة.

• عمليات الكوماندوز الإسرائيلية تميزت بالانكشاف السريع والتعرض لمقاومة منظمة
• الخسائر البشرية للفلسطينيين خلال تلك المحاولات كانت كبيرة وذات تكاليف سياسية
• المقاومة الفلسطينية أتقنت إفشال المخططات عبر استخبارات ميدانية قوية
• الاحتلال اعترف بسلسلة الإخفاقات خاصة في التخطيط والتنفيذ
• عملية تبادل الأسرى تبقى الحل الأنجع حسب بيانات الفصائل الفلسطينية

يبقى واضحًا أن محاولات متكررة لتحرير الأسرى تنتهي بخسائر ملموسة، تعكس عمق الأزمة الأمنية لدى الاحتلال وحجم القلق الذي يرافق كل محاولة تنفيذ، وقد تبدو هذه المحاولات دليلًا على الإصرار الإسرائيلي، لكنها في الوقت ذاته تؤكد قوة المقاومة ونجاحها في حماية الأسرى بكل الوسائل الممكنة، الأمر الذي ينذر بأن الصراع لن ينتهي إلا بتسوية شاملة ترتكز على تبادل الأسرى والاعتراف المتبادل.